هالة خياط المديرة الإقليمية لـ "آرت دبي": ملتزمون بجلب أفضل الفنانين والمفكرين المبدعين إلى دبي
على مدى سنوات طويلة، رسّخت "هي" شراكتها مع معرض "آرت دبي" الذي يعتبر من أهم المعارض الفنية والثقافية في الشرق الأوسط، ومن أهم الأحداث الفنية العالمية، ففي هذا العام 2024 سيرحب المعرض بأكثر من 100 صالة عرض فني معاصر وحديث ورقمي من أكثر من 60 مدينة، وسأحاول في هذا الحوار مع المبدعة والخبيرة العالمية في الفنون هالة خياط، المديرة الإقليمية و"دينامو" "آرت دبي" تسليط الضوء على هذا الحدث الهام الذي يستهدف توسيع الحدود الاقتصادية والجغرافية مع التركيز على الناس والقضايا المعاصرة.
ما الذي نـتـــــطــــــلـــع إليـــــــــه في "آرت دبي" لـــعـــــــام 2024؟ وما الجديد الذي سيقدمه؟
ترتبط قصة "آرت دبي" بشكل لا يمكن فصله عن تلك القصة التي ترتبط بمدينة دبي. نحن نفخر بدورنا في مناصرة الأصوات والثقافات المتنوعة التي تجسد روح مدينتنا. وباعتباره نقطة التقاء للمجتمعات الفنية الإبداعية في الجنوب العالمي، سيرحب المعرض في عام 2024 بأكثر من 100 صالة عرض فني معاصر وحديث ورقمي من أكثر من 60 مدينة وأكثر من 40 دولة. هدفنا هو توسيع تعريف الجنوب العالمي إلى ما هو أبعد من الحدود الاقتصادية والجغرافية التقليدية، مع التركيز على الناس والقضايا التي يواجهونها في هذه اللحظة.
طوّر "آرت دبي" برامج واسعة النطاق على مدار العام، بما في ذلك المبادرات التعليمية. ما الإنجازات الرئيسة التي حققها المعرض حتى الآن؟ وهل هناك خطط لمزيد من التوسع في المستقبل؟
"آرت دبي" هو أكثر من مجرد معرض، فإلى جانب استضافة أكبر معرض للفن الحديث والمعاصر، نخطو خطوات مهمة للمساهمة الفعّالة في نمو وتطوير المشهد الفني. على مرّ السنين، عملنا روادا للفكر، واضطلعنا بدور مؤسسي في تشكيل الجيل القادم من الفنانين والجماهير والقادة في منطقتنا. إن التعليم عنصر أساسي لا يمكننا النمو من دونه. بدءا من تحويل مكتب ومعرض "آرت دبي" إلى ساحة تدريب مهني لخريجي الجامعات الجدد من خلال مبادرتنا الرائدة "كامبس آرت دبي"، إلى التعاون مع شريكنا الرئيس، شركة أ.ر.م. القابضة، في أكثر برنامج للأطفال طموحا والذي يدخل عامه الرابع في نسخة عام 2024 مع الفنان الهندي "ساهيل نايك" الذي يقود ورش عمل لإشراك الأطفال في بناء مدن مستقبلية أفضل. سيبدأ البرنامج في المعرض، وسيتوسع ليشمل 100 من المدارس الخاصة والحكومية ومدارس ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، وسيصل إلى 15,000 طالب في جميع الإمارات السبع.
كيف يسلط المعرض الضوء على الفنانين والمبدعين؟
نحن ملتزمون بجلب أفضل الفنانين والمفكرين المبدعين إلى دبي، وهو ما يجعلها نقطة للالتقاء، وميدانا للحوارات النقدية حول القضايا العالمية. في هذا العام، تنظم الدورة السابعة عشرة لمنتدى الفن العالمي، تحت عنوان "بكل الأحوال"، بتنظيم من المفوض "شومون باسار" والقيّمة الفنية نادين الخوري. إضافة إلى ذلك، لدينا سلسلة من النقاشات الحديثة لتسليط الضوء على كبار الفنانين من المنطقة، وتشجيع البحث العلمي والحوار حول تاريخ الفن في الجنوب العالمي. وتدعو مبادرة COLLECTING TALKS جامعي الأعمال الفنية من القطاع الخاص والمؤسساتي من المراكز الثقافية الناشئة، بدعم من مجموعة مقتنيات دبي، أول مبادرة فنية تلم شمل المجتمع الفني في دبي.
نعمل أيضا على مدار العام لتثقيف وجذب الرعاة وجامعي الأعمال الخاصة الذين يدعمون ويضفون زخما للمشهد الفني من خلال رعاية الفن. نستضيف أحداثا حصرية، بما في ذلك زيارات المتاحف الخاصة والمجمعات، ومحادثات يقودها الفنانون، ودورات متقدمة لبناء المجموعات. تتمثل الفكرة في بناء مجتمع قوي من الرعاة الذين يشتركون في شغف جمع الفنون ودعم الفنانين من المنطقة، والذين يمكنهم تشكيل السوق بشكل فعال.
وماذا عن تعاونكم مع الحكومة لبناء بيئة ثقافية وإبداعية؟
تعاوننا مع الحكومة وثيق، ويشمل إطلاق أول مجموعة مؤســسيـــة في الـمـــديـنــــة تضـــم أعــظـــــم الفـنـــانــيــــن الإمــاراتــيــيـــــــــن المعاصرين الجدد في مجموعة دبي، إضافة إلى مشاركتنا في قيادة المشاريع الفنية العامة من خلال استراتيجية الفن العام، وكلاهما يؤكد دورنا المستمر في تشكيل وتوسيع التعبير الفني في دبي. وإلى جانب المعرض، تعمل مجموعة "آرت دبي" كمظلة أكبر، حيث تسعى باستمرار لتطوير أكثر من 30 برنامجا ومبادرة لبناء بيئة ثقافية وابتكارية وإبداعية، تشمل "داون تاون ديزاين"، و"نماذج من أجل الإنسانية"، و"أسبوع دبي للتصميم"، وغيرها.
كيف تدعمون تمثيل الفنانات العربيات وعرض أعمالهن؟
"آرت دبي" هو مكان لاكتشاف الفن، ونحن نفخر بجودة وتنوع الأعمال الفنية الناشئة من المنطقة، مع وجود بارز للفنانات، من المواهب الشابة الواعدة، مثل نادية وحيد التي ستعرض أعمالها من قبل غاليري 1957، إلى معرض غاليري "طبري آرت سبيس" الذي يعرض أعمال فنانات من الشرق الأوسط يتعمقن في مفهوم الأنوثة، بما في ذلك ميثاء عبدالله، وشفى غدّار، وتغريد درغوث، وهناء الملي، وميرامار النيار، وآية حيدر، وصولا إلى الاحتفاء بالشخصيات المرموقة مثل منى السعودي، وسامية حلبي اللتين تعرض أعمالهما من قبل غاليري "لاوري شبيبي"، و"صفير-سملر" على التوالي، وسيكون لمعرض عام 2024 تمثيل شامل يمتد عبر المناطق والأجيال.
من وجــهـــة نـظـــرك، مـا الاتـجــاهـــــات النــاشئـــــــة (التوجهات) للفنانات في العام الماضي؟
حقيقة إنهن الاتجاه! ونحن نشهد تحولا حقيقيا في هذا الصدد. أعمالهن وأصواتهن تبرز بشكل متزايد، ليس فقط على الصعيد المحلي، ولكن أيضا على الساحة الدولية، مع حضور متزايد في عروض المتاحف والمعارض الفنية، والمشاركة بفاعلية في جمع الأعمال الفنية، وتلعب الفنانات أدوارا محورية في تشكيل حوار الفن العالمي.
