لا تفوتي زيارة معرض "صافي الصفر" في إثراء.. رؤى جديدة للفن البيئي بمشاركة 19 فنانا محليا وعالميا
في إطار الإسهام في زيادة الوعي والاهتمام بكل ما يتعلق بشؤون البيئة، واستكمالًا لمسيرة الوعي البيئي، وتشجيعًا للمشاركة في الحوار العالمي حول التحديات المحيطة به، يصطحب مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" زوراه في رحلة فنية ثقافية من خلال المعرض الفني الذي يجمع بين الفن والبيئة بعنوان معرض "صافي الصفر"، والذي يسلط الضوء على مفهوم الاستدامة والاحتباس الحراري، بالخطاب البيئي الدقيق والثقافة البصرية، من خلال عرض أعمال فنية إبداعية لـ 19 فنانًا من مختلف أنحاء العالم، سعيا إلى تشجيع الوعي والتفكّر والحوار والتفاعل مع المحادثة العالمية المحيطة بالتحديات البيئية.. فلنتعرف على مضمون الأعمال الفنية في معرض "صافي الصفر"، والفنانين السعوديين المشاركين فيه.
معرض "صافي الصفر" رؤى جديدة للفن البيئي بمشاركة 19 فنانا محليا وعالميا
يقدم معرض "صافي الصفر" الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالظهران العديد من الأعمال الفنية التي تسهم في زيادة الوعي والاهتمام بكل ما يتعلق بشؤون البيئة، والتي يتناول من خلالها الفنانانون والفنانات قضايا الاستدامة والتغير المناخي، حيث تستكشف هذه الأعمال التأثيرات الواقعة على البيئة، بأعمال فنية متنوعة مستلهمة من السلوك البشري والظواهر الطبيعية التي تؤثر على البيئة بما فيها المناخ، والثروة الحيوانية، والثروة المائية، إضافة إلى أعمال التصحر وتقلّص الغطاء النباتي والعمل على زراعة الأشجار والحفاظ على مكنونات البحار.
ويضم معرض "صافي الصفر" أعمالًا لمجموعة فنانين منهم 17 فنانًا عالميًا، إلى جانب اثنين من الفنانين السعوديين المعاصرين، الذين تعبر أعمالهم عن روح الإبداع المستدام، حيث تسلط ممارساتهم الفنية الضوء على مفاهيم الاستدامة والاحتباس الحراري من خلال الخطاب البيئي الدقيق وصناعة فكر ثقافي مستلهم من الواقع والوصول إلى الثقافة والتخاطب البصري، كما تقدم الأعمال المعروضة نظرة فاحصة للوضع الحالي فيما يتعلق بتغير المناخ حول العالم، إلى جانب تقديم الحلول والنتائج المحتملة، إذ يسعى المعرض إلى تشجيع الوعي والتفكّر والحوار والتفاعل مع المحادثة العالمية المحيطة بالتحديات البيئية، حيث أن لكل فنان التقاطة معينة تدور حول الوعي البيئي وما تتطلبه المرحلة الحالية والمستقبلية بأطر فنّية ذات أشكال متعددة وتعابير مختزلة، بينما يشكل المعرض، في ذاته، مثالًا على أفضل ممارسات المتاحف.
ويشارك في المعرض نخبة من أبرز الفنانين العالميين، ومن أبرزهم النحات العالمي موفات تاكاديوا، الفنان برايت إيكي، الفنانة العالمية آن جراف، والفنان ويلي فيرغينر، الفنانة آفا روث، والفنان توم هيجن.
ويشارك في المعرض اثنين من أبرز الفنانين السعوديين المعاصرين، وهما الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" من خلال عملها الفني المتميز بعنوان "الأرض الميتة"، والفنان "محمد الفرج" من خلال عمله الفني الإبداعي بعنوان "أطراف الماضي وأحافير المعرفة".
عمل الفنانة الدكتورة زهرة الغامدي "الأرض الميتة"
تستكشف أعمال الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" الحاصلة على درجة البكالوريوس في الآداب الإسلامية من جامعة الملك عبدالعزيز، وماجستير في الحرف المعاصرة من جامعة كوفنتري في إنجلترا، ودرجة الدكتوراه في التصميم والفنون البصرية، على الذاكرة والتاريخ من خلال عدسة العمارة التقليدية، حيث تعكس أعمالها الموجهة - والتي تظهر العملية الشاقة والدقيقة التي تجمع فيها جزيئات التراب والطين والصخور والجلود والماء- مفهوم "الذاكرة المتجسدة" الذي يؤثر في الطريقة التي تصنع بها الفنانة أعمالها لترجمة مواضيع الهوية الثقافية والذاكرة والفقدان، وتترجمها إلى أعمال فنية رائعة.
وتشارك الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" في معرض "صافي الصفر" بعمل فني يحمل عنوان "الأرض الميتة"، ويسلط هذا العمل الفني الضوء بشكل جميل على العلاقة بين الطبيعة والبشر، وتأثير تغير المناخ على مدننا ومستقبلنا من خلال استخدام مواد وأدوات رمزية، تحث من خلالها الجميع على السعي نحو مستقبل مستدام، حيث ترمز الأشواك في العمل الفني إلى صمود الطبيعة، مما يدعونا لحماية البيئة للأجيال القادمة، لتكون هذه الرسالة القوية بمثابة تذكير بمسؤوليتنا الكبيرة في الحفاظ على كوكبنا والعناية به.
عمل الفنان محمد الفرج "أطراف الماضي وأحافير المعرفة"
ترتكز اهتمامات الفنان "محمد الفرج" على مسقط رأسه في مدينة الأحساء، أشهر واحة في المملكة العربية السعودية، والتي غذت اهتمام الفنان بالعديد من الممارسات الفنية والثقافية مثل صناعة الأفلام والفيديو والتصوير والتركيب والكتابة، حيث استلهم من خلالها العديد القصص التي تدور بين جذور الانتماء والتقاليد وأجنحة الحداثة والتقدم، وغالبًا ما يلجأ الفنان محمد الفرج في معظم أعماله إلى استخدام أو إعادة استخدام المواد الطبيعية وغيرها الموجودة في الأحساء.
ويأتي عمل الفنان "محمد الفرج" في معرض "صافي الصفر" بعنوان "أطراف الماضي وأحافير المعرفة"، ويعالج عمله موضوع المعرض من خلال إحياء ذكرى فقدان المنطقة الزراعية في المنطقة، إذ يُسهم هذا الفقد في زيادة الاحتباس الحراري على مستوى عالمي، ويعتبر "أطراف الماضي وأحافير المعرفة" بمثابة تكريم للأمجاد السابقة للمنطقة، وهذا العمل هو عبارة عن مجموعة تضم 30 صورة تُظهر ارتفاع وانخفاض نخلة على مدار 30 ليلة، محاكيًا بذلك أطوار القمر، كما تصاحب هذه المجموعة من الصور منحوتة مصنوعة من أجزاء نخلة، مصممة لتشبه كائنًا أسطوريًا من قصة شعبية محلية تُعرف باسم "أم السعف والليف".