"البحث عن علا 2".. مغامرة هند صبري المحسوبة في صناعة موسم ناجح من عمل جماهيري
تحتفظ شخصية علا عبدالصبور التي قدمتها النجمة هند صبري قبل 14 عاما، في مسلسل "عايزة أتجوز" بقدرة لافتة على جذب المشاهد بداية من تركيز حوارها معه في كل حلقة، مرورا بتطور شخصيتها التي باتت أكثر نضجا، لكنها لا تزال حائرة في رحلة البحث عن نفسها التي تظهر بوضوح في ملامح الموسم الأول والثاني من مسلسل "البحث عن علا"، وإن كانت علا تركت بابا مفتوحا للتساؤلات حول مصير خطواتها القادمة فيما يخص الارتباط بالموسم الأول، لكنها تركت أبوابا مفتوحة، ودراما يرغب المشاهد في استمرارها والتقرب أكثر منها لمعرفة مستقبل علا الذي لا يزال غامضا بعد عرض الموسم الثاني على نتفليكس، لاسيما بعدما استطاعت أن تحافظ على ركائز عالم علا، بل وتقويتها بمجموعة من التحديات العائلية والعملية، فضلا عن التوهج مع "كريم" ظافر العابدين، الذي دائما يشكل كلاهما ثنائيا أكثر جاذبية في أي عمل درامي يتعاونان فيه.
خروج سريع من تفاصيل الموسم الأول
الموسم الثاني من مسلسل "البحث عن علا" يضم 6 حلقات، عرضت على شبكة نتفليكس، واستطاعت منذ اليوم الأول لعرضها على أن تحافظ على صدارة قائمة أكثر الأعمال مشاهدة على الشبكة العالمية، بل أن الموسم الأول أيضا نجح خلال الأسابيع الأخيرة من شهر سبتمبر، أن يدخل ضمن قائمة أكثر المسلسلات مشاهدة، في دلالة على مدى انتظار المشاهد لعالم علا، وملامح رحلتها الجديدة في الموسم الثاني، الذي استطاع وبسرعة، ومنذ الحلقة الأولى أن يخرج من تفاصيل الموسم الأول بداية من قصتها مع "مروان" وانتظار كل منهما للآخر، وقدرتها على حسم موقفها في النهاية بتركه، لتبدأ علا مرحلة أخرى في البحث عن شريك جديد في حياتها، وكذلك تطوير أكبر لعلامتها التجارية "Second Chance"، والتقرب أكثر من عائلتها التي حصلت على مساحة أوسع في الموسم الجديد.
تحديات علا تزداد صعوبة
تواجه علا، العديد من التحديات التي تجعل حياتها على حافة الانهيار، بداية من إنهيار آمالها في مروان الذي لم يعد الشخص المناسب والأكثر استعدادا للأرتباط، فضلا عن علاقتها بأولادها "سليم" و"نادية"، وكيف بات تركيزها في العمل سببا في عدم القرب منهما، زيادة على العودة المفاجئة لشقيقها حازم، التي يزيد الأمور تعقيدا في مدى السيطرة على الأسرة بشكل عام، وتدليل والدة علا "سهير" سوسن بدر لابنها الوحيد بعد عودته، وأخيرا وفاة المورد لعلامتها التجارية، وظهور وريث "كريم" يسعى لبيع الأرض التي كان الركن الأساسي لكافة مستحضرات علا الطبيعية.
لنجد علا تواجه كريم الشاب الوسيم الذي تركه والده ليرحل مع والدته إلى باريس، لكن مع وفاة الأب يعود الابن، لينهي كافة المتعلقات الخاصة بالميراث، لكنه يصدم بأحلام علا وشركائها، أحدهم من أصدقائه القدامى "منتصر" محمود الليثي، الذي يسعى بشكل مستمر لتقريب وجهات النظر بين الثنائي، خصوصا مع تعقد الأمور مع "هادي" سامح كمال، والصفقة التي كانت منتظرة لتطوير العلامة، وهو الأمر الذي طال أيضا علاقة "نسرين" ندى موسى، مع هادي لاسيما أن الأولى تركز بشكل أكبر على شراكتها مع علا، أكثر من فكرة ارتباطها بـ هادي، وهو ما يجعل علا تتدخل في النهاية لإنقاذ الموقف بينهما.
مغامرة محسوبة بين "البحث عن علا" و"حلاوة الدنيا"
ربما ربط المشاهد العديد من النقاط التي جمعت الموسم الثاني من "البحث عن علا" مع مسلسل "حلاوة الدنيا" الذي عرض قبل 7 سنوات، وشكل ثنائية جديدة ناجحة لهند صبري وظافر العابدين، بعد مسلسل "فيرتيجو"، لكن يبدو أن عالم علا بات قريب الشبه من عالم "أمينة" في "حلاوة الدنيا"، في تقارب بين الشخصيات يثير الانتباه، وكأن هند صبري أردت أن تستمر في هذا العالم ولا تخرج منه.
فنرى هاني عادل في دور "عمر" خلال مسلسل "حلاوة الدنيا"، الشريك الذي تخلى عنها في أصعب اللحظات، بينما في "البحث عن علا" يظهر بصورة الطليق الذي تخلى عن أسرته، بشكل محدود، وبدأ رحلة يسعى من خلالها لبحث كذلك عن نفسه، بينما يظهر ظافر العابدين أو سليم في "حلاوة الدنيا" الثري الذي يواجه بعض العقبات مثل أمينة، وهو ما يعاد كذلك عند ظهور كريم ووقوعه في حب علا، لكن يظهر الحاجز المزلزل في كلا العملين، حينما تكتشف أمينة أو علا أن هناك علاقة جمعته بسيدة وينتظر طفل، وهو ما يجعل الثنائي يعيدان النظر في كل شيء من جديد، وهذا ما حدث بعد ارتباط علا القوي بكريم، عقب زيارته في فرنسا، وتعرفها على صديقته القديمة وانتظاره طفل منها، لم يكن يعرف أي تفاصيل عنه.
ولا يبتعد عالم علا كذلك عن الأصدقاء وفكرة الشريكة والصديقة "سارة" حنان مطاوع في مسلسل "حلاوة الدنيا" عن الصديقة "نسرين" ندى موسى، و "منتصر" في "البحث عن علا"، ورغم تلك الحالة من التشابهات التي ربما تظهر بقصد وعن عمد، لاسيما أن هند صبري أشرفت بنفسها على كتابته الموسم الثاني من المسلسل، لكنها صبت في النهاية لمصلحة العمل، الذي استطاع أن يحافظ على أهم متطلبات أي مسلسل أو سلسلة، القدرة على جذب المشاهد، وأن يتوحد مع القصة، فضلا عن الكوميديا التي وظفت بشكل مدروس، والحبكات التي لا تستدعي الكثير من الجهد، وربما يرجع هذا لعدد الحلقات المحدود، لكن كل تلك النقاط جعلت من الموسم الثاني من "البحث عن علا"، أكثر جاذبية وتوفير للمتعة التي يحتاجه المشاهد بدون تعقيدات، وهذا ما يفسر الإعجاب الكبير بحلقات الموسم الثاني، وانتظار موسم جديد.
ركائز لا تتخلى عنها علا عبدالصبور
عالم علا في المسلسل الذي حمل اسم "عايزة اتجوز"، استمرت بعض أركانه في الموسم الأول من مسلسل "البحث عن علا" الذي عرض في 2022، على نتفليكس، ولا يزال هذا العالم بتفاصيله تطغي على الموسم الثاني من العمل، فبعد الاعتماد على شخصية "علا" التي تقدمها هند صبري، وشخصية الأم "سهير" التي قدمتها سوسن بدر، في الموسم الآول، وكذلك الطليق "هشام "هاني عادل، المستمر في رعاية أبنائه مع طليقته علا، عادت من جديد شخصية "حازم" طارق الأبياري، شقيق علا، المثير للأزمات والصراعات بين أفراد العائلة، بداية من تدخله في حياة شقيقته وطرق تربية أبنائها، وتسببه في شرخ بعلاقة علا وابنتها نادية، وأيضا رغبته في العمل معها في علامتها التجاربة.
وكل تلك الركائز ساهمت في زيادة حميمة المسلسل العائلية، الذي لم يظهر لنا جانب واحد من بحث علا عن نفسها أو شريكها بل أيضا عن الاستقرار الأسري، وطريقة تربية أبنائها، وأيضا دعمها لأصدقائها التي نجحت في النهاية أن تتوجه بارتباط نسرين وهادي، وأن ينتهى الموسم بحفل زفاف الثنائي، وأيضا عودة كريم من أجل بداية مرحلة أخرى مع علا، تمهيدا لموسم ثالث منتظر يحمل أيضا الكثير من التحديات العائلية والرومانسية وأيضا استمرار علا في البحث عن نفسها.
الصور من حسابات هند صبري ونتفليكس على انستجرام.