مؤسسة "صوت الصورة" تارا الدغيثر لـ"هي": نعمل على توثيق صوت السرد السعودي
شكلت النغمات والإيقاعات التي نشأنا عليها ذائقتنا وارتبطت بذكرياتنا، ولهذا تقدم الباحثة السعودية تارا الدغيثر في مشروعها البحثي صوت الصورة أرشيف للتاريخ الصوتي النسائي في المملكة العربية السعودية عن طريق توثيق وتجسيد الأناشيد والأغاني والقصائد وجميع ما يعلق بالأداء الصوتي، وعليها تخوض "هي" حديثا ملهما مع مؤسسة صوت الصورة للحديث عن بدايات الأرشفة الصوتية المشهد الموسيقي في السعودية وتمكين المرأة.
تارا الدغيثر وولادة صوت الصورة
كان الفن الملهم الأول لتارا الدغيثر، ولهذا قررت أن تسلك الطريق البحثي في مجال الموسيقى، فبحانب كونها فنانة هي باحثة وقيمة مهووسة بعالم الصوت والأداء الجماعي والمفاهيم الفولكلورية وعلاقتها بالطبيعة وبالطبع الموسيقى والحركة، وجميع الوسائط اللا مادية للتعبير عن تجربة الإنسان مع الوقت، مثل الرقص وفن الفيديو والثقافة الشفوية وتقول لـ"هي":"أعمل على توثيق، آداء وإعادة تخيل صيغة هذه الأنماط بإيمان شديد على قدرتها لتوسيع الذكاء والخيال العاطفي في الإنسان والتعايش بالتناغم مع الحياة".
لكن لنعود خطوة إلى الوراء إلى البدايات إلى شرارة الإلهام التي أشعلت كل هذا، حيث تخوض تارا الدغيثر حديث لـ"هي" عن نشأتها واهتمامها بالأصوات:"ولدت في الظهران وتنقلت كثيرا مع عائلتي، حيث خلقت عائلتي من هذا التنقل طابع أخلاقي عميق نحو الشغف والإخلاص في العمل، حيث ترعرعت بين شعراء وعالمين مما ولد بي حس الفضول وجرأة السؤال."
وتكمل الحديث: "كما أثّرت بي أشكال الفنون التي تعرفت عليها في عمر صغير في تشكيل اهتماماتي ودخولي عالم الأصوات، من زيارة المتاحف الفنية والمعارض إلى التعرف على مختلف أنواع وأشكال الموسيقى وكيفية التعبير من خلالها وتحديداً من خلال صوت الإنسان، حيث تتفرد عائلتي بكونها معبرة جدا وعلمتني أهمية الإصغاء، مما ساعدني كثير في المجال الثقافي."
صوت الصورة: أرشفة التاريخ الشفوي
لطالما ألهم الفن والموسيقى اهتمامات تارا الأكاديمية والبحثية، وأنشأ لديها شغف خاص في الموسيقى الشعبية وقصصها ولذلك أسست منصة وأرشيف "صوت الصورة" حيث يأتي كمشروع فني بحثي جماعي في عالم الصوت ويشمل الغناء والنشيد الحكواتي والفولكلور والأعمال التجريبية، كما تتقاطع فيه الكثير من المشاريع المتعلقة بالعلوم والنظريات الاجتماعية باهتمام أكبر لتجارب المرأة.
المشهد الموسيقي في السعودية من منظور صوت الصورة
خلال حديث "هي" مع تارا عن مشروع صوت الصورة المتخصص في الأصوات النسائية في السعودية، تطرقنا لرؤية تارا الخاصة للمشهد السعودي اليوم حيث تعلق الدغيثر:"للامانة المشهد الموسيقي في السعودية شيق جداً خاصة أنه يشهد اليوم قفزات كبيرة في مدة زمنية قصيرة خصوصاً كسوق تجاري."
وتكمل الحديث من منظورها الخاص قائلة:" لكن من منظوري الخاص ينقصه فهم أشمل لحرفة الموسيقى وتعدد ممارساتها وتمثيلها، حيث أرى أن المجال الموسيقي بيئة خصبة توفر فرص عالية للابتكار وكسر القواعد والقوالب المعتادة، وهذا المجال شيق جداً بالنسبة لي خصوصاً كفنانة صوت مهتمة بالتوزيع الموسيقي."
صوت الصورة وتمكين المرأة السعودية
ولأن صوت الصورة متخصص بالأصوات النسائية تتحدث الدغيثر لـ"هي" عن تمكين المرأة السعودية في مجال الموسيقى:" أرى أن المرأة ليست بحاجة للتمكين لأن جميع مصادر القوة والشجاعة والإبداع ولدت معها، ربما دور صوت الصورة ومنهجية العمل تحث على الإصغاء لتلك الأجزاء الحكيمة، كما أن منهجية العمل في المشروع تعمل على تطبيق آليات مختلفة للتعبير من خلال القدرات والثقافات الصوتية التي تملكها المرأة."
لكن عن الحديث عن دور صوت الصورة في تمكين المرأة تقول تارا:" أستطيع القول إن المشروع يُمَكِن من تطوير ثقافة الموسيقى والبحث في مجال الفنون في المملكة أكثر من أنه يحث على تمكين المرأة بشكل خاص، اهتمامي بالمرأة نتيجة لكوني إمرأة، لكن لولا الله ثم ثقة النساء المشاركات وأيضاً الرجال المهتمين بالأرشفة والموسيقى، لن يتواجد المشروع، ونتمنى أن عملنا مع الأشخاص المتمكنين يلهم المتلقين على تمكين ذواتهم، والحرص على الإصغاء والإدراك والوعي لأنني أرى أن هذه هي مفاتيح تحرير الخيال الذي سيحول الأفكار والاهتمامات إلى حقيقة."
ما ينتظر صوت الصورة في المستقبل
تعبر تارا لـ"هي" عن المشاريع والأعمال المستقبلية التي تشرع بالعمل عليها قائلة:" نعمل موسمياً بين البرامج والمعارض الخاصة وبين الدراسات لاستمرارية الابتكار في منهجية البحث، وأيضاً تطبيق وإنتاج الأعمال والمشاريع، أما حالياً يصب تركيزنا حول بناء هياكل لورش عمل طويلة المدى تتناول التوزيع الموسيقي الجماعي والتشافي من خلال سرد وغناء القصص، وكذلك أعمل على تطوير مناهج قصيرة لرفع شأن صوت السرد السعودي في مجال التنسيق الفني، أتمنى يوما ما أن أدير مركز وأعمل مع المهتمين لإنتاج البرامج والمعارض باستمرارية مبنية على المناهج التي طورتها للسياق السعودي والخليجي. "