وجهات سياحية خلابة لعشاق مشاركة الصور على انستغرام
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أكثر الأدوات تأثيرًا في تحفيز الرغبة في السفر، حيث تُبرز الصور ومقاطع الفيديو الخلابة وجهات مذهلة تثير الفضول وتدفع للتخطيط للرحلات، وبات اختيار الوجهة مرتبطًا بشكل كبير بجاذبيتها البصرية، وتحديدًا بمدى تميزها في الصور القابلة للمشاركة على انستغرام.
وهناك أماكن في العالم تُعد كنزًا حقيقيًا اذا كنت ترغبين في التقاط صور آسرة، واليوم نتعرف على بعض الوجهات الأكثر إبهارًا في العالم، حيث تتلاقى روعة الطبيعة وسحر الهندسة المعمارية، وثقافات متنوعة لتقديم فرص استثنائية لالتقاط صور خالدة يمكن الاستمتاع بمشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق انستغرام.
إنترلاكن، سويسرا
تقع إنترلاكن بين بحيرتي ثون وبرينز وتُعد من أبرز الوجهات التي تجسد جمال جبال الألب السويسرية، وتمتاز المدينة بموقع فريد بين بحيرتين متألقتين تحيط بهما قمم جبال مغطاة بالثلوج، مما يجعلها مثالية لمحبي التصوير، وتقدم القمم الشهيرة مثل إيغر ومونش ويونغفراو خلفية مذهلة للتصوير، وللحصول على مشهد بانورامي يمكنك ركوب القطار المائل "هاردربان" إلى قمة هاردركولم التي تُطل على مناظر ساحرة لإنترلاكن والمناطق المحيطة.
ولمزيد من السحر فإن بحيرة برينز بمياهها الفيروزية تجذب الأنظار بشكل خاص، حيث يمكنك الاستمتاع بجولة بالقارب لاستكشاف شلالات خفية وزوايا هادئة، أو زيارة شلالات غيسباخ التي تنحدر مباشرة نحو البحيرة، كما تُعتبر إنترلاكن بوابة لوادي لوتربرونن الذي يشتهر بشلالاته البالغ عددها 72 ومنازله الخشبية التقليدية وحقوله المزهرة.
دوبروفنيك، كرواتيا
تتألق دوبروفنيك المعروفة بـ"لؤلؤة البحر الأدرياتيكي" كواحدة من أكثر المدن الأوروبية سحرًا، بما تحويه من جدران تاريخية وساحل خلاب، وتجمع المدينة بين الطابع التاريخي والثقافي مع مناظر طبيعية تخطف الأنظار، ويمكن بدء استكشافها بالسير على الأسوار القديمة التي تتيح مشاهد لا تُضاهى لأسطح المنازل ذات القرميد الأحمر المتناغمة مع المياه الزرقاء العميقة للبحر الأدرياتيكي.
وبعيدًا عن الأسوار تستمر جاذبية دوبروفنيك من خلال شوارعها المرصوفة وكنائسها الباروكية والمرفأ النشط، ويُنصح أيضًا بركوب التلفريك إلى جبل سرد للحصول على منظر شامل للمدينة والمناطق المحيطة، ولمزيد من الاستكشاف يمكنك زيارة جزيرة لوكروم القريبة، التي تُعد ملاذًا لمحبي الحدائق والشواطئ الهادئة، كما يمكن إلتقاط صور للنافورة التاريخية "أونوفريو" أو مراقبة الألوان الذهبية للشمس وهي تنعكس على المياه.
بروج، بلجيكا
بروج مدينة تُشعرك وكأنك عدت إلى العصور الوسطى، حيث تتميز بعمارتها القديمة وقنواتها المتعرجة وشوارعها المرصوفة بالحصى، وتُعرف باسم "فينيسيا الشمال" وتُعد وجهة مثالية لمحبي التصوير الرومانسي، ومن أبرز معالمها "ساحة السوق" حيث تصطف المنازل الملونة ذات الطراز التقليدي إلى جانب برج الجرس الذي يضفي جمالًا خاصًا على المشهد، ويُمكنك الصعود إلى قمة البرج عبر تسلق 366 درجة، إلا أن الإطلالة البانورامية ستعوض الجهد.
ولا تفوّتي تجربة جولة بالقارب عبر القنوات التي تمنحك منظورًا مختلفًا للمدينة وجمالها، كما يُعد "بيغويناج" مكانًا هادئًا بين المنازل البيضاء والحدائق الخضراء ويضفي طابعًا من السكينة على الرحلة، وخلال فصل الشتاء تتحول بروج إلى مشهد خلاب بفضل أسواق عيد الميلاد والإضاءة المتلألئة، مما يضفي أجواء احتفالية تملأ المكان بالسحر.
هافانا، كوبا
تنبض هافانا بأجواء مليئة بالألوان والحيوية حيث تلتقي العمارة الاستعمارية بالسيارات الأمريكية الكلاسيكية والألحان الكوبية التي تملأ شوارعها، وتُعد "هافانا القديمة" (لا هابانا فييخا) إحدى مواقع التراث العالمي، وتزخر بفرص رائعة للتصوير، ويُمكنك زيارة "ساحة الكاتدرائية" والتقاط صور مذهلة للعمارة الباروكية للكاتدرائية، بينما تضيف "ساحة فييخا" بألوانها الزاهية وأجوائها النابضة بالحياة لمسة فنية لكل صورة.
أما "ماليكون" الكورنيش الشهير فهو مكان مثالي لتصوير مشاهد الغروب، حيث تتوهج المدينة بألوان دافئة تعكس جمالها الطبيعي، ولتجربة أكثر حداثة يُنصح بزيارة "فابريكا دي أرتي كوبانو"، وهو مركز للفنون المعاصرة يعرض الجانب الإبداعي الحديث لهافانا.
مراكش، المغرب
تجمع مراكش بين عراقة الماضي وجاذبية الحاضر حيث تتداخل الأجواء التقليدية مع النمط الحديث لتشكيل لوحة مبهرة تجذب الأنظار، وتبدأ الرحلة في المدينة القديمة (المدينة) التي تحتضن أزقة متعرجة مليئة بالأسواق المزدحمة، حيث تتنوع المنتجات بين التوابل الملونة والفوانيس المنقوشة بدقة والمنسوجات اليدوية ذات التصاميم الفريدة، ومن أبرز معالمها المعمارية قصر الباهية الذي يُبرز فنون التصميم المغربي من خلال بلاطه المزخرف وساحاته الهادئة.
كما يمكن اكتشاف مدرسة بن يوسف التي تُعد تحفة فنية بزخارفها المنقوشة وأنماطها الهندسية الدقيقة، أما حديقة ماجوريل فتقدم تجربة غنية بالألوان من خلال مبانيها الزرقاء المحاطة بحدائق خضراء غنّاء، وعند غروب الشمس يتحول ميدان جامع الفنا إلى مسرح حيّ مليء بالرواة والموسيقيين وبائعي الأطعمة التقليدية، مما يتيح تجربة ثقافية متكاملة، وإذا رغبت في الابتعاد عن صخب المدينة يمكنك التوجه إلى صحراء أغافاي القريبة التي تقدم مشهداً فريداً بأجوائها الطبيعية الساحرة.
إسطنبول، تركيا
تمتزج في إسطنبول حضارة الشرق والغرب حيث تلتقي أوروبا وآسيا لتكوين مدينة تنبض بالتاريخ والثقافة مع معالم آسرة تستحق التوثيق، وتُعد آيا صوفيا واحدة من أبرز هذه المعالم بجدرانها المزخرفة وقبابها الشاهقة التي تحمل عبق التاريخ البيزنطي، وعلى بعد خطوات يقف المسجد الأزرق شامخاً بمآذنه الست وقببه المتدرجة التي تضيئها النوافذ الزجاجية الملونة.
وتأخذ الأسواق التقليدية في إسطنبول مثل البازار الكبير الزوار في رحلة عبر الزمن، حيث تعرض الأكشاك تشكيلة واسعة من السجاد اليدوي والمجوهرات، كما يمكن زيارة سوق التوابل الذي يُبهر العين بروائح وألوان المنتجات المعروضة، وللحصول على مشاهد بانورامية يوصى بجولة بحرية على مضيق البوسفور، حيث تتلألأ معالم المدينة الشهيرة مثل برج الفتاة وقصر دولما بهجة تحت أشعة الشمس الذهبية.
براغ، التشيك
تأخذك مدينة براغ إلى عالم خيالي أشبه بالقصص الخرافية، حيث تنتشر المعالم التاريخية في كل زاوية، ويتميز جسر تشارلز بتماثيله الباروكية ويُعتبر من أبرز معالم المدينة خاصة عند زيارته في الصباح الباكر حين تضفي أشعة الشمس الأولى على المكان سحراً خاصاً، وتضيف الساعة الفلكية في ساحة البلدة القديمة مشهداً ساحراً بمظهرها الفريد وأدائها الذي يتكرر كل ساعة.
ويمتد هذا السحر إلى قلعة براغ الواقعة على تلة مرتفعة حيث توفر إطلالات بانورامية تأسر القلوب، أما الحي الصغير فيمتاز بمنازله الملونة وزواياه الخفية التي تضيف بعداً خاصاً للصور، كما تتميز براغ بمقاهيها التي تقدم حلويات مزينة بعناية، مما يجعلها خياراً مثالياً للتصوير.
ساحل أمالفي، إيطاليا
يُعد ساحل أمالفي وجهة متوسطية تخطف الأنظار حيث تتلاقى المنحدرات الشاهقة بالمياه الزرقاء اللامعة لتشكيل مشاهد طبيعية استثنائية، ومدينة بوسيتانو تبرز كجوهرة هذا الساحل ببيوتها ذات الألوان الباستيلية التي تتدرج على التلال حتى تصل إلى البحر، وللحصول على مناظر رائعة يمكن التجول في الشوارع العلوية للمدينة أو الاسترخاء على شاطئ سبياجيا غراندي والاستمتاع بالمشهد الأيقوني.
ولا تقتصر روعة الساحل على بوسيتانو فقط بل تمتد إلى رافيلو التي تطل من موقع مرتفع وتوفر هدوءاً مميزاً وسط حدائقها الراقية وفيلاتها التاريخية، ويمكن زيارة فيلا روفولو أو فيلا سيمبروني للاستمتاع بمناظر تخطف الأنفاس والمساحات الطبيعية الساحرة، كما يشتهر الساحل بأطباقه الشهية مثل المأكولات البحرية الطازجة والليمونتشللو مما يضيف بُعداً آخر لتجربة استثنائية.
ميلانو، إيطاليا
تمزج ميلانو بين العراقة والحداثة حيث تتجلى عظمة الماضي في معالمها التاريخية، بينما تعكس شوارعها الحديثة روح الإبداع والابتكار، وتُعتبر كاتدرائية ميلانو (الدومو) تحفة معمارية بواجهتها القوطية التي تثير الإعجاب، كما يمكن الصعود إلى سطحها للاستمتاع بمناظر شاملة للمدينة، ويُعد سوق غاليريا فيتوريو إيمانويل الثاني بمظلاته الزجاجية وتصاميمه الحديدية، مكاناً رائعاً للتصوير والتسوق.
أما الجانب العصري من ميلانو فيتجسد في "بوسكو فيرتيكال" الأبراج السكنية المزروعة بالأشجار، التي تعكس التوجه البيئي في التصميم الحضري، كما يزخر حي نافيجلي بالقنوات الساحرة والأجواء المفعمة بالحياة، فميلانو تقدم تجربة متكاملة لمحبي العمارة والموضة والطبيعة.
لندن، إنجلترا
تشتهر لندن بتنوعها الثقافي ومعالمها الشهيرة، مما يجعلها محط أنظار الزائرين والمصورين، ويُعد برج الجسر (تاور بريدج) بتصميمه الهندسي البارز وجهة رائعة للتصوير خاصة خلال ساعات الغروب، وتضفي منازل نوتينغ هيل الملونة وأعمال الشارع الفنية في شورديتش لمسات حيوية ومبهجة على الصور.
وعلى الجانب الآخر توفر الحدائق والأسواق في لندن أجواء مختلفة، حيث يمكن الاستمتاع بجمال هايد بارك ببحيراتها ومساراتها المظللة، بينما تقدم أسواق بورو فرصة لالتقاط صور تعكس التنوع في المنتجات والمأكولات، كما يمكن توثيق عظمة قصر باكنغهام أو الصعود إلى شارد لرؤية أفق المدينة، حيث تقدم لندن تنوعاً فريداً لا ينتهي من المشاهد الساحرة.