خاص "هي": مجاهد جمال ومشروع "سرد" SARD.. إعادة ابتكار التصوير العربي الحديث باستخدام الذكاء الاصطناعي
نجح صانع الصور العُماني "مجاهد جمال" MUJAHID JAMAL في استقطاب جمهور عالمي بفضل صوره المعبّرة للغاية والمنتَجة باستخدام الذكاء الاصطناعي. ومن خلال عمله، الذي تدور أحداثه في منطقة شبه الجزيرة العربية المعاصرة، يتحدى الفكرة القائلة بأن ليس للآلات ما تسهم به في الأعمال الفنية الأصلية. ساعيا إلى توسيع رؤيته الفنية، لجأ "مجاهد جمال"، المعروف أيضا باسم MUJI، إلى الذكاء الاصطناعي ليكون نهجا جديدا في سرد القصص. ومستلهما من الإمكانات التي يوفرها فن الذكاء الاصطناعي لتقديم شكل جديد من أشكال التعبير يجسّد التجربة الإنسانية.
بدأ "جمال" في ابتكار صور مولدة آليا ومبنية حول تصويره الفوتوغرافي والتجارب التي عاشها. وفي مايو 2023، أطلق مشروع "سرد" SARD VISUALS، وهي مبادرة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتصميم صور تعكس مشاهد من الثقافة العربية الحديثة وتحضّ كل من يراها على التفكير.
لا يزال الذكاء الاصطناعي إلى حد كبير عالما غير مستكشف فيما يتعلق بإعادة الإنتاج والأصالة وحقوق النشر والعواقب غير المقصودة. لكن "مجاهد جمال" مولع ليس فقط بقدرتها على تغيير إدراك البشر للفن، ولكن الأهم في ذلك بكيفية تمكينها للفنانين من التغلب على التحديات اللوجستية والتقنية والمالية الموجودة في العالم الحقيقي. وبفضل هذه التكنولوجيا الجديدة، يمكن للفنانين التركيز على إنتاجهم الإبداعي دون أن تعيقهم مخاوفهم بشأن كيفية تنفيذ رؤيتهم ماديا، وهو ما يمهّد الطريق أمام جيل جديد من المبدعين. تحدّثنا مع MUJI عن عمليته الفنية القادرة على غرس المشاعر الإنسانية في صور قائمة على الخوارزميات، وعن ميله إلى تحديد سياق فنه في إطار المجتمع العربي الحديث.
ما الذي تريد تحقيقه من خلال فنك؟ وما الهدف منه؟
أسعى من خلال فنّي إلى تحدي الحدود التقليدية للسرد القصصي والتعبير الفني من خلال دمج الذكاء الاصطناعي فيه. هدفي هو بعث الحياة في أفكار معقدة ودقيقة كانت تعيقها في السابق قيود لوجستية وتقنية، وذلك بشكل خاص من خلال عدسة الثقافة والتراث العربيين. ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي، أعمل على ابتكار لغة بصرية فريدة يكون لها صدى عميق، وتقدّم وجهات نظر وتجارب عاطفية جديدة.
ما أكبر التحديات التي واجهتها في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن فنّك؟ وكيف تغلّبت عليها؟
إن دمج الذكاء الاصطناعي في الفن يأتي مع تحدياته، أهمها ترجمة الرؤية الفنية إلى شكل يمكن للذكاء الاصطناعي فهمه وتنفيذه. فغالبا ما يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة في استيعاب المفاهيم الفنية الدقيقة والمعقّدة، وقد يتطلب تحقيق النتيجة المرجوة تكــــــــــــــــرارا مكثّفا. للتغلب على هذه المشــــــــــكلة، أستخدم طريقة الصقل والتعديل المستمرّين، فأمزج نواتج الذكاء الاصطناعي مع أدوات التصميم الغرافيكي التقليدية مثل "فوتوشوب" لتنقيح كل قطعة. وفي الكثير من الأحيان، أدخل صورا فوتوغرافية حقيقية إلى الطلبات والتعليمات التي أعدّها.
كيف تتصور تفاعل الجمهور مع فنك القائم على الذكاء الاصطناعي؟ وهل هناك ردود فعل أو تجارب محددة تأمل أن تبعثها في نفوسهم، من خلال هذا الدمج بين التكنولوجيا والإبداع؟
أتخيّل تفاعل الناس مع فنّي على مستويات متعددة. مثاليا، سيقدّر المشاهدون الابتكار التقني والسرد القصصي الثقافي الكامنين داخل كل قطعة. وآمل أن أحرّك مجموعة واسعة من المشاعر وأحفّز التفكير، مشجّعا المشاهدين على التأمّل في الانصهار بين التكنولوجيا والثقافة التقليدية. هذا التفاعل قادر على أن يعمّق فهم الناس وتقديرهم لدور الذكاء الاصطناعي كأداة قوية للتعبير الإبداعي، بانيا جسرا فوق الفجوة بين الماضي والمستقبل.
هل تعتقد أن الذكاء الاصطناعي قادر على جعل عالم الفن أكثر ديمقراطية؟
يفتقر العديد من الفنانين إلى الأدوات اللازمة ويواجهون قيودا ماليــــــــة، على الرغم من طاقاتهــــــــم الإبداعيــــــــة. أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيجعل عالم الفن بكل تأكيد أكثر ديمقراطية، من خلال تمكين هؤلاء الفنانين الذين غالبا ما يتم تجاهلهم، خصوصا لأن الذكاء الاصطناعي متاح للجميع على نطاق واسع. لكن قد يبدو أننا نطلق "ماردا من القمقم" ، فيغرق عالم الفن بالمحتوى الذي يولّده الذكاء الاصطناعي. في نهاية المطاف، سيصعب التمييز بين الحقيقي والاصطناعي؛ ومع ذلك، فإن العالم يتطور، والتكيّف ضروري.