كيف يمكن التغلب على إرهاق السفر في الرحلات الطويلة بخطوات عملية؟
نستعد لفترة طويلة لرحلة ممتعة ونقوم بحزم حقائبنا مع الأحلام السعيدة بعطلة لا يمكن نسيانها بعد عبور القارات والأميال نحو وجهتنا، لنفاجئ عند الوصول بالشعور بالارهاق الشديد وعدم الاستمتاع بالوجهة السياحية وهذا ما يعرف بإرهاق السفر في الرحلات الطويلة، نتيجة اختلاف المناطق الزمنية بما يصل الى فارق 6 أو 9 ساعات بالزيادة أو النقصان.
ويمكن لاضطراب الرحلات الجوية الطويلة Jet Lag أن يعرقل تجربة السفر، حيث يشعر الشخص بالإرهاق والارتباك وعدم التكيف مع المنطقة الزمنية الجديدة، ومع ذلك يمكن بالتخطيط المناسب وبعض الاستراتيجيات البسيطة تقليل آثار اضطراب الرحلات الجوية الطويلة والاستفادة القصوى من الرحلة ومتعة التجربة السياحية.
وسواء كنت تسافر للعمل أو للترفيه، فإن وصولك إلى وجهتك بشكل مرتاح ومستقر يعد أمراً مهماً، فهناك الكثير من المسافرين في رحلات العمل يعانون من هذا الاضطراب الذي قد يؤثر سلباً على الفائدة العملية المرجوة من الرحلة، ومن تجارب خبراء السفر الذين يمارسون السفر الجوي بشكل مكثف يمكن تعلم كيفية تجنب اضطراب الرحلات الجوية الطويلة عند التنقل بين المناطق الزمنية.
ونتعرف اليوم على بعض النصائح القيمة لتجنب اضطراب الرحلات الجوية الطويلة وآثاره السلبية وضمان انتقال سلس إلى المنطقة الزمنية الجديدة، والنجاح في التحضير للرحلة بطريقة مريحة قدر الإمكان..
ضبط مواعيد النوم قبل السفر
قبل بضعة أيام من رحلتك قم بتغيير وقت نومك تدريجياً ليتناسب مع المنطقة الزمنية لوجهتك، فإذا كنت ستسافر شرقاً حاول الذهاب إلى الفراش مبكراً، وإذا كنت ستسافر غرباً فحاول النوم في وقت متأخر، وهذا التعديل التدريجي لجدول النوم سيساعد جسمك على التكيف بسهولة مع المنطقة الزمنية الجديدة، وتعد هذه النصيحة هي الأهم والأبرز من خبراء السفر للنجاح في تجنب اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
شرب الماء وترطيب الجسم
الجفاف قد يزيد من تأثير اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، لذا يجب الحفاظ على ترطيب جسمك طوال الرحلة من خلال شرب الكثير من الماء قبل السفر وأثناءه وبعده، وتجنب تناول الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين والصودا حيث يمكن أن تسبب الجفاف، ومن الجيد أن تحمل زجاجة ماء قابلة لإعادة التعبئة معك وتعبئتها بانتظام خلال الرحلة.
ضبط الأنشطة وفقاً للوجهة
عندما تصعد على متن الطائرة حاول تنظيم أنشطتك وفقاً للتوقيت المحلي لوجهتك السياحية، فقم بضبط ساعتك على توقيت المنطقة الزمنية الجديدة وحاول تناول الطعام والنوم والمشاركة في الأنشطة وفقاً لذلك التوقيت، وهذا التحول العقلي سيساعد جسمك على التكيف بسرعة عند وصولك.
النوم الجيد أثناء الرحلة
استغل وقت الرحلة بشكل فعال للحصول على راحة جيدة ونوم عميق، فيمكن احضار وسادة للرقبة وقناع للعين وسماعات لمنع الضوضاء لتهيئة بيئة ملائمة للنوم، وحاول تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، حيث يمكن أن يؤثر الضوء الأزرق على نمط النوم، وإذا كان الوقت نهاراً في وجهتك فابق مستيقظاً وشارك في أنشطة خفيفة لمواءمة جسمك مع التوقيت المحلي.
التحرك بشكل مستمر
الجلوس لفترات طويلة أثناء الرحلة يمكن أن يؤدي إلى تشنج العضلات والإرهاق، لذلك قم بالمشي والتحرك لمسافات قصيرة داخل الطائرة وخلال أوقات الانتظار بالمطار ومارس تمارين الاستطالة، أو قم ببعض الحركات البسيطة من اليوغا للحفاظ على تدفق الدورة الدموية، وذلك يساعدك على البقاء نشطاً ويساهم في تقليل آثار اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
تجنب الوجبات الكبيرة
عندما تكون على متن الطائرة يجب تجنب تناول كميات كبيرة من الطعام، خصوصاً أن الوجبات التي تقدم على الطائرة غالباً ما تكون غير صحية وثقيلة على المعدة، وتناول كميات كبيرة من الطعام يمكن أن يسبب الشعور بالثقل والارتباك وزيادة الارهاق، ويمكن محاولة اختيار وجبات خفيفة ومتوازنة وتجنب الأطعمة الدهنية والحارة، ويمكنك أيضاً إحضار بعض الوجبات الصحية مثل الفواكه والمكسرات أو ألواح الطاقة الصحية لتبقيك منتعشاً خلال الرحلة.
استغلال ضوء النهار
عندما تصل إلى وجهتك حاول التعرض للضوء الطبيعي للنهار فهذا الضوء الشمسي يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية لجسمك، وبالتالي يمكن أن يساعد في التكيف مع المنطقة الزمنية الجديدة، ويمكنك التجول في الهواء الطلق أو الجلوس بجوار النافذة لامتصاص أشعة الشمس والمساعدة في ضبط إيقاعك اليومي.
احرص على النشاط عند وصولك
عند وصولك إلى وجهتك حاول تجنب النوم لفترة طويلة، وبدلاً من ذلك ابدأ بممارسة نشاط خفيف واستكشف المناطق المحيطة بك، حيث يساعدك ذلك في التكيف مع التوقيت المحلي ومنع الشعور بالتعب، ويمكنك القيام بنزهة هادئة أو زيارة المعالم السياحية المحلية أو ممارسة الأنشطة الخارجية في الهواء الطلق للمساعدة في إبقاء جسمك نشطاً ومحاربة الارتباك والتعب.
استخدام مكملات الميلاتونين
يعتبر الميلاتونين مكملاً غذائياً يساعد في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، ويمكن أن يساعد تناول مكملات الميلاتونين في إعادة ضبط الساعة البيولوجية لجسمك والمساعدة في التكيف مع المنطقة الزمنية الجديدة، ولكن قبل استخدام مكملات الميلاتونين يجب استشارة الطبيب واتباع الجرعة الموصى بها.
احصل على غفوة
عند الوصول يمكن أن تكون الاستراحة القصيرة أو الغفوة مفيدة لمحاربة التعب والمساعدة في زيادة اليقظة، ويمكن تخصيص 20-30 دقيقة للاسترخاء والراحة دون السقوط في نوم عميق يؤثر على جودة نومك الليلي.
الراحة قبل الرحلة
احصل على راحة كافية قبل الرحلة فمن المهم أن تبدأ رحلتك وأنت مرتاح تماماً، وذلك عبر محاولة الحصول على نوم جيد في الليلة السابقة للرحلة حتى لا تشعر بالتعب عند بدء رحلتك، والراحة الكافية ستسهل على جسمك التكيف مع المنطقة الزمنية الجديدة.
ضبط مواعيد تناول الطعام
تماماً كما تضبط جدول نومك يمكنك تغيير أوقات وجباتك اليومية تدريجياً لتتوافق مع الجدول الزمني لوجهتك، فمثلاً ابدأ بتناول وجباتك بالقرب من التوقيت المحلي للافطار في وجهتك قبل بضعة أيام من الرحلة، وسيساعد ذلك في مزامنة عملية الهضم والاستقلاب في جسمك مع المنطقة الزمنية الجديدة.
تجنب الكافيين والمنبهات
على الرغم من أنه قد يكون من المغري تناول كأس من الشاي أو فنجان من القهوة أثناء الرحلة، إلا أن الكافيين يمكن أن يؤثر سلباً على نمط نومك ويسبب الجفاف في جسمك، مما يجعل شعورك بإضطراب الرحلات الطويلة يزداد، والأفضل اختيار تناول الماء أو مشروبات الأعشاب أو عصائر الفواكه الطبيعية.
فكر في التوقف على الطريق
اذا كانت لديك رحلة طيران طويلة مع مناطق زمنية متعددة للعبور ففكر في تقسيم رحلتك بالتوقف في محطات الترانزيت واستكمال الرحلة لاحقاً، فقضاء يوم أو يومين في وجهة على طول الطريق يمكن أن يمنح جسمك وقتاً إضافياً للتكيف وتقليل تأثير اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
اعلم أن الأمر يتطلب وقتاً للتكيف
النصيحة الأخيرة هي أن تمنح نفسك وقتاً للتكيف، فوفقاً لاتجاه رحلتك ومدتها قد يستغرق الأمر بضعة أيام حتى يتكيف جسمك تماماً مع المنطقة الزمنية الجديدة، لذلك اسمح لنفسك ببعض أوقات التوقف عن العمل والمرونة في جدولك الزمني للتعافي من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة والتكيف مع الأمر.