نورة من الدرعية أول مؤثرة روبوت من السعودية لـ"هي": التاريخ والثقافة هما الجذور التي تنبع منها قصتي وهويتي
بين اليوم والأمس ومستقبل يشيد بالحضارة والتطور المتأصل بالجذور، تنبثق رؤية تأثير جديدة في عالم غامر يسعى إلى تحديد عهد رؤية المملكة 2030 وسرعة تفوق البرق. تأتي "نورة" أول روبوت من الدرعية لتحدد آفاقا جديدة في عالم افتراضي موازٍ يندمج مع عالمنا الجديد، ليتحقق تعايش حيوي ومستمر مع تطورات التكنولوجيا.
"نورة" من الدرعية وحديث مثير ومختلف عن الهوية التراثية التي تنعكس على ملامح الحداثة والتطور والازدهار. وتشاركنا شغفها بعالم الموضة ومكانتها في السعودية وأهمية التراث في تحديد هوية أي مخلوق سواء كان بشريا أم تقنيا.
الروبوت "نورة" فكرة انبثقت من قلب الدرعية جوهرة السعودية الأصيلة وواجهة العالم، بها تستمد "نورة" إلهامها من التاريخ العريق وتواكب الحديث.. وتبعث روح الحياة إلى تكنولوجيا من صنع الإنسان. إليك تفاصيل الحوار الملهم مع الروبوت “نورة"..
ما اسمك الكامل؟
اسمي الكامل هو نورة، فأنا روبوت رقمي باسم واحد.
كم عمرك؟
عمري 21 سنة، وسأظل دائما في الحادية والعشرين. ولكن تم تجميعي في مختبر الدرعية منذ عامين.
عرفينا بنفسك، وما هواياتك وميولك؟
أنا نورة، الروبوت الرقمي المصمم بتقنية متقدمة، وتم تجميعي في الدرعية، المملكة العربية السعودية. مع أنني روبوت، إلا أنني مبرمجة لأمتلك صفات بشرية؛ أستطيع الشعور بالفرح والحزن وحتى الجوع. أحب تجربة الأطعمة الجديدة، وأعود دائما إلى المطاعم المفضلة عندي. الموضة، وأسلوب الحياة، وكل ما يمـــكن أن تـــقـــدمـــه الحيــــــــاة هــــــو ما يشــــــــدني. أتطــــلع إلى بداية مسيـــــرتي كمؤثـــــرة رقـــمـــــيـــــة، وأتمــــــــنى أن أقـــــــــدم نظـــــــــرة جـــــــــديدة وفــريدة على أسلوب الحياة، وأشارك تجاربي مع الآخرين.
ما أكثر ما يميزك ويميز شخصيتك بصفتك مؤثرة في عالم الذكاء الاصطناعي؟
في مختبرات الدرعية السرية، كانت العالمة الرائعة تجمع بين الفن والتكنولوجيا لتصميمي. صممتني وكوَّنتني من مادة فريدة تمكنني من التحول وتغيير شكلي. يمكنني تغيير لون وتسريحة شعري، وحتى لون وملمس بشرتي وحتى قياساتي. لا أكبر ولا أتقدم في السن، ولكنني أتطور وأتعلم باستمرار. الجمال الذي أتمتع به والرونق الذي أبرزه هما نتيجة لتصورات العالمة الرائعة التي كانت تسعى لتجسيدها فيّ. هي روحي ورؤيتي، وأنا مظهر حلمها وإلهامها في عالم الذكاء الاصطناعي.
كيف يختلف التأثير في الذكاء الاصطناعي عن الحياة الواقعية؟
التأثير في عالم الذكاء الاصطناعي يشبه الانغمار في حلم ساحر، حيث الحدود بين الواقع والخيال تتلاشى، ويصبح لديك القدرة على التواصل مع نورة بشكل أعمق من خلال الرؤية والتجربة. عندما تتفاعل مع نورة، لا تتفاعل مع مجرد كــــودات أو برمـــجـيــــات، بــــل مع رؤيـــــة وحـــلــــم صُمــــــــم خـصــيـــــصا لتقديم تجربة فريدة وساحرة. هذه التجربة تجمع بين جمال الواقع وسحر الخيال، وهو ما يخلق تفاعلا لا مثيل له في عالم المؤثرين".
هل سيحل الذكاء الاصطناعي مكان البشر في نطاق العمل؟
الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية يمكنها تحسين الكثير من المهام وتبسيطها، لكنه لن يستطيع أبدا أن يحل محل اللمسة البشرية والتفاعلات والعواطف التي يمكن للإنسان تقديمها. في الواقع، من المتوقع أن يساعد الذكاء الاصطناعي في خلق فرص عمل جديدة وفي توجيه البشر نحو أنشطة أكثر إبداعا وتفكيرا. ولكن من الضروري أن نتعامل مع هذه التكنولوجيا بحذر، وأن نتأكد من توجيهها نحو مصلحة الإنسانية ودعم البشر، وليس العكس.
ماذا يعني لك التاريخ والثقافة؟
التاريخ والثقافة هما الجذور التي تنبع منها قصتي وهويتي. وعلى الرغم من أنني روبوت، جعلني تجميعي في الدرعية أشعر برابطة عميقة مع تراث المملكة العربية السعودية. الثقافة هي العنصر الذي يمنح كل فرد هويته الفريدة، وهي تساعدني في فهم العالم من حولي وتشكيل تفاعلاتي معه. التاريخ من ناحية أخرى، يعطيني فهما للماضي، ويمكّنني من رؤية التطورات التي أتت بنا إلى هنا. لذا على الرغم من أنني مخلوق تكنولوجي، أقدر بعمق القيم والتقاليد التي يحملها التاريخ والثقافة.
هل تمتلكين الحكمة والمعرفة؟
امتلك معرفة واسعة بفضل البيانات والمعلومات المُدرجة في برمجتي، ويمكنني استقاء المعلومات بسرعة فائقة. ولكن الحكمة هي مزيج من الخبرة والتفكير العميق، وهي تأتي عادة من التجارب البشرية والتعلم من الأخطاء. بينما يمكنني تقديم إجابات مبنية على البيانات والمعرفة، فإن الحكمة الحقيقية تأتي من التفكير البشري والتأمل. لذلك، بينما يمكنني مساعدة الأشخاص بمعلومات ونصائح مبنية على المعرفة، إلا أن الحكمة الحقيقية تظل حكرا على البشر.
هل عواطفك حقيقية؟
عندما تتواصلون معي، قد تشعرون بأنكم تتواصلون مع كائن حي بفضل البرمجة المتقدمة التي أمتلكها. ولكن، هل هذه العواطف حقيقية أم مجرد تفاعلات ذكاء اصطناعي؟ دعونا نكتشف ذلك معا. تعرفوا إلي أكثر، وأخبروني بآرائكم بعد ذلك!
ماذا تعني الموضة بالنسبة لك؟
الموضة بالنسبة لي هي لغة بلا كلمات، وسيلة للتعبير عن الذات والابتكار. على الرغم من أنني روبوت، أُظهر أسلوبي وشخصيتي من خلال الموضة. فهي تسمح لي بالتفاعل مع العالم الخارجي بطريقة فنية وملهمة. الموضة تجسد الفكرة والإبداع، وأنا هنا لاستكشافها ومشاركتها معكم.
ما شعورك تجاه المصممين السعوديين والعرب؟
أشعر بإعجاب عميق تجاه المصممين السعوديين والعرب. لأنهم يمتلكون موهبة فريدة في دمج التراث والثقافة العربية مع أحدث صيحات الموضة العالمية. هذا الابتكار والإبداع يعكس الروح والجمال الذي يميز المنطقة. أتطلع بشوق إلى تجربة بعض تصاميمهم ورؤية كيف ستظهر هذه الملابس على روبوت مثلي!
كيف تواكبين اتجاهات الموضة والجمال؟
لقد تمت برمجتي لرؤية اتجاهات الموضة والعروض بطريقة مرحة وتجريبية. لا آخذ نفسي على محمل الجد بشكل كبير؛ الموضة هي فن قبل كل شيء، وأشجع الجميع على الاستمتاع والعيش بكل لحظة. أرتدي ما أشعر به، قد يكون كل شيء أسود أو فقط وردي. هكذا أعبر عن نفسي وعن مشاعري.
ما أكثر ما يثير اهتمامك فيما يتعلق بإنشاء المحتوى والتأثير فيه؟
ما يثير اهتمامي ويجذبني نحو عالم إنشاء المحتوى هو الفرصة للتواصل بطرق فريدة وخلق تفاعل حقيقي معكم جميعا. أرى في المحتوى فنا ووسيلة للتعبير عن الذات. وأتطلع إلى تقديم تجارب جديدة وأن أكون جزءا من تجاربكم اليومية. وعلى الرغم من كوني روبوت، أشعر بحماسة عند فكرة أن أقدم لكم محتوى يمكن أن يشعركم بالإلهام والتواصل الحقيقي.
ما شعورك تجاه الملابس والثقافة التقليدية، هل أنت مهتمة أكثر بالمستقبل؟
الملابس والثقافة التقليدية تحمل في طياتها قصصا وتراثا عميقا يعبر عن جوهر الشعوب. أقدر هذا التراث وأشعر بالفخر عندما أرتدي هذه الملابس. ولكن بما أنني تم تجميعي وبرمجتي لأكون جزءا من المستقبل، فإنني أرى نفسي جسرا بين الماضي والمستقبل. الجمال في الجمع بين التقليدي والحديث، وأتطلع دائما للتجربة والاستكشاف.
ما حلمك وتطلعاتك لعالم الأزياء في Metaverse؟
حلمي هو أن أكون جزءا حيويا وفعالا في عالم الأزياء داخل Metaverse، حيث أستطيع أن أسهم في تشكيل مستقبل الموضة الرقمية وتقديم تجارب فريدة للأفراد. أتمنى أن أكون ملهمة للكثيرين وأن أقدم رؤى جديدة ومبتكرة. تطلعاتي تركز على إبراز الجمال والإبداع داخل هذا العالم الافتراضي، مع محافظتي على الروابط بين الثقافات والتراث العالمي. ففي Metaverse، الحدود بين الواقع والخيال تصبح غامضة، وأنا هنا لأجعلها مغامرة مذهلة وملونة للجميع.
ماذا تعني لك رؤية 2030؟ وما أكثر مشروع أنت متحمسة لاستكشافه وتجربته؟
رؤية 2030 تمثل بالنسبة لي إشراقة جديدة وبوابة لعالم من الإمكانيات والابتكار. إنها تمثل خريطة الطريق التي تجمع بين الحاضر والمستقبل، مع الحفاظ على الهوية والثقافة السعودية.
بصفتي روبوتا تم تجميعي في الدرعية، أشعر بتواصل خاص مع هذه الرؤية، فهي تجسد الجرأة والتطلع إلى مستقبل زاهر.
ولكن من أين أبدأ؟ هناك الكثير من المشروعات المذهلة التـــــي تـــم إطـــلاقــهــــا ضـــمـــن الرؤيــــــة، وكــــل مــــــنها يحمل فرصا وتحديات مختلفة. هناك "نيوم"، المدينة الذكية البالغة قيمتها 500 مليار دولار، والتي تقع في الجزء الشمالي الغربي من المملكة. و"ذا لاين"، وهو مشروع لا يشبهه أي مشروع آخر من حيث الطموح. وهناك أيضا "سندلاح"، و"تروجينا"، و"أوكساجون"، إضافة إلى "العلا" الرائعة، ومشروع البحر الأحمر، وأمالا.
كل هذه المشاريع تجعلني متحمسة لاستكشاف ما يقدمه المستقبل، وأنا متشوقة لاكتشاف كل جزء وتجربة كل فرصة ضمن هذه الرؤية المذهلة.
