أجمل الوجهات السياحية في جورجيا لعطلة صيف 2025

تقع جورجيا في موقع استثنائي عند التقاء قارتي أوروبا وآسيا وتُعد من الدول التي تقدم تجارب سياحية متنوعة ومتميزة خلال فصل الصيف، إذ يمكن للزائر الاستمتاع بتضاريسها المتنوعة من الجبال الشاهقة والمروج الواسعة إلى المدن العتيقة والشواطئ المشمسة، ويمثل صيف جورجيا فرصة فريدة لاكتشاف مزيج من المغامرة والثقافة والراحة في آن واحد.

وللاستعداد لعطلات صيف عام 2025 تظهر جورجيا كخيار فريد يستحق التجربة، حيث نستكشف اليوم مجموعة من أبرز الوجهات السياحية في جورجيا، التي تجعل منها تجربة متكاملة تستحق الاستكشاف وتقدم رحلات فريدة تبقى عالقة في الذاكرة.

تبليسي

تشكل تبليسي عاصمة جورجيا نقطة التقاء بين عبق الماضي وروح الحاضر المتجددة، فعند التجول في شوارعها المرصوفة بالحجارة خصوصًا في البلدة القديمة تبرز شرفاتها الخشبية الملونة والحمامات الكبريتية التاريخية والكنائس القديمة مثل كاتدرائية سيوني، مما يعكس التنوع المعماري الذي شهدته المدينة عبر القرون، كما يمكن الوصول إلى قلعة ناريكالا الواقعة على التلة حيث توفر إطلالات ساحرة عند الغروب وتمنح فرصة لرؤية المدينة من زاوية مميزة، وبينما تروي مباني المدينة قصص الحضارات الفارسية والروسية، فإن منشآتها الحديثة مثل جسر السلام الزجاجي تضيف بُعدًا معاصرًا إلى المشهد البصري.

وفي حين تستحضر تبليسي الماضي في زواياها الهادئة فإنها تنبض بروح شابة مفعمة بالحيوية، فالمقاهي المفتوحة والمهرجانات الموسيقية والسهرات في الهواء الطلق تملأ شوارع مثل روستافيلي ومجمع "فابريكا" الذي تحول من مصنع سوفييتي إلى مركز إبداعي يجذب الزوار من كل مكان.

باتومي

تقع باتومي على ضفاف البحر الأسود وتُعتبر من أبرز الوجهات الصيفية التي تستقطب الزوار من داخل جورجيا وخارجها، ويمنحها مناخها شبه الاستوائي طابعًا مميزًا يجعلها مناسبة تمامًا لقضاء العطلات الشاطئية، كما أن ممشاها المزدان بأشجار النخيل يوفر أجواء مثالية لنزهات المساء بينما توفر شواطئها المكسوة بالحصى فرصًا متعددة للاسترخاء أو ممارسة الأنشطة المائية مثل ركوب الدراجات المائية، ويمكن أيضًا الاستمتاع بمشاهد ترفيهية على الواجهة البحرية مثل برج الأبجدية وعجلة فيريس والنوافير الراقصة التي تتفاعل مع الأضواء والموسيقى في ساعات الليل.

ومن الجوانب اللافتة في باتومي التناسق بين عبق الماضي والحيوية المعمارية الحديثة، ففي الوقت الذي يحتضن فيه حيها القديم مباني من القرن التاسع عشر ومقاهي هادئة تبرز في أفقها ناطحات سحاب بلمسات مستقبلية وأعمال فنية في الأماكن العامة، كما أن زيارة حديقة باتومي النباتية التي تُعد من الأكبر والأقدم في المنطقة تتيح فرصة للتمتع بإطلالات بانورامية على الساحل من مواقع مرتفعة ومليئة بالنباتات المتنوعة.

كازبيجي (ستيبانتسميندا)

عند الرغبة في الهروب من حرارة الصيف والانغماس في أحضان الطبيعة الجبلية تُعد كازبيجي أو كما تُعرف رسميًا بستيبانتسميندا، خيارًا مناسبًا للباحثين عن الهدوء والمناظر الخلابة، وتقع هذه البلدة الصغيرة في جبال القوقاز الكبرى بالقرب من الحدود الروسية، وتتميز بأجواءها النقية والمناظر التي تأسر العين، ويمكن الوصول إلى كنيسة غيرجيتي الثالوث التي تتربع على تلة مرتفعة وخلفها جبل كازبيك الشاهق من خلال مسار مشي يوفر مشاهد بانورامية وتجربة تأملية لا تُنسى.

كما أن المنطقة محببة لعشاق الأنشطة الخارجية حيث تنتشر مسارات المشي والتسلق، إلى جانب رحلات الفروسية التي تمر عبر أودية خضراء وقمم وعرة، ويمكن التوجه إلى مضيق دارايالي أو شلالات غفيليتي والتي تشكل محطات مثالية للصور والراحة في أحضان الطبيعة، وتُعرف المنطقة كذلك بضيافتها التقليدية حيث تقدم بيوت الضيافة وجبات جورجية منزلية.

ميستيا

في عمق الجبال الشمالية الغربية لجورجيا تقع ميستيا التي تُعد بمثابة القلب الثقافي لمنطقة سفانيتي، وتتميز هذه البلدة بطابعها التاريخي الأصيل حيث تنتشر أبراج سفاني الحجرية التي ترتفع كالحراس بين قمم القوقاز وتمنح المكان طابعًا فريدًا لا يمكن تجاهله، وتُعد أشهر الصيف فرصة ملائمة لزيارة هذه المنطقة حيث تتحسن ظروف الطرق وتزدهر الأزهار البرية وتُفتح مسارات المشي أمام الزوار، ويمكن التوقف عند متحف ميستيا الإثنوغرافي للتعرف على ثقافة سفاني المميزة، التي ما زالت تحتفظ بلغتها وبمعمارها وطقوسها القديمة.

ويُعد المكان نقطة انطلاق مثالية للرحلات الجبلية لا سيما مسار ميستيا-أوشغولي، الذي يمر بعدد من القرى الجبلية والممرات الطبيعية ويستغرق عدة أيام من المشي بين مناظر تأسر الروح، ويمكن أيضًا استقلال التلفريك إلى منتجع "هاتسفالي" للتزلج حيث توفر القمم المرتفعة مشاهد بانورامية خلابة حتى خلال الصيف، وعند العودة إلى البلدة مساءً يمكن التوقف عند المطاعم العائلية لتذوق أطباق شهية ضمن أجواء دافئة تعكس طابع الضيافة المحلي.

سيغناغي

تقع سيغناغي على تلة تطل على وادي ألازاني في منطقة كاخيتي الشهيرة بزراعة الكروم، وتُعد واحدة من أكثر المدن الجورجية جاذبية وسحرًا، وتُعرف بأنها "مدينة الحب"، وذلك لما تتميز به من أزقة مرصوفة بالحجارة ومنازل مطلية بألوان ناعمة وإطلالات بانورامية ممتدة نحو جبال القوقاز الشاهقة، ويُحيط بالمدينة سور تاريخي يعود إلى القرن الثامن عشر يتخلله عدد من الأبراج القديمة، ويمكن من خلاله الاستمتاع بنزهة على الأقدام تجمع بين الطبيعة والمعمار القديم، ومع حلول فصل الصيف تُصبح الأجواء مثالية للتجول بين الكروم المفتوحة وتناول وجبات العشاء في الهواء الطلق تحت السماء المليئة بالنجوم.

ويمكن أيضاً استكشاف دير بودبي القريب والذي يمثل وجهة هادئة للتأمل والهدوء، أو التجول في المعارض الفنية المحلية ومحلات الحرف اليدوية التي تروي قصص المدينة من خلال تفاصيلها.

بورجومي

في قلب غابات جورجيا الكثيفة تقع مدينة بورجومي التي اشتهرت عالميًا بمياهها المعدنية الطبيعية، وقد بدأت شهرتها منذ القرن التاسع عشر حين أصبحت وجهة مفضلة للملوك والنبلاء والباحثين عن الراحة الجسدية، ويمكن اليوم تذوق مياه بورجومي مباشرة من النبع في الحديقة المركزية حيث توجد مسارات مشي ممتدة وسط الأشجار ومسابح في الهواء الطلق، ومعالم معمارية تعكس حقبة الزمن السوفييتي، ويزداد سحر المدينة خلال فصل الصيف حيث تمتزج درجات الحرارة المعتدلة بنسمات الجبال اللطيفة، لتمنح الزائر أجواء منعشة ومريحة.

كما تُعد بورجومي بوابة نحو واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في البلاد وهي حديقة بورجومي-خاراغولي الوطنية، التي توفر مسارات للمشي لمسافات طويلة ومناطق للتخييم ومواقع لمراقبة الطيور، مما يجعلها ملاذًا لمحبي الطبيعة، أما داخل المدينة فيسود جو من الطمأنينة يُناسب العائلات والراغبين في قضاء عطلة هادئة، ويمكن أيضاً زيارة قصر رومانوف الذي يروي فصلاً من تاريخ العائلة الملكية الروسية أو التوجه إلى دير تيموتيسوباني للتعرف على ملامح الفن الديني الجورجي القديم.

كوتايسي

تُعد كوتايسي واحدة من أقدم المدن المأهولة باستمرار في العالم وتُقدم تجربة متكاملة تجمع بين عبق الماضي وحيوية الحاضر، وقد كانت في مراحل متعددة عاصمة لممالك جورجية تاريخية ولا تزال تحتضن معالم تعكس عظمتها مثل كاتدرائية باغراتي ودير غيلاتي، وكلاهما مُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو ويُجسد روعة العمارة الجورجية في العصور الوسطى، أما أزقة المدينة الهادئة وأسواقها المحلية وشوارعها المظللة بالأشجار فتُضفي على كوتايسي طابعًا محببًا يسهل التعايش معه لبضعة أيام، وفي فصل الصيف تُصبح الأجواء مثالية للتجول واستكشاف هذه الجواهر المعمارية، أو للجلوس في مقاهي تطل على نهر ريوني الذي يشق المدينة بهدوء.

كما تُعد كوتايسي نقطة انطلاق مميزة لاستكشاف بعض من أبرز المعالم الطبيعية في المنطقة، فعلى بُعد مسافة قصيرة يمكن الوصول إلى كهف بروميثيوس الذي يضم تشكيلات صخرية ملونة وأنهارًا تحت الأرض وقوارب تمر عبر ممرات ساحرة، ويمكن أيضاً زيارة وديان أوكاتسي ومارتفيلي حيث تتنوع الأنشطة بين المشي والتجديف والانزلاق عبر الحبال في أجواء تتألق بروعة الطبيعة.

غودواري

تقع غودواري على الطريق العسكري الجورجي على ارتفاع يزيد عن ألفي متر فوق سطح البحر وغالبًا ما تُعرف كوجهة شتوية شهيرة للتزلج، لكن صيفها يحمل مفاجآت فريدة لعشاق الطبيعة والمغامرة، فمع انحسار الثلوج وظهور المساحات الخضراء الممتدة يتحول المشهد إلى لوحة طبيعية بديعة، حيث تتعانق التلال المزهرة مع السماء الزرقاء وتمنح الزائر أفقًا لا نهاية له، ويُعد الطيران المظلي من أبرز الأنشطة الصيفية في المنطقة إذ يمكن من خلاله التحليق فوق الجبال والاستمتاع بمنظر بانورامي يخطف الأنفاس.

ولا تقتصر التجربة في غودواري على الطيران فقط حيث تتنوع الخيارات بين ركوب الدراجات الجبلية، والقيادة في المسارات الوعرة والتنزه سيرًا في ممرات تؤدي إلى بحيرات مخفية وأطلال قديمة وأكواخ رعاة تقليديين، كما تتميز المنطقة بهدوئها في الصيف حيث تقل أعداد الزوار مقارنة بالموسم الشتوي مما يتيح فرصة للاستجمام وسط الطبيعة، وتوفر النُزل والمنتجعات البيئية في غودواري إقامة مريحة وأطعمة تقليدية تُقدم بأجواء جبلية أصيلة.