
نغم صالح لـ "هي": نجاح أغنية "طوفان" فاق التوقعات.. وانتظروني في مسلسل بتوقيع بيتر ميمي
حالة من النشاط الفني تعيشها الفنانة نغم صالح، إذ تحتفي بنجاح أحدث أعمالها الغنائية "طوفان" من وحي أعمال الأيقونة شريهان، كذلك تستعد لاستقبال ردود الأفعال حول أحدث أعمالها المسرحية "جسم وأسنان وشعر مستعار"، ومشاركاتها الدرامية مع المخرج بيتر ميمي.
تحقق نغم صالح المعادلة الصعبة بين جمهور الطرب التراثي والراب الشبابي عبر مشوارها الفني الذي يمتد لأكثر من 15 عامًا؛ إذ تجمع الجمهور على نوع موسيقي مجدد برؤيتها الفنية الخاصة "الأورينتال راب"؛ يقدم الموسيقى الشرقية في مظلة المزيكا الإلكترونية؛ كذلك "الهيب هوب"، و"الراب"، و"فيوجن".
"هي" التقت بالمطربة والممثلة والرابر الشابة نغم صالح، للحديث عن كواليس ألبومها الغنائي الجديد الذي تدمج به بين الموسيقى الشرقي والغربي، كذلك كشفت لنا تفاصيل أعمالها الدرامية لعام 2025، ومعايير اختيارها لأدوارها التمثيلية وذوقها الموسيقي وفقًا للتغيرات التي طرأت على الصناعة خلال الفترة الأخيرة.
بداية .. ينطلق عرض مسرحية "جسم وأسنان وشعر مستعار" في مصر بعد كوريا والصين، كيف كانت ردود الأفعال؟
التحقت بفريق المسرحية مؤخرًا، أول عرض أشاركهم به في مصر، لم يسبق لي المشاركة بعرضها في كوريا والصين، لكنني سمعت ردود أفعال قوية وجيدة للغاية أثناء عرضها خارج مصر رغم التزام العرض وأبطاله بالحوار باللغة العربية، إلا إن فكرته وعواطفه جذبت المشاهدين.
ما جذبك للمشاركة في مسرحية "جسم وأسنان وشعر مستعار"؟
أحب كثيرًا هذا النوع من المسرح، والذي لم يعد منتشرًا بدرجة كبيرة؛ إلا فيما ندر كنتاج لورشة مسرح أو ما شبه، إذ إن هذا النوع من المسرحيات كان متواجدًا منذ تسعة أعوام تقريبًا؛ حسبما يظهر وقتها كنتاج ورشة؛ ونقدم من خلالها كل العناصر التي تعلمناها، وفقًا للتوافق العقلي العصبي والعضلي، وكيفية تقديم كل المطلوب بتوازن في نفس الوقت Multi-Talented؛ يشمل الغناء والحركة وإلقاء مونولوج لغة عربية، بكل تأكيد عرض مختلف وكنت أفتقد كثيرًا هذه النوعية من المسرحيات ومتعتها، كذلك فريق عمل المسرحية جذبني للغاية للمشاركة، بقيادة مازن الغرباوي أستاذي ومن أهم مخرجين جيله وتربطنا علاقة صداقة قوية أثق فيه وتوجيهاته كثيرًا، يوفر لي سبل الراحة رغم ضيق الوقت واستعدادي لبروفات خلال عشرة أيام فقط رغم عمله والفرقة على العرض قبل ذلك خلال أربع أشهر.
ماذا يميز التعاون مع المخرج مازن الغرباوي؟
مختلف بدرجة كبيرة على المستوى الفني؛ تعلمت كثيرًا منه، محدد ودقيق للغاية في طريقة إدارته للعرض المسرحي والبروفة، فهو شخص محترف ويعلم كيف يفهمك المعلومة بأسهل طريقة مختصرة ومفيدة، كذلك توجيهاته على أعلى مستوى من النضج؛ يدرك الهدف والمسار جيدًا من كل خطوة وما يريده بالضبط إلى جانب تركه مساحة كبيرة لإبداعك؛ على سبيل المثال خضت تجربة هذا العرض على أن أقدم فتاة أسبانية تتحدث لغتين بالنسخة الإنجليزية والعربية لكنه ترك لي أيضًا المساحة لوضع لمساتي المبتكرة عليهما، وهذه المميزات لا تتوفر كثيرًا مع كل المخرجين؛ حتى ولو هم موهوبون؛ لكنهم لا يدركون الحكمة الكافية لوضع الممثل على المسار الصحيح.
هل تواجهين صعوبات في التحضير لدورك أو استعراضات "جسم وأسنان وشعر مستعار"؟
نعم.. بكل تأكيد.. بسبب ضيق الوقت كما ذكرت، الدور ليس تقمصًا لشخصية درامية محددة في المسرحية، بل هو عبارة عن مونولوج نكتبه؛ يعبر عن هويتنا ومشاعرنا وخبراتنا. وفي نفس الوقت كل بطلة تقدم رمزًا عامًا من الشخصيات المتواجدين حاليًا وليس تجسيدًا لشخصية محددة، نتحدث عن الإنسانية بمعناها الأشمل، وفي نهاية العرض نتحدث بشكل عام عن الأحلام ونطرح التساؤلات حول إمكانية تحقيقها أو عدمها. وهذا الأداء صعب لأنه يختلف عن الشخصيات الدرامية المكتوبة لأنها تكون محددة أكثر في السيناريو؛ من حيث الجوانب النفسية والجسدية والاجتماعية؛ هنا التحدي أكبر عليك في قدرتك على كيفية توصيل معانيها للجمهور.
نغم صالح بين التمثيل والغناء.. ما الأقرب لقلبك؟
أحبهما كثيرًا للغاية؛ كلاهما موهبتان رزق من الله، يلازماني بشعورين مختلفين عن الأخر؛ أي إنهم أجزاء من روحي، يشغلان حيز كبير من وقتي وطاقتي وإحساسي وتفكيري، ويجب أن أحافظ عليهما بطريقة صحيحة مع تطويرهما، كل شخصية أجسدها في الدراما أو المسرح تأخذ جزءًا من روحي، كذلك أشعر أيضًا مع الغناء في الأستوديو.
تحققين نجاحًا كبيرًا بأغنية وفيديو كليب "طوفان"، تخطى 200 مليون مشاهدة على تطبيق "تيك توك" خلال شهر.. هل توقعتِ كل هذه ردود الأفعال المختلفة أثناء تحضيرها؟
الحقيقة في أغنية "طوفان" أو كل أغنية سابقة تعاونت فيها مع المخرج خالد برجونا، أو أعمال فنية أخرى قدمتها ونتناقش سويًا عليها، لم نتوقع أبدًا نسب مشاهدات أو تريند أو غيره من المكاسب المادية، يشغلنا فقط أن تنال إعجاب الجمهور، نبذل كل جهودنا من القلب لتخرج بالشكل الذي نتمناه ونرضى عنه بضميرنا، أمًا تحقيق كل هذه المشاهدات فهو رزق ربنا؛ كل عمل فني يُنفذ بصدق وحب حقيقي، يصل حقًا للناس.
نقاد موسيقيون يشيدون باختياراتك لمفرداتك الغنائية، لافتين إلى توجهك للحديث عن حق المرأة في الحرية بشكل معاصر.. هل يشغلك توظيف قضايا المرأة بالفعل في أغانيكِ؟
لا.. لا يشغلني الحديث عن حق المرأة أو الرجل بصفة خاصة، لكن يهمني الحديث عن الإنسانية بمعناها الأشمل والأكبر؛ ضد التصنيف فلا أدعمه أو أرفضه، كلنا بني آدم نمتلك حقوق وواجبات، ولدينا بعض جوانب الخير والشر أيضًا، إذًا أقول وأتغنى وألحن بكل ما أحب وأشعر به فقط، وما يعبر عن نفسي، اختيار مواضيع أغنياتي بعيدًا عن كل سُبل التصنيف، وهذا يختلف عن اختيار موقف عام محدد لتناوله بطريقة ما غنائيًا أيضًا.
نغم صالح أول مغنية تقدم نسخة غنائية معاصرة لعمل قدمته الأيقونة شريهان "بيبة" من فيلم "عرق البلح"..كيف جاءت لك الفكرة؟
أغنية "طوفان" فكرتي بالفعل؛ أحب شريهان كثيرًا، فهي قدوة بالنسبة لي، وأفضل كل أعمالها الفنية خاصة أعمالها المسرحية المتميزة، كذلك قدمت مسرحية شريهان "شارع محمد علي" مع دكتور أشرف زكي قبل ذلك، يمكنني وصف أغنية "بيبة" بأنها "في دمي"؛ خاصة وإنني تربيت عليها واسمعها منذ صغري، والحقيقة إنني أحب تقديم غنائيًا للجمهور بشكل مختلف، كل ما تربيت عليه ويكون شخصيتي وثقافتي الفنية وموهبتي من وحي الفولكلور العربي والمصري والصعيدي والفلاحي، ولذلك قدمت من "بيبة" عدة أجزاء تشبهني كثيرًا وأسلوبي الغنائي في أغنية "طوفان".
استعراضاتك وطريقة إطلالتك في فيديو كليب أغنية "طوفان" بهرت الجمهور وتساءل البعض إقتداءً بجيل "شريهان".. هل تفكرين في تقديم فوازير بطريقة معاصرة؟
فكرة مبهرة جدًا.. لكنني لم أفكر فيها سابقًا الصراحة.. فكرة حلوة لو بطريقة معاصرة بالفعل، أحب الفوازير بصفة عامة؛ الاسكتشات الاستعراضية بها غناء وتمثيل ورقص، ويستهويني هذه النوعية من الأعمال الفنية متعددة المواهب والوظائف Multi-Talented و Multi-Tasking.
قبل تقديمك للغناء الراب، تغنين بأشكال مختلفة من الألوان الموسيقية الطربية.. في وجهة نظرك، ما يميز الغناء الراب النسائي للإناث؟
بالنسبة لي الأهم أن يظهر الإنسان بشخصيته الحقيقية، لا يكون متأثرًا بناس آخرين، لا يتصنع أو يتزيف خلف شخصية أخرى أمام الجمهور، كما أن أصل الراب أن تكون شخصًا حرًا حقيقيًا وتعبر عما بداخلك بصدق وانسيابية وبدون تفكير سواء للرجال أو السيدات، لكن عند البنات غناء الراب أصعب بكثير بالطبع؛ أي إن هناك فتيات موهوبات جدًا لكنهن لا يمتلكن بصماتهن القوية في شخصياتهن الأصلية التي تطغى على اختياراتهن الفنية وبالتالي يكتشفها الجمهور خارج الكاميرا أو أخريات لا يمتلكن القدرة الإبداعية الكافية التي تؤهلن لرسم مسار فني متميز من ملكهن ورؤيتهن الخاصة دون مشاركة آخرين بها، عليهن التعبير عن أنفسهن بجرأة بحقيقتهن وبدون مثالية تساعدهن في الوصول أسرع للناس، كما إنني ضد الركض خلف موضوعات معينة أو موضة ما للغناء بها أو التقليد للانتشار أكثر ونصبح Viral عند الجمهور ويحبنا؛ لأنها لها فترة تنجح بها وتصبح منتهية الصلاحية، وبالتأكيد علينا تقديم كل ما نصدقه ونشعر ونؤمن به فيما يخص الفنون ولاسيما المزيكا.
إذًا، ما سبب ندرة عدد مغنيات الراب بالمقارنة مع مغنيين الراب في الوطن العربي من وجهة نظرك؟
لا أعلم والحقيقة لا يشغلني البحث وراء ذلك أو عن نسب حقيقية لأعدادهن، ولا أعرف هل مفيد معرفة سببه أو عدمه، لأنني أرى أنه يعتمد على اختيارات وألوان وأذواق؛ كل نوع من الموسيقى يمتلك صناعه الذين يفضلونه ويعملون على تطويره، كذلك جمهوره الذي يحب الاستماع إليه ويميزه سواء راب أو غيره.
فيديو كليب أغنيتك الجديدة "شلق" جذب انتباه الجمهور.. كيف كانت كواليسه مع مطرب الراب شاهين؟
أغنية "شلق" من كلمات شاهين وغنائي، أكثر ما يميز أغنية "شلق" بالنسبة لي إنها أعادت اكتشافي لموهبتي؛ إذ إنني لحنت الأغنية بعد كتابته، ووزعها راشد والفايف، وهندسة الصوت والتسجيل لنادر سليمان، واعتبر الأغنية ابنتي الأولى لأنها شهدت عمليًا على ظهور الاختلاف الذي امتلكه وبصمتي الغنائية.
مَن تتمنين غناء ديو معه من مطربي الراب أو البوب؟
في مصر أحب الرابر "ليجى سى" كثيرًا جدًا، ووائل الفشني إذا ما قدمنا عملاً معًا سيكون من الروائع، ومن العالميين أفضل "مسلم" مغني الراب المغربي، خامة صوته فريدة وقوية ومرعبة؛ قدم أغنية فيلم "كازابلانكا" الشهيرة، كذلك أتمنى الغناء مع سميرة سعيد التي تربيت على أغانيها منذ الصغر، بالإضافة إلى بيونسيه التي أعشقها كثيرًا جدًا.
هل يمكن أن يجمعك ومريم صالح عملاً فنيًا على الشاشة؟
مريم صالح شقيقتي الكبيرة الغالية والمقربة جدًا لي، علاقتنا مهمة كثيرًا وشكلت شخصيتي، كذلك تعتبرني شخصية فريدة في حياتها ابنتها الأولى؛ كأم وابنتها وأصدقاء وأخوات واستشاريين فنيين لبعضنا البعض. أتمنى بكل تأكيد أن نمثل معًا، لكن هذا يتوقف على موافقتها، تشغلنا دومًا عدة أفكار؛ تخص المسرح بشكل خاص، خاصة وإنها مثلت مسرح قبلي أيضًا، قريبًا نمثل معًا في المسرح، عرضًا تمثيليًا فانتازيًا موسيقيًا واستعراضيًا غنائيًا كما نفكر به، سنفكر به بعد انتهائها من ألبومها الغنائي، كما أكون انتهيت أيضًا من إصداراتي الغنائية الجديدة.
بعد تميزك في التمثيل بعدة عروض بالمسرح والدراما مسلسلات "تياترو" و"إلا أنا" و"أبو العروسة 3" و"ستهم".. ما الأدوار التي تتمنين تقديمها في السينما بعد فيلم "الباب الأخضر"؟
أبحث عن التنوع والاختلاف دومًا في أدواري التمثيلية، الحقيقة إنه خلال الفترة الحالية، بعد تقديمي عدة شخصيات كثيرة مختلفة على المسرح خلال 15 عامًا، لا ينتهي طموحي بأعمال أخرى في المسرح أو الدراما أيضًا، لذا أتمنى تقديم المزيد من الشخصيات الدرامية عَبر الثلاثة سينما وتلفزيون ومسرح، البعض يعرفونني من خشبة مسرح معهد الفنون المسرحية؛ لذلك يعرفون شخصيتي التي تمثل وتغني وترقص، لكنني لا زالت أتمنى تقديم شخصيات درامية لجمهور السينما والتلفزيون، تستوعب الحجم الإبداعي التمثيلي والاستعراضي الغنائي المماثل لما قدمته من خلال المسرح، بالإضافة إلى شخصيات "سايكو دراما" التي أحبها كثيرًا جدًا وأتمنى تجسيدها أيضًا.
أخيرًا.. ما تفاصيل أعمالك المقبلة؟
تجربة مختلفة ستصدر قريبًا جدًا، تشبه في موضوعها واستايلها لروح أغنية "طوفان" و"شلق" لكنها مختلفة عنهما، متحمسة جدًا لمشاهدتها وأرهقتني كثيرًا في العمل عليها، وهي مفاجأة للجمهور وأوجه تحية كبيرة لصناعها وفريقها على رأسهم خالد برجوانا ومجهوده الكبير. كما إنني أكثف المجهود على أن يطرح كافة أغاني ألبومي الجديد قبل حلول منتصف عام 2025، ممتنة وراضية وسعيدة للغاية بكل ردود أفعال المستمعين على الأغاني التي طرحتها وأتمنى الأغاني الجديدة تنال إعجابهم، أمًا الدراما أشارك بدور أحبه كثيرًا في مسلسل "مملكة الحرير" مع المخرج بيتر ميمي والنجوم كريم محمود عبد العزيز وأسماء أبو اليزيد، ومن المقرر عرضه قريبًا، كذلك أجسد دورًا تمثيليًا أمام النجم محمد سلام في مسلسل جديد.