المسرحية الموسيقية "جميل وبثينة" تعود من جديد لأحضان العلا
أعلن الحساب الرسمي لمهرجانات وفعاليات العلا "لحظات العلا" عن عودة المسرحية الموسيقية "جميل و بثينة" من جديد وبصحبة فرقة "كركلا" إلى قاعة مرايا في أحضان العلا وتحديدا في 22 ديسمبر من العام الجاري 2023. من المقرر أن يستمتع الزوار مع المسرحية الموسيقية "جميل و بثينة" بمشاهدة عرضٍ مسرحي ثري بالشعر والألحان، احتفاءً بقصة الحب العريقة التي كانت العلا مسرحًا لها منذ أكثر من ١٠٠٠ عام.
وتدور أحداث المسرحية حول قصة حب وُلِدت بين جميل وبثينة في وادي القرى بالعُلا، حيث كان اللقاء الأول بينهما، والذي بدأ بسباب ليتحوّل فيما بعد إلى طريق تلاقي القلوب، في واحدة من قصص الحب العربية الكلاسيكية .
وكتب سيناريو وحوار المسرحية عبدالحليم كركلا، وتولى الإخراج إيفان كركلا، ويشارك في إنجاز العمل الفني المسرحي أكثر من 300 من المعدين والكتَّاب والشعراء وغيرهم، يمثل السعوديون نسبة 40% منهم، من بينهم ستة ممثلين وممثلتين، مع 10 ممثلين ثانويين في بعض المشاهد، إلى جانب أعضاء مسرح كركلا العالمي الذي يضم أهم نجوم المسرح والغناء .
وتجسد حكاية "جميل بثينة" المازجة بين المشاعر والعادات والتقاليد في قالب ملهم وجاذب، عبر توظيف معرفي لملحمة تاريخية تتسم بالعبقرية في أدوات التفعيل والتفاعل مع الجمهور، بوصفها ترتكز على الحيوية وتوظيف المكان والذاكرة في حيز اللحظة، والآن وضوء المشاهدة المباشرة، وبحيث يكون المسرح مساحة للسفر عبر الأزمنة والوقوف عند تجربة إنسانية حفظت ملامح وتفاصيل الماضي.
قصة حب كلاسيكية
وتتجلى البراعة في سرد قصة حب كلاسيكية وُلِدت بين جميل وبثينة في وادي القرى بالعُلا، من خلال رحلة شاعر الغزل "جميل بن معمر"، عبر تتبع لمنبت شرارة اللقاء والتحولات بين الرفض الحاد إلى القبول حد التماهي، مروراً بملاحظة كيف تلقى المحيطون بالعاشق والمعشوقة الخبر وتحديات الوصول، عبوراً بعد ذلك إلى تجوال الشاعر بين المدن وتنقلاته في محاولة للنسيان التي كانت في الحقيقة أبواباً للتورط والارتباط بالأرض والمكان؛ خاصة وأن القلب والوجهة لم تنفك عن الالتصاق بموطن "بثينة بنت حيان"، وكل ذلك يصل إلى الجمهور في لوحات فنية من إبداع كاتب سيناريو وحوار المسرحية المايسترو عبدالحليم كركلا، وإخراج إيان كركلاوكوريغرافيا أليسار كركلا، ناسجين خيوط المسرحية بالمشاهد المصورة في خلفية اللوحات الفنية الراقصة المستوحاة من وادي القرى، والعروض الراقصة كثيفة التناغم بين الكلمة والنغم وسحر الإيقاع.
الأصالة وعراقة الحضارة العربية
وتنتقل حكاية جميل وبثينه من كتب التاريخ وصفحات الجمود المهددة بالتهميش إلى فضاء المعايشة وسيولة الدوافع والتبريرات، الإشارة الذكية إلى نقطة بعيدة وتمهيد الدرب للوقوف عندها والتعرف على كواليسها وأسرارها، بناء الجسر بين زمنين طالما أن المكان نفسه والإنسان ذاته ولكن الحكاية هذه المرة تطفو على السطح وتتخلق على مسرح المحاكاة، قفزة تستند على الأصالة وعراقة الحضارة العربية وجدارتها بالحضور والظهور في مقدمة الأعمال الإبداعية.