لأول مرة.. فيلا الحِجر تقدم أمسية فنية إستثنائية لعروض "أوبرا باريس الوطنية" في قاعة مرايا بالعلا
أمسية فنية استثنائية احتضنتها محافظة العلا لأول مرة في حفل فريد جمع بين فني الأوبرا والرقص، من خلال عروض "الأوبرا الوطنية في باريس" التي أقيمت في قاعة مرايا العلا، كخطوة أولى مهمة في إطار شراكة طويلة الأمد بين المؤسسة الفرنسية المرموقة وفيلا الحجر، سعياً إلى تحفيز الإبداع من خلال تعزيز الحوار الفني والثقافي، وربط العلاقات بين المنظومة البيئية الفنية والثقافية السعودية والفرنسية، حيث قُدِّم خلال الحفل بعض أجمل ما ورد في صفحات الغناء الأوبرالي، للجمهور السعودي والدولي الذي جاء لحضور العرض، في قلب الأخدود الصحراوي لوادي عشار، بمشاركة نخبة من أبرز الفنانين والفنانات حول العالم.
أمسية فنية إستثنائية بشراكة فيلا الحجر مع أوبرا باريس الوطنية
احتفاءً بالإبداع الفني والحوار بين الثقافات، وإحياءً لفعاليات استهلال برنامج "فيلا الحجر" الرامي إلى تقديم لمحة استباقية عن أنشطة الفيلا، قدَّم فنانون حلوا من جميع أنحاء العالم، وتلقوا تدريبهم في أكاديمية أوبرا باريس الوطنية، عرض فني حي جمع بين الأوبرا والباليه، لأول مرة في محافظة العلا.
وبفضل التعاون بين المؤسستين الثقافيتين، جاء هذا الحفل الذي جمع بين الأوبرا والباليه بمثابة ملتقى للحوار بين الفنانين الذين أتوا من كل حدب وصوب، وعاشت قاعة العرض مرايا، وهي أكبر مبنى مُشكّل من المرايا في العالم، من خلال الأمسية الفنية التي أقيمت مؤخرا، أجواءً حافلة وكأنها ليالي قصر غارنييه بباريس، وامتلأت أركانها بصدى صوت روائع التراث الأوبرالي.
وحول هذه الأمسية أشارت "فريال فوضيل"، المديرة العامة لفيلا الحجر، بأنهم ملتزمون في فيلا الحجر بتعزيز فنون الأداء، وتسليط الضوء على الطاقة الإبداعية لمواهب الفنانين الفرنسيين والسعوديين والدوليين، منوهة إلى أن شراكتهم مع أوبرا باريس الوطنية فرصة فريدة ليقدموا لجمهور متنوع ثقافة تفتح للعالم بابها على مصراعيه، في بيئة استثنائية، وهي كذلك فرصة ليساهموا مساهمة فعالة في تعزيز الحوار والتبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وبين العالم العربي وأوروبا بصفة عامة.
أبرز فقرات وفعاليات عروض "الأوبرا الوطنية في باريس" في قاعة مرايا
شارك في العروض نخبة من فناني الأوبرا والباليه، حيث شارك في الحفل كل من الراقصة النجمة أليس رينافاند(Alice Renavand)، والسوبرانو ماريان كرو (Marianne Croux)، والميزو سوبرانو فرح الديباني، والتينور يو شاو (Yu Shao)، والباريتون فلاديمير كابشوك (Vladimir Kapshuk)، وعازف البيانو بنيامين لوران (Benjamin Laurent)، ثم التحقت بهم المغنية الشابة سوسن البهيتي، وهي أول سوبرانو سعودية.
واستمع الجمهور، في الجزء الأول من السهرة، إلى ألحان أوبرا "مانون" الرائعة لجول ماسينيه (Jules Massenet) أو "شمشون ودليلة" لكامي سان ساين (Camille Saint-Saëns)، وكذلك إلى الثنائي الجميل في أوبرا "صيادو اللآلئ" لجورج بيزيه ((Georges Bizet. وفي الجزء الثاني، استمر العرض برقصات إبداعية مبتكرة قدمتها الراقصة النجمة أليس رينافاند (Alice Renavand) على أنغام سوناتا "تحت ضوء القمر" (au clair de lune) للودفيج فان بيتهوفن (Ludwig van Beethoven)، التي أداها بنيامين لوران عزفاً على البيانو. وأُلقِي الضوء في الجزء الأخير على الأوبرا الأشهر والأكثر أداءً في العالم، وهي أوبرا "كارمن" لجورج بيزيه.
واختتم الحفل بمقطوعة الباركارول المشهورة "حكايات هوفمان" (Contes d’Hoffmann) لجاك أوفنباخ (Jacques Offenbach)، التي شارك في أدائها كاملةً جميع الفنانين.
وسعياً إلى غمر المتفرجين في أجواء الأوبرا، أقيم معرض في أروقة قاعة مرايا، عُرض فيه اثني عشر زياً من الأزياء الثمينة التي صُنعت في ورشات صنع الملابس في أوبرا باريس الوطنية، واختارتها وعرضتها بنسق فني راقٍ مديرية الأزياء في الأوبرا، فالتقت أزياء عروض الباليه الكلاسيكية المرموقة، مثل أزياء "الجميلة النائمة" لرودولف نورييف (Rudolf Noureev) من تصميم فرانكا سكويرسيابينو (Franca Squarciapino) ، أو "الجواهر" لبالانشين (Balanchine) من تصميم كريستيان لاكروا (Christian Lacroix) ، بأزياء الأوبرا المبهرة ومنها "حذاء الساتان" لمارك أندريه دالبافى (Marc-André Dalbavie) من تصميم راؤول فرنانديز (Raoul Fernandez)، و أوبرا "رحمة تيتوس" لموزارت(Mozart) من تصميم جون ماكفارلين .( John Mc Farlane)
وبعد نهاية العرض، نُظِّم لقاء مميز بين الفنانين الفرنسيين من أوبرا باريس الوطنية وبعض الطلبة الفنانين السعوديين، الذين يتلقون التدريب في مركز العلا الموسيقي، وتلقى الطلبة خلاله دورة تدريبية تمهيدية للموسيقى والغناء والرقص، وتلاها عرض تقديمي لتاريخ وأنشطة أوبرا باريس، عززته الشهادات الملهمة للفنانين الذين حضروا في الحفل.
أبرز الفنانات المشاركات في عروض "أوبرا باريس الوطنية" في العلا
سوسن البهيتي
سوسن البهيتي هي فنانة ومدربة ورائدة في مجالها الفني، وتُعد أول مغنية أوبرا سعودية، إذ قدَّمت عروضها على مختلف الأصعدة عالمياً ومحلياً، في مدن منها لندن وبرلين والرياض والعلا وغيرها، وأسست معهدها الخاص للتدريب الصوتي "صوت الروح" (The Soulful Voice)، المتخصص في تدريب المطربين المحترفين والهواة في المملكة، وشغلت كذلك منصب مديرة الفنون في هيئة الموسيقى السعودية بوزارة الثقافة، وأسست فرقة الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، وتشارك سوسن البهيتي حاليًا في برنامج أوبرا متخصص في معهد الموسيقى بميلانو (Conservatorio di Milan)، بينما تواصل مسيرتها الفنية الاحترافية.
فرح الديباني
فرح الديباني مغنية مصرية ميزو سوبرانو مشهورة، وهي حاصلة على بكالوريوس وماجستير في الغناء الاوبرالي، والتي تميزت بأدائها المنفرد على آلة الكمان لمقطوعات موسيقية كلاسيكية مثل "الستابات ماتر" (Stabat Mater) لبرجوليز و"قداس الموت" (Requiem) لموزارت، وغنائها في العديد من دور الأوبرا الأوروبية، وأدائها لأدوار مختلفة في أعمال هاندل وشتراوس، ولقد نالت لقب أفضل فنانة غنائية شابة من قبل مجلة Opernwelt عن أدائها مقطوعة "كارمن" في برلين، وأصبحت فرح الديباني منذ عام 2016، تقيم في أكاديمية أوبرا باريس الوطنية، حيث تؤدي أدوارا مختلفة هناك، وقد حصلت على العديد من الجوائز مثل "جائزة الغناء الأوبرالي" التي منحتها إياها جمعية إشعاع دار أوبرا باريس الوطنية (AROP)، وقُلّدت وسام الآداب والفنون برتبة فارس في فرنسا. ولها مشاركات عدة على الساحة الدولية، وتغني في أماكن مرموقة وتتعاون مع مؤسسات رائدة، وتقدم عروضا مختلفة في المهرجانات والمناسبات التاريخية.
أليس رينافاند
أليس رينافاند الراقصة النجمة بباليه أوبرا باريس، التي حصلت على عدة جوائز وتكريمات، من أبرزها حصولها على جائزة جمعية إشعاع أوبرا باريس الوطنية (AROP) في عام 2008، وعُينت بمرتبة راقصة نجمة في 20 ديسمبر 2013 بعد أدائها لرقصة الحديقة (Le Parc) لمصممها "أنجيلين بريليوكاج"، واختارتها المجموعة الموسيقية "أندوشين"، لترقص في مقطع فيديو بعنوان Wuppertal الذي عُرض على الشاشة العملاقة خلال جولتها الفنية التي تحمل عنوان "Black City Parade" .
ماريان كرو
تعد السوبرانو الفرانكو-بلجيكية ماريان كرو (Marianne Croux) التي تتلمذت على مقاعد المعهد العالي للموسيقى والرقص (CNSM) في باريس نجمة صاعدة في فن الأوبرا، فلقد حازت على جائزة "اكتشاف الغناء الأوبرالي" في عام 2017، وعملت بأكاديمية أوبرا باريس الوطنية إلى غاية عام 2019، وحصلت على جائزة في مسابقة الملكة إليزابيث في عام 2018، ونالت في بلجيكا وسام الاستحقاق الوالوني، وتفوقت ماريان أيضا خلال مرورها في أكاديمية إيكس أون بروفانس في عام 2021 وفي مسابقة بلفيدير هانز غابور (Belvedere Hans Hans Gabor Competition) في عام 2022.