المشهد الموسيقي النابض بالحياة في المملكة.. تعرفوا على أبرز المبادرات من هيئة الموسيقى
الموسيقى هي اللغة العالمية، التي عبرت بها الشعوب عن مشاعرها وتاريخها، ووطنيتها وعراقة أراضيها، فتبوأت بألحانها مكانة عالمية رفيعة ساعدتها على بناء جسور تواصل مع ثقافات العالم المختلفة.. فنرى المشهد الموسيقي النابض بالحياة في المملكة وقد وصل إلى مستويات متميزة، في إطار الجهود المتنوعة التي تقوم بها وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الموسيقى لقيادة قطاع الموسيقى نحو الإبداع والتميز والاستدامة، وسعيها إلى تنظيم وتطوير القطاع والنهوض به للوصول إلى مستويات عالمية تعكس التنوع الثقافي للمملكة، وتستثمر وترعى المواهب الموسيقية والخبرات الوطنية لاستدامة هذا القطاع.. وفي إطار ذلك لنتعرف على أبرز المبادرات التي أطلقتها هيئة الموسيقى.
مشروع "بيت العود" في الرياض
ضمن جهود هيئة الموسيقى في استقطاب الكوادر الموسيقية الإقليمية والعالمية، وتأسيس مناهج تعليمية أكاديمية بمعايير عالمية، أطلقت الهيئة مشروع "بيت العود" في الرياض وذلك بقيادة فنان اليونسكو للسلام "نصير شمه" الفنان العراقي العالمي وعازف العود المميز الحاصل على درجة الدكتوراه في "الفلسفة الموسيقية"، مؤسس سلسلة "بيت العود العربي"، حيث يعد معهد "بيت العود" في الرياض واحداً من سلسلة معاهد "بيت العود" المنتشرة في أكثر من دولةٍ عربية، والذي أنشأته هيئة الموسيقى بالتعاون مع بيت العود العربي، وذلك سعيا من الهيئة لإتاحة الفرصة للمهتمين بتعلم العزف على العود أو صناعته، ولتعزيز الصناعة الموسيقية بالمملكة، وتطوير قطاع الموسيقى وتأهيل وتمكين المواهب المحلية بمختلف اتجاهاتها وتخصصاتها الموسيقية، حيث يقدم المعهد فرص تعليمية للطلاب الموهوبين، للإسهام في بناء مجتمعٍ عالمي لعازفي العود، وجميع المهتمين بتلقي الدروس التعليمية وبتعلّم العزف على العود، والآلات الموسيقية العربية، أو تعلم صِناعة العود والآلات الموسيقية المختلفة.
ذاكرة الموسيقى السعودية
تهدف مبادرة "ذاكرة الموسيقى السعودية" إلى توثيق وحفظ التراث الموسيقي السعودي الغني وإبراز قيمه وأهميته، حيث تتضمن سلسلة التدوين الموسيقي لمبادرة "ذاكرة الموسيقى السعودية" مجموعة من الكتب التي ستسلط الضوء على العديد من الجوانب الموسيقية السعودية المتنوعة، فيما أعلنت الهيئة عن إطلاق كتاب "من ذاكرة الأغاني الوطنية" أول إضافة إلى هذه السلسلة المهمة، ويتضمن مجموعة من الأغاني وقصصها التي تعبر عن قيم ومفاهيم وطنية، حيث يعد إطلاق كتاب "من ذاكرة الأغاني الوطنية" بمثابة خطوة مهمة، تهدف لتدوين الإرث الموسيقي في المملكة العربية السعودية الذي رغم قيمته الفنية الموسيقية العالية فإن جزءاً كبيراً منه توارى عن الذاكرة الجماهيرية بسبب غياب عمليات التوثيق المؤسساتي المنهجي سابقاً.
الرياض تستضيف مؤتمر وجوائز مدن الموسيقى 2024
أعلنت هيئة الموسيقى عن فوز مدينة الرياض باستضافة مؤتمر وجوائز مدن الموسيقى في المملكة العربية السعودية للعام الجاري 2024م بعد منافسةٍ مع عدة مدنٍ عالمية، والذي يُعد أكبر وأوسع سلسلة مؤتمرات في العالم في قطاع الموسيقى، حيث يسعى إلى تسليط الضوء على أهمية الموسيقى في التخطيط، والتنظيم، ليكون بذلك الأول من نوعه الذي يُقام في الشرق الأوسط وسط مشاركاتٍ محلية وعالمية.
وسيُقام مؤتمر وجوائز مدن الموسيقى خلال الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر 2024 في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، ليَعرض مجموعة متنوعة من الموضوعات في صناعة الموسيقى يُقدّمها أكثر من 100 خبير من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب برنامجٍ تعليمي مكثّف يحتضنه المركز السعودي للموسيقى بمدينة الرياض خلال الفترة من 3 أكتوبر إلى 14 نوفمبر ولمدة 6 أسابيع بمشاركة ما يزيد عن 50 مشاركاً من أصحاب المصلحة المحليين والإقليميين.
ويتضمن مؤتمر وجوائز مدن الموسيقى عدة أنشطة وفعالياتٍ تُثري القطاع الموسيقي، وتُغطي موضوعاتٍ متعددة ومتنوعة في مختلف مجالات الموسيقى، لتوفر تجربةً موسيقيةً مميزة لزوّارها والمشاركين فيه، من أبرزها معرض التجارة الدولية الذي تُعرض فيه أعمال الشركات المحلية والمساهمين في صناعة الموسيقى، وكذلك توفير منصة تربط المشترين العالميين ببعضهم، ومعرضُ موسيقى الثقافة السعودية التفاعلي الذي يستهدف الموسيقيين بمختلف جنسياتهم حيث سيتم عزف الموسيقى السعودية التقليدية وإبراز تنوَّعها، إضافةً إلى البرنامج الإرشادي الذي يستهدف أصحاب الأعمال الموسيقية، والهاوين الموسيقيين، لمساعدتهم على وضع مؤسساتهم على طريق النجاح.
وتأتي استضافة مدينة الرياض لمؤتمر وجوائز مدن الموسيقى في ظل النمو المتسارع الذي تشهده السعودية في مجال الموسيقى على مستوى الشرق الأوسط والعالم، وتهدف من خلاله هيئة الموسيقى إلى تنمية القطاع الموسيقي في المملكة، وتمكين المواهب المحلية من المشاركة محلياً وإقليمياً ودولياً، كما تعكس الاستضافة حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفهِ أحد أهدافها الاستراتيجية ضمن رؤية السعودية 2030.
الفرقة الوطنية للموسيقى
إيماناً بأهمية الموسيقى، ودورها في تشكيل ثقافة الشعوب ونشرها، فلقد أنشأت الهيئة الفرقة الوطنية للموسيقى كأحد المبادرات الرئيسية لتحقيق الاستراتيجية الثقافية للمملكة في تعزيز الوعي الثقافي كنمط حياة، وتماشياً مع رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تشكيل فرقة موسيقية وطنية احترافية، تتمتع بمهارات عالية، لتمثيل المملكة في المحافل الموسيقية محلياً وعالمياً وللعزف خلف أشهر الفنانين السعوديين والعرب في المحافل رفيعة المستوى، وهي المبادرة التي تهدف إلى تأسيس فرقة وطنية موسيقية سعودية مبنية على أسس علمية، وتمثيل المملكة في المحافل الموسيقية الإقليمية والعالمية، ودعم وتمكين المواهب السعودية، وتطوير الأداء الموسيقي.
برنامج التدريب الافتراضي لصناعة الموسيقى "صنعة"
أطلقت هيئة الموسيقى برنامج التدريب الافتراضي لصناعة الموسيقى "صنعة"، انطلاقاً من دورها في تطوير قطاع الموسيقى وتشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات، وإيمانها بأن الموهوبين هم حجر الأساس للنهوض بالقطاع عبر إحداث نقلة نوعية لتعزيز المحتوى الموسيقي الوطني على الصعيدين المحلي والعالمي، ويعمل البرنامج على تنمية مهارات المهتمين والمحترفين في مجال الموسيقى من خلال برامج تدريبية فريدة من نوعها، يتم تقديمها من قبل خبراء بالتعاون مع أهم الجامعات والمؤسسات العلمية حول العالم في هذا المجال، ويتضمن البرنامج دورات تدريبية في ثلاثة مجالات رئيسية: مجال تنسيق الموسيقى، ومجال إدارة أعمال الفنانين، ومجال إدارة الاستديوهات وهندسة الصوت، فيما يهدف إلى إثراء المواهب الوطنية في قطاع الموسيقى، وإثراء المحتوى المحلي في قطاع الموسيقى ليرتقي إلى مستويات عالمية، وخلق مجالات عمل غير مسبوقة في قطاع الموسيقى المحلية.
برنامج "مَوجة" لدعم المواهب الناشئة
تحت شعار "هذا وقتك" أطلقت هيئة الموسيقى برنامج "مَوجة" بالتعاون مع منصة أنغامي، لتمكين المجتمع الموسيقي السعودي، ودعم المواهب الناشئة لصقل قدراتها الموسيقية والغنائية، مما يُسهم في إثراء القطاع، ويعزز من قدرات المواهب المحلية الواعدة، والذي يمثل فرصة واعدة لجميع عشاق الموسيقى والمواهب الواعدة لبدء حياتهم المهنية في مجال الموسيقى، من خلال تقديم التدريب والتوجيه والإرشاد المدروس الذي يعزز قدراتهم، ويزوّدهم بالأدوات اللازمة للازدهار في هذا المجال.
وجاء برنامج "موجة" كمبادرة من شأنها إعادة تعريف المشهد الموسيقي السعودي على المستوى الدولي، وسيضع المملكة بثبات في الواجهة كمركز للابتكار الموسيقي والتجارب الإبداعية، ويقدّم برنامج "موجة" لخريجي الموسيقى والفنانين الطموحين سلسلةً من ورش العمل المختارة بعناية وذلك من خلال نُخبة من المدربين، وخبراء صناعة المجال، لتزويدهم بالمهارات الأساسية للانطلاق في حياتهم المهنية بعالم الموسيقى، مستهدفاً بذلك تخريج مواهب استثنائية، ذات أهليّة كاملة للتفوّق في جوانب مختلفة من الغناء والموسيقى، حيث يأتي البرنامج ضمن إطار عمل شامل، مُصمّماً لتوجيه الفنانين الطموحين في إنشاء موسيقى فريدة واستثنائية، ومقدماً لهم رحلة متكاملة لاكتشاف جوانب مختلفة ككتابة الأغاني، والتلحين، والإنتاج، والتوزيع والدمج، تحت إشراف ذوي الخبرة من المنتجين ومهندسي الصوت، والمغنّين والملحّنين ضمن ورش عمل تسهم في تنمية خبراتهم، وصقل مهاراتهم الفنية، وذلك في إطار الجهود الحثيثة التي تقودها هيئة الموسيقى لتأهيل جيل موسيقي سعودي متمكن بالمهارات الأساسية في عالم الموسيقى والغناء.
الصور من موقع وحسابات هيئة الموسيقى.