عاصي الحلاني لـ "هي": أحب المُغامرة الفنيّة وأحاول تقديم أنماطاً موسيقية لمختلف الأعمار.. وهكذا أدعم أبنائي
من أهم الأسماء الفنية في الوطن العربي، يسعى دائما للتطور، وتقديم أنماط وألوان موسيقية مختلفة وجديدة، من أجل وصول أعماله لكافة الشرائح المجتمعية حسبما يصف الأمر، هو فارس الاغنية العربية الذي يستعد لطرح أعمال غنائية جديدة، في مواصلة منه لتقديم أغنيات باللهجات المصرية واللبنانية والخليجية، كما يرى أن الأغنية المُنفردة هي الأنسب حاليا بعصر السرعة الذي نعيشه اليوم، مؤكدا على أن الألبوم الغنائي بات مُغامرة إنتاجية كبيرة في الوقت الراهن .. هو النجم اللبناني عاصي الحلاني الذي يتحدث لـ "هي" عن مشاريعه الغنائية الجديدة، ويكشف عن موقفه من دخول الذكاء الإصطناعي مجال الموسيقي ما بين المقبول والمرفوض، وعن رؤيته لمشوار إبنته "ماريتا" بمجال الموسيقى، والنصائح التي يُقدمها لها، وعن موقفه من العودة للتمثيل من جديد، بعد تجارب سابقة من خلال الدراما والمسرح، هذا ويكشف لنا الكثير من التفاصيل حول حُبه الشديد لمصر وإهتمامه بشدة بوجود الأغنية المصرية في كل ألبوماته الغنائية، وعن الكثير من التفاصيل حول مشواره وطموحاته وأحلامه الفنية في المُقابلة التالية:
في البداية، ما الجديد لديك من خطوات ومشاريع فنية خلال الفترة المُقبلة؟
لدي عدة أغنيات مُنفردة، نعمل على التفكير بطرحها، وفق جدول زمني مُحدد، خلال الفترة المُقبلة، هذا إلى جانب بعض الحفلات الغنائية بالتزامن مع نهاية موسم الصيف الجاري، أواصل العمل بعد أن طرحت عدة أغنيات منفردة خلال الفترة الماضية، حيث طرحت مؤخرا أكثر من أغنية مُنفردة، كانت آخرهم بعنوان "العين عليه"، وهناك أغنية باللهجة اللبنانية، سوف أقوم بطرحها قريبا، ستكون مفاجأة. وانا سعيد للغاية بالدعم الكبير الذي تُقدمه شركة "لايف ستايلز" في الإهتمام بتصوير أغنياتي، والترتيب لها بأفضل شكل مُمكن.
قُمت بتصوير بعض أغنياتك في مصر، فهل أنت حريص على أن تكون مصر واجهة لأعمالك الغنائية المصورة؟
مصر مليئة بالكثير من المناطق الطبيعية الخلابة التي تُساعد على تصوير أغنيات بطريقة الفيديو كليب، أكون حريص دائما على التصوير في لبنان ومصر، حيث الطبيعة الخاصة لكل بلد، سعدت للغاية وقت تصوير كليب "العين عليه" مؤخرا بمحافظة الفيوم، التي أبهرني جمال الطبيعة هناك، لقد كُنت مستمتعا بقدر ما صورنا لقرابة 24 ساعة هناك.
ما هو شعورك في زياراتك لمصر؟ والأماكن التي تُفضل زيارتها؟
أشعر بسعادة كبيرة حينما أزور مصر، سواء لقضاء الإجازة أو للعمل، هناك الكثير من الأماكن التي أحب زيارتها، مثل شرم الشيخ، والإسكندرية، والقاهرة، والكثير من المناطق التاريخية والأثرية، شعب مصر لا ينضب أبدا عن تقديم الطاقات الإيجابية، يُسعدني للغاية حينما يُقابلني الناس في مصر ويدعون لي، أشعر بصدق المحبة وأنا بين أهل مصر.
ما مدى حرصك على الحضور بأعمال غنائية باللهجة المصرية مُقارنة بالألوان الأخرى التي تؤديها؟
أحرص على أن تكون الأغنية المصرية دائما بأعمالي الغنائية، حتى أنها موجودة بكل الألبومات الغنائية التي سبق وقدمتها بمشواري الفني، كذلك قمت بتصوير الكثير من الأغنيات باللهجة المصرية، بطريقة الفيديو كليب، أعتقد أنه يُساهم كثيرا في إنتشار الأغنيات، حيث إنتشرت الأغنيات المصورة، أكثر من التي لم يتم تصويرها، لذا فأنا حريص من نواحي عديدة على الإهتمام بالأغنية المصرية.
هل تحرص على مراعاة تقديم أغنيات تتماشى مع شرائح وفئات عُمرية مُختلفة وفق التطور الموسيقي في الوقت الراهن؟
بالتأكيد .. أكون حريصا على أن تتناسب الأفكار التي أُقدمها مع شرائح عُمرية مختلفة، أسعى دائما للتطور وفق ما يتناسب معي من أفكار، وأحاول دائما إختيار إيقاعات موسيقية مختلفة، وفقا لما يرغب فيه الشباب من التوزيعات الموسيقية السريعة والدمج بين الغربي والشرقي.
كيف تقوم بالتنوع الموسيقي من خلال أنماط غنائية مختلفة على مدار مشوارك الفني؟
أحاول دائما إختيار أنماط غنائية وإيقاعات موسيقية جديدة، تتناسب مع كل فكرة أقوم بتقديمها، دائما أحب القيام بالمغامرة والنقلات الفنية، مثلما قدمت أغنيات فلكلورية، وتراجيدية، وإيقاعات سريعة، طوال مشواري كُنت حريص على تقديم كل الأنماط الموسيقية، وعدم الوقوف أمام لون مُعين في أغنياتي، هذا ساعدني كثيرا في إنتشار ومُخاطبة جمهور الوطن العربية، بنوعيات مختلفة من الموسيقى.
برأيك .. لماذا سحبت الأغنية المنفردة "البُساط " من الألبوم الغنائي؟ تطور موسيقي أم ظروف إنتاجية؟
أصبحنا نعيش عصر السرعة حاليا، حيث الجمهور بات يستمع لأغنيات جديدة كل يوم، الألبوم يتعرض للظلم في إنتشار كل أغنياته على الرغم من التكلفة الإنتاجية العالية التي يستلزمها، على عكس الأغنية المنفردة التي باتت رائجة الآن، لظروف إنتاجية ولطبيعة التطور والسرعة التي نعيشها حاليا، الألبوم هو مشروع فني وهام للغاية القيام به لكنه مُغامرة إنتاجية كبيرة في الوقت الحالي.
ما موقفك من دخول الذكاء الإصطناعي على مجال الموسيقى؟
أنظر للذكاء الإصطناعي من ناحية الإستخدام الإيجابي، الذي يخدم الصناعة نفسها، خصوصا أنه دخل كل المجالات في الكثير من البلدان حول العالم، كما أنني أرى أن يوفر الكثير من الوقت والجهد، نحن لا نستغنى عن الأساسيات التي نقوم بها في صناعة الموسيقى، بل من الجيد إستخدام الذكاء الإصطناعي وفق ما يخدم الأفكار الموسيقية، لقد قمنا بإستخدام الذكاء الإصطناعي في تصوير أغنية "العين عليه"، وبالإتفاق مع المخرجة ردينة حاطوم، والنتيجة كانت رائعة.
لكن هل تقبل إستنساخ أصوات المُطربين القُدامى بإستخدام الذكاء الإصطناعي؟
هذا أمر مرفوض بشكل قاطع بالنسبة لي، أرفض إستنساخ الاصوات بإستخدام الذكاء الإصطناعي، وكذلك أرفض الإستخدام الغير آمن للذكاء الإصطناعي بشكل عام، أنا مع إستخدامه بالشكل المفيد الذي يوفر الوقت والمجهود فقط لا غير.
ماذا عن الطموحات والأحلام الخاصة بك بين ما تم إنجازه والمُراد تحقيقه؟
لا أحب أن أتحدث عن الأحلام والطموحات، لأنها مُستمرة طوال الوقت لدى الجميع، لدي الكثير من الطموحات، حققت الكثير منها، كلما يتحقق شيء أشعر بأن لدي طموح وحلم جديد، هكذا هي الحياة، أعمل جاهدا بقدر ما أُفكر به تجاه عملي وحياتي، كما أنني وفي للغاية لأي وعد أقوم بقطعه، لذا أخاف أن أوعد بشيء، لا أقوم بتنفيذه، بل أسعى وأواصل الحلم بيني وبين نفسي، وليس على الملأ.
هل من الممكن أن نراك تقوم بإنتاج أعمالك الغنائية بنفسك يوما ما؟
لقد سبق وأنتجت أعمال غنائية بنفسي، بعيدا عن شركات الإنتاج، لكن هناك دعم كبير من شركة "لايف ستايلز"، لدي أغنية من إنتاجي، ستكون أغنية في محبة الشعب المصري، تم طرحها مؤخرا على منصات الموسيقى، حملت عنوان "الحلو في مصر"، إنتهينا من تصويرها بطريقة الفيديو كليب مُنذ فترة.
ما المعايير المرهون بها عودتك للتمثيل بعد تجربة درامية وحيدة وثلاثة أعمال مسرحية؟
ليست هناك معايير مُعينة، بل أنني أعتبر الغناء هو مجال العمل الرئيسي بالنسبة لي، وأسعى للتركيز على خطواتي الغنائية، التمثيل خطوة هامة بكل تأكيد، وسعيد بتجاربي من خلال مسلسل درامي وثلاثة مسرحيات، الكثير من العروض الدرامية تأتيني بإستمرار، لكن في الوقت نفسه أهتم بالغناء، وأرى أن سيناريو ونص قوي ووقت مُناسب سيجعلونني أخوض التجربة من جديد.
كيف ترى خطوات نجلتك "ماريتا" الفنية؟
سعيد بما حققته، وفخور للغاية بها وبشقيقها الوليد وكذلك دانا، أحرص على تقديم الدعم المعنوي، وتقديم الخبرات لهم جميعا، من أجل الإستفادة، لكن القرار خاص ومُنفرد بكل شخص منهم، أتمنى لهم جميعا النجاح وتحقيق ما يطمحون إليه.
تصدر بكائك في إحدى حفلاتك الأخيرة وبالتحديد في العاصمة الفرنسية باريس الإنتشار على مواقع التواصل الإجتماعي بسبب تذكرك لوالدتك الراحلة وتفاعل الجمهور مع القصة، فماذا تقول؟
الحقيقة أنني لم أستطع تمالك نفسي، إذ وجدت نفسي أسترجع ذكريات خاصة بوالدتي وأنا أقف على خشبة المسرح هناك، لم أتمالك دموعي أثناء الحفل، حيث كُنت أُغني وقتها أغنية "باب عم يبكي" والتي ذكرتني بوالدتي، أشكر الجمهور على محبتهم ودعمهم وتفاعلهم الدائم، تلك المحبة هي التي تجعلنا نستمر من أجل تقديم الأفضل للجمهور دائما.
في النهاية .. ما رأيك في فكرة الإعتزال بين حُب الفن والإبتعاد عنه لظروف تختلف من فنان لآخر؟
كل فنان له ظروفه الخاص، لكن الفن هو إبداع وشغف وحب كبير، لا يمكن أن يعتزل الفنان وما زال لديه العطاء الفني الذي يُقدمه للجمهور، الفن هو بمثابة البئر، والأمر الوحيد الذي يمكن الإعتزال هو نضوب هذا البئر عن العطاء الفني.