لأول مرة "إثراء" يفتتح خزائنه الفنية خارج أسوار المتحف في أسبوع فن الرياض 2025

لأول مرة "إثراء" يفتتح خزائنه الفنية خارج أسوار المتحف في أسبوع فن الرياض 2025

رهف القنيبط
9 أبريل 2025

في لحظة طال انتظارها، يتجلى الفن كأداة حوار، وتتحول الذكرى إلى مشهد حي. في قلب حي جاكس، النابض بالإبداع، تنكشف لأول مرة كنوز من مقتنيات متحف مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) خارج أسواره في الظهران، لتلتقي بجمهور العاصمة ضمن فعاليات النسخة الأولى من أسبوع الفن بالرياض.

في تعليقها على هذه المشاركة، تقول رئيسة قسم المتحف في إثراء فرح أبو شليح:

"مشاركتنا في أسبوع الفن بالرياض فرصة للاحتفاء بالتعبير الإبداعي واحتضان وجهات النظر الثقافية المتنوعة. إنها لمحة من مجموعة متحف إثراء ونافذة على الغنى الذي يحمله في طياته."

إثراء في أسبوع فن الرياض
تُضاف إلى تشكيلة الأعمال السعودية، أعمال لافتة لفنانين من كوريا وإيطاليا وفلسطين ولبنان ومصر

 يأخذنا إثراء في رحلة بصرية وعاطفية عبر معرض بعنوان "حوار المجموعات – Collections in Dialogue" من 6 أبريل وحتى 31 مايو 2025، يجمع المعرض 15 عملاً فنياً من المجموعة الدائمة للمتحف، يُطل علينا تحت عنوان "الذاكرة والمنظر – Landscape and Memory"، ليعيد تأطير الزمن والمكان من خلال عدسة الفن.

ما بين الحنين والتجدد: تأملات فنية من كل زمان ومكان

ليست الأعمال المعروضة مجرد قطع فنية، بل هي بقايا أسئلة وشظايا من زمن، تسرد عبر ألوانها وخاماتها وهويات مبدعيها قصصًا عن التحوّل، والانتماء، والذاكرة الجمعية.

من السعودية، يشارك الفنان والمخرج محمد الفرج بعمله المؤثر Fossils of Knowledge (حفريات المعرفة)، وتقدّم مها الملوح Oil Candies (حلويات النفط) التي تمزج بين التراث والتعليق الاجتماعي. بينما يستحضر مواثق العوفي لحظات إنسانية حميمة في ثلاثيته: The Scene, I Am the One, The Family.

إثراء في أسبوع فن الرياض
 يأخذنا إثراء في رحلة بصرية وعاطفية عبر المعرض 

من جانب آخر، تتقاطع الرؤى العالمية مع الإبداع المحلي، من خلال أعمال الفنان الكوري الجنوبي Do Ho Suh (Screens)، والفنان الإيطالي الكبير Michelangelo Pistoletto (Persone in Comunicazione)، بالإضافة إلى ثلاثية أمريكية للفنان Gregory Mahoney، تسبر أغوار العلاقة بين الطبيعة والبشر في أعمال تعود إلى تسعينات القرن الماضي.

وتُضاف إلى هذه التشكيلة أعمال لافتة لفنانين من فلسطين، ولبنان، ومصر، أمثال: عبدالرحمن قطناني، وحازم حرب، وجمانة مدلج، ومعتز نصر، وسلطان بن فهد، ما يعكس تنوعًا جغرافيًا وفكريًا يحتفي بالإنسان وهويته المتجددة.

حين تتحول المجموعة إلى مرآة لذاكرة العالم

المعرض لا يكتفي بعرض الجمال، بل يدعونا للتفكير: كيف تحفظ المادة ذاكرتنا؟ كيف نُعيد قراءة تاريخنا من خلال الفن؟ وكيف يمكن للعمل الفني أن يكون مساحة للحوار بين الماضي والمستقبل؟

إثراء في أسبوع فن الرياض
كيف نُعيد قراءة تاريخنا من خلال الفن؟ 

إثراء وأسبوع الفن: لقاء بين مؤسستين تصنعان المستقبل

تأتي هذه المشاركة ضمن برنامج "أسبوع الفن بالرياض"، المبادرة الجديدة من هيئة الفنون البصرية، التي تسعى إلى ترسيخ مكانة العاصمة كعاصمة فنية حاضنة للمواهب والحوارات العابرة للحدود. البرنامج الغير تجاري الذي يستهدف جمهورًا واسعًا من المهتمين، من فنانين وجامعي فنون إلى مؤسسات وصالات عرض، في تجربة تمتد عبر المدينة من حي جاكس إلى مركز الموسى، تحت مظلة فكرية واحدة: "على الحافة".

أما إثراء، فهو ليس مجرد صرح ثقافي، بل مشروع رؤية بأبعاد عالمية، يجمع في مساحاته المتحف والمكتبة والمسرح والسينما والمعارض الكبرى، ليكون منبرًا للفكر والتجربة، ومنارة للمواهب الناشئة والمحترفة على حد سواء.

جميع الصور من صفحة مركز إثراء عبر الانستغرام