خاص "هي": سحر بالي.. مُغامرة لا تُنسى في جوهرة الجزر الإندونيسية
بينما كانت زيارة بالي تلوح في الأفق كدعوة لا تقاوَم، لم أكن أدرك حقا مدى جاذبيتها حتى ناقشت خطتي مع الأصدقاء والعائلة. فسردوا لي قصصا عن جمالها الطبيعي الساحر وتراثها الثقافي الغني، وكيف أنها تمزج بين الروحانية والجمال بأسلوب فريد. وشجعوني بشدة على زيارتها، وكانوا مليئين بالحماس لمشاركة تجاربهم الخاصة هناك.. ليزيد بذلك حماسي لهذه المغامرة.
تعتبر جزيرة بالي، جوهرة الجزر الإندونيسية، إحدى أجمل الوجهات الطبيعية في العالم. مـــن خـــــلال هذه الزيــــــارة، فـــهـــمـــــت حقـــــا مـــــدى حــب العالم لبالي. عندما تجولت في شوارعها الضيقة المليئة بالألوان الزاهية والروائح العطرة، وتفاعلت مع سكانها الودودين والمضيافين، أصبح واضحا لي السحر الفريد الذي تمتلكه هذا الجزيرة.
وما زاد من هذه التجربة روعة حسن الضيافة التي لم أعهدها من قبل في أي بلد زرته. فكان التواضع الذي يتمتع به الشعب الباليّ يلقي بظلاله الساحرة على كل تفاصيل تجربتي. فكما استقبلوني بأذرع مفتوحة، كانت كل تفاصيل إقامتي مدركة بعنـــايـــة فــائــقـــة وعنـــايــــــــة لا مثيل لها، وذلك بفضل منتـــجــــــع "أومــانـــا بـــالي" Umana Bali، أولى وجهات علامة فنادق ومنتجعات "إل إكس آر" LXR في جنوب شرق آسيا والتابعة لـ"هيلتون" Hilton، شركة الضيافة الرائدة عالميا.
ويشــــغل المنـتـــجــــع موقـــعـــــا ممـيــــــــزا في أقـــــــــــصى جنوبي الجزيرة في "أونغاسان"، حيث يحظى ببعض أفضل الإطلالات الخلابة في الجزيرة. وتتوزع فلل الوجهة الفاخرة البالغ عددها 72 على شكل تراسات متتالية على قمة منحدرات جيرية، في تصميم مستوحى من حقول الأرز التقليدية "أوما"، والتي اشتُقّت تسمية الوجهة منها.
جذور عميقة في الثقافة والمجتمع
تعتبر بالي موطنا لثقافة محلية غنية وتقاليد فريدة من نوعها. وهذا تماما ما لمسته خلال إقامتي في المنتجع، فعلامة "إل إكس آر" بخدماتها المصممة حسب الطلب وتجاربها الفريدة، بإلهام من فلسفة "تري هيتا كارانا" وركائزها الثلاث، والتي تتـضــــمن الطبيـــعــة والناس والروحانية، لإنشاء رؤية هادفة وعصرية لـ"أومانا بالي". استمتعت بالفعل بتواصل أصيل وحقيقي مع الطبيعة، إضافة إلى فرصة التعرف عن قرب إلى الحرف اليدوية المحلية، والاستفادة من ممارسات عافية شاملة لتجديد النشاط والحيوية. تستقي جميع التجارب الفريدة في الوجهة إلهامها من الثقافية المميزة في بالي، حيث تم تطويرها بما يتناسب مع تفضيلات المسافرين العصريين الراغبين في خوض مغامرتهم الشخصية.
واللافت هو تركيز منتجع "أومانا بالي" على المجتمع المحلي والبيئة، من خلال عقد شركات مع مواهب فنية محلية مميزة لإنشاء وجهة فخمة ومسؤولة. وأثمرت هذه الشراكات قطعا فنية فريدة في المنتجع، والاستفادة من مواد محلية مثل الرخام والرتان الجاوي، وتطوير مرافق صديقة للبيئة، بما فيها أطقم مستلزمات الحمام المصنوعة من أوراق الموز المعاد تدويرها، والصناديق المصنوعة من قشور جوز الهند، والشباشب المنسوجة من ألياف نبتة باندان وأعشاب ميندونج.
تمثيل عصري للحياة في بالي
تعكس الهندسة المعمارية وتصميم المناظر الطبيعية والديكورات الداخلية في "أومانا بالي"، العادات والأساطير والمعتقدات المحلية، حيث تنسج الملامح الفنية المميزة لثقافة بالي في أنماط الوجهة ومساحاتها لتعزيز التواصل وشعور المجتمع. ويوازن تصميم المنتجع بين العناصر الروحانية والمجتمعية والطبيعية، حيث أمكنني اختبار نمط الحياة العريق والمتناغم الذي يلتـــــزم فيـــــه ســــكان بالي. وتتزين المنحوتات العصرية للراقصيـــــن المــحــلـــيــيــــــن بالعملات القديمة التي كانت تستخـــدم رمزيا في المناسبات المهمة ولتزيين المـعــابـــد. وتستلـهـــم الثريـــا المصنــوعــــة من المعدن والزجاج المنفوخ يدويا والمعلّقة في ردهة المنتجع تصميمها من الحركات الشهيرة لرقصة "ليجونج كيراتون" أو "كراتون" (رقصة القصر).
أقمت في إحدى الفلل الحصرية في المنتجع، فشكلت المـــــلاذ المثـــــــالي، حيث تتميز بأجواء الخصوصية وفخامتها ومساحاتها الواسعة التي تبدأ من 403 أمتــــار مـــربــعــة. كمــا تـتــضـــمن جميـــــع الفــــلل مسبحا خاصا متماهيا مع الأفق وحوض استحمام ساخنا في الهواء الطلق، في حين تمتد الفلل المزودة بثلاث غرف نوم في "أومانا بالي" على مساحة 1200 متر مربع، وهو ما يجعل منها خيارا مثاليا للأسر الكبيرة أو المجموعات. وتتضمن قائمة المرافق الاستثنائية في المنتـــجــــع قـــــاعــــة مخصصة بتصميم عصري لعقد مراسم حفلات الزفاف بإطلالة مباشرة على غروب الشـــــمس، إضـــــافـــــة إلى مساحات رائــــعة للفــعاليات، ومركز لياقة حديث، ونادٍ للأطفال.
تجارب استثنائية لنمط الحياة في بالي
حرص فريق المنتجع على تنظيم مختلف تفاصيل إقامتي، فوضعوا لي خطة أنشطة وتجارب مخصصة ومُصــمـــمــــة بشـــكل فـــــردي بــــإشــــــراف مـــــوظف خبير. فكنت على موعد مع نظرة جديدة على نمط الحياة في بالي، فضلا عن تجارب استثنائية.
وكان لي لقـــــــــاء يومي مع المديرة العامة لـ"أومانا بــــــالي" "سيــــربيــــــــــــل غوني" Serpil Guney، التي كانت تكرر دائما أن "تركيز المنتجع الرئيس ينصب على تقديـــــــم مــــــلاذ حصـــــــري للضيوف، حيث تسود الخصوصية والهدوء". وتقول: "الطريقة الرئيسة التي نحقق بها ذلك هي توفير ملاذات شخصية من السلام والهدوء، إلى جانب مناظر بانورامية خلابة. هذا ونشدد على التزامنا بصياغة تجارب مخصصة مصممة خصيصا لتلبية رغبات كل ضيف، والتأكد من استمتاعهم بإقامة سلسة وشخصية من خلال إشراف أحد خبرائنا".
وبالنسبة لـ"غوني"، يعد "أومانا بالي" ملاذا، حيث يتم تنسيق كل التفاصيل بدقة لتحقيق مستوى استثنائي من الفخامة والاسترخاء.
تتميز بالي بمطبخها الشهير واللذيذ والمليء بالطبع بالأطعمة ذات المزاق الحار. جربت مجموعة متنوعة من الأطباق الشهية الإندونيسية، واستمتعت بتذوق النكـــــــــــهات الفـــــــــــريــــدة واستكـشاف عالم الطهي الباليّ من خلال درس في الطهي شاركت فيه مع غيري من الزوار طريقة بالي في المطبخ المنزلي.
هذا، وشاركت بحصة تذوّق القهوة الإندونيسية التي تعتبر فنا في ذاتها. الأمر يعتمد على الذوق الشخصي والتفضــــــيلات الفردية، لذا حاولوا الاستمتاع بعملية التذوق، واكتشاف ما يروق لكم من نكهات.
وفي هذا الإطار، يمكنكم تجربة مطعم "أوليفيرا" في المنتجع الذي يأخذكم في رحلة مذاقية عبر البحر المتوسط من موقعه على قمة منحدر، في حين يحضّر "كوميون" أشــــهى وأرقى الأطبــــــاق مـــــن مطبــــــخ جنوب شرق آسيا بلمسات محلية.
ويستمتع الضيوف بأصناف كوكتيل محضرة يدويا في ركــــــــــن المــشـــــروبـــــات "باد بول بار"، الذي يحظى بإطلالات خلابة على المحيط الهندي.
اكتشاف جاذبية بالي
كذلك زرت المعابد القديمة والمزارات المحلية، وجربت تنسيق الزهور التي تمثل جزءا مهما من التقاليد اليومية والاحتفالية في ثقافة بالي، وتعتبر رمزا للجمال والسلام والسعادة، وتُقدّم في المعابد كعربون من الإكرام والتبجيل.
كما استمتعت بعرض رقصة Kecak على شاطئ "ميلاستي"، وهي رقصة جماعية تقليدية تعتمد بشكل كبير على الإيقاعات الصوتية التي تؤديها مجموعة من الراقصين. يعتبر هذا النوع من الرقص واحدا من أهم العروض الفنية التقليدية في بالي، فكانت تجربة مثيرة عكست عمق التراث الثقافي والفني في بالي.
وتعتبر بالي ملاذا للسلام الداخلي والتأمل. بعيدا عن صخب الحياة اليومية، يمكنك الابتعاد والتفكير في ذاتك، واستعادة التوازن الداخلي من خلال اليوغا والتأمل والمساج التقليدي. البيئة الطبيعية الهادئة والهواء النقي يجعلان بالي مكانا مثاليا للاسترخاء وتجديد النشاط. لذا كان سبا "لوما" في "أومانا بالي" ملاذا للعافية والرفاهية خلال رحلتي، حيث يوفر مزيجا من تقاليد الشفاء العريقة والمخصصة والشاملة والعلاجات المعاصرة، بما في ذلك "ذا سيلف" لاستعادة الطاقة البدنية وتعزيز القوة، و"ذا بودي" الذي يسهم في التخلص من المشاعر السلبية من خلال تقنيات الاسترخاء العميق. كما تمتعت بعلاج "ذا لوما سبا"، وهو جلسة تدليك على الطريقة الإندونيسية الأصيلة بلمسات تحمل توقيع السبا، حيث استفدت من الأحجار الكريمة المنشطة لتجديد طاقة الجسم، والتي تعد من الممارسات البديلة الرائجة.
ويوفر سبا "لوما" مجموعة واسعة من العلاجات المصممة للأفراد أو للمجموعات.
ومن الاختبارات الرائعة المتوفرة اليوغا، وقوة العلاج بالصوت، وتمارين التنفس على طريقة الهولوتروبيك لاستكشاف النفس وتحفيز التحول الإيجابي، والغمر بالمـــــاء البــــــارد، والــــذي يعــــــزز صحة القلب والأوعية الدموية والجهاز المناعي والحالة الذهنية، وهو ما يؤدي إلى تحسين المزاج والشعور بإحساس عميق بالرضى والسلام الداخلي.
بهذه الزيارة، عشت تجربة لا تُنسى على الصعيد الشخصي، حيث اخترقت تلك الأماكن الساحرة والثقافة الآسرة قلبي وروحي، وتركت في ذاكرتي بصمة لا تمحى. إذا كنتم تبحثون عن مزيج فريد من الجمال الطبيعي والتجربة الروحانية، فإن بالي هي الوجهة المثالية لكم هذا الصيف.