تعرفوا على شمالات مشروع الفنانة مها الملوح في الدرعية

خاص "هي": تعرفوا على "شمالات" مشروع الفنانة مها الملوح في الدرعية كتجربة ﻓﻨﯿﺔ راﺋﺪة تجمع الماضي والحاضر والمستقبل

شروق هشام
20 سبتمبر 2024

لطالما مثلت الدرعية بتاريخها وتراثها الفريد مصدر إلهام للكثير من الفنانين والفنانات المبدعين بنهجهم ورؤاهم الفنية الإبداعية المميزة، ومنهم الفنانة السعودية "مها الملوح" والتي يتمحور نهجها كفنانة حول تقابل المواد لخلق حوار بين الماضي والحاضر والمستقبل.. ليشكل مشروعها الأخير "شمالات" المساحة الثقافية في منطقة الدرعية، اﻣﺘﺪادا ﻟﻤﺴﯿﺮة اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﮭﻮﯾﺔ وﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ واهتمامها باﻟﺒﻨﺎء وﺘﺮﻣﯿﻢ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺘﺮاﺛﯿﺔ، ليمثل مرحلة لتطور اﻟﻌﻤﺮان اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي ودوام الحياة في منطقة الدرعية بالرياض، وهو المشروع الذي نال جائزة الأمانة للإبداع المعماري والعمراني لعام 23 .

 تعرفوا على "شمالات" مشروع الفنانة "مها الملوح" في الدرعية

الفنانة مها الملوح
الفنانة مها الملوح

ﯾﻌﺘﺒﺮ مشروع "شمالات" في الدرعية ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻓﻨﯿﺔ راﺋﺪة، وھﻮ اﻣﺘﺪاد ﻟﻤﺴﯿﺮة اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ "مها الملوح" اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﮭﻮﯾﺔ وﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ واهتمامها بالبناء، وفي إطار نهجها كفنانة والذي يتمحور حول تقابل المواد لخلق حوار بين الماضي والحاضر والمستقبل، حيث يشكل مشروعها الأخير "شمالات" المساحة الثقافية في منطقة الدرعية، استمرارا مباشرا لهذا الخط من الاستقصاء، فلقد تم شراء العقار الواقع على أطراف الدرعية في أوائل عام 2013 وتم تحويله مؤخرا إلى مساحة ثقافية في "الدرعية" المنطقة التاريخية التي تقع على مشارف العاصمة الرياض من الشمال الغربي.

ويقدم مشروع "شمالات" الحائز على جائزة الأمانة للإبداع المعماري والعمراني لعام 23 Riyadh Municipality Award for Architectural and Urban Creativity ، اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻟﻠﻘﺎء وﺑﺎﻟﻔﻦ واﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻟﮭﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﻌﻤﺎرﯾﺔ واﻻطﻌﻤﺔ واﻟﻤﺸﺮوﺑﺎت اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ، وذلك بالتعاون بين الفنانة "مها الملوح" التي تستخدم قوة رواية القصص لتغيير المعنى الذي يحمله الماضي لنا في العصر الحديث، ليدعو منزل الطين الذي أعيد تصوره في الدرعية الشباب إلى القدوم للنظر إليه بشكل مختلف عن منازل الطين الأخرى، حيث حظي هذا المنزل بالتعاون مع ثنائي معماري شاب "سين معماريون"  architects syn، الذين سبق أن قدموا المشورة بشأن استشارات الترميم لمشاريع الحفاظ الأخرى في المملكة.

حصل المشروع على جائزة الأمانة للإبداع المعماري والعمراني لعام 23
حصل المشروع على جائزة الأمانة للإبداع المعماري والعمراني لعام 23

مها الملوح تكشف لـ "هي" ارتباط المشروع بالتراث والهوية الثقافية السعودية

حول أهمية مشروع "شمالات" كتجربة ﻓﻨﯿﺔ راﺋﺪة تحتضنها منطقة الدرعية في الرياض، ترتبط بالتراث والهوية الثقافية السعودية، أشارت الفنانة "مها الملوح" بتصريحات خاصة بـ "هي":

"يمثل هذا البناء مرحلة لتطور العمران المحلي التقليدي ودوام الحياة في منطقة الدرعية بالرياض، وانطلاقا من قناعتنا بأن التراث في حقيقته بنية تاريخية متغيرة وهو الطريق لبناء وتطور المجتمعات والتي لا يمكن لمجتمع ما أن ينجز تطورا صحيحا في معزل عن فهمها واستيعابها".

 

وأوضحت الفنانة "مها الملوح" في تصريحها:

"يريد شمالات كمنشأة صغيرة المساهمة في تعزيز مفهوم الهوية الثقافية ومقوماتها، والتحديات التي تواجه الهوية الثقافية السعودية أمام الهيمنة الثقافية الغربية على مجتمعاتنا وكيفية تعزيز الهوية الثقافية السعودية وإعطاء الصورة لثقافتنا وانتماءاتنا مع المتغيرات العالمية من أجل تحقيق الأهداف التنموية التي تضمنتها رؤية 2030".

"شمالات" تجربة ﻓﻨﯿﺔ راﺋﺪة تجمع الماضي والحاضر والمستقبل

جانب من مشروع شمالات

ﯾﻌﻮد اﺳﻢ اﻟﻤﺸﺮوع الذي ﯾﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺟﺰﺋﯿﻦ ﻣﺒﻨﻰ طﯿﻨﻲ ﻗﺪﯾﻢ وﻣﺒﻨﻰ ﻣﺴﻠﺢ ﻣﻌﺎﺻﺮ ﻟﺠﺒﻞ ﺷﻤﺎﻻت )ﺷﻤﺎم( وھﻮ ﺟﺒﻞ ﺗﺎرﯾﺨﻲ ذو ﻗﻤﺘﯿﻦ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻏﺮب ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺮﯾﺎض اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ﺗﻐﻨﻰ ﻓﯿﮫ ﺷﻌﺮاء اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ اﻟﻌﺮب، ويمثل المشروع طريقة لاستحضار حكمة الماضي وتوجيهه، حيث أنها تدعم الحاضر وتدفعه إلى الأمام في المستقبل من خلال خلق مساحة للعقول الشابة، التي سيخلق إبداعها المزيد من الروابط السلسة بين الأوقات.

وجاء ترميم مشروع "شمالات" ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮان اﻟﻘﺪﯾﻢ، واﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﻹﻋﻄﺎء ﻧﻤﻮذج ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻟﺘﺮﻣﯿﻢ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺘﺮاﺛﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ واﺿﺎﻓﺔ اﻟﻤﺒﻨﻰ اﻟﺠﺪﯾﺪ اﻟﻤﻼﺻﻖ أو اﻟﻤﻮازي ﻟﺒﻨﺎء اﻟﻄﯿﻦ، كتجربة راﺋﺪة ﺗﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﯾﻔﺘﺮض أن وﺻﻠﺖ إﻟﯿﮫ اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث، وﻟﺘﻤﻜﯿﻦ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﻄﯿﻨﯿﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻟﻠﺤﯿﺎة ﻣﺠﺪدا وﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﻮاﻛﺐ اﻟﺘﻄﻮر دون اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺛﺮات واﻟﺘﻮﺟﮭﺎت اﻟﻤﻌﻤﺎرﯾﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ.

وكان العقار في الأساس، عبارة عن منزل طيني قديم، تم تجديده باستخدام نهج تجريبي من مرحلتين (الترميم والإضافة)، حيث تم الحفاظ على أجزاء من منزل الطين سليمة، بينما تم تجديد أجزاء أخرى باستخدام مواد حديثة، وتقع الإضافة الجديدة للمبنى ضمن مساحة الفناء الأصلي وتم بناؤها حول بقايا السياج الطيني الأصلي، ويمكن رؤيتها من داخل المبنى وخارجه، وتأتي الواجهة مكسوة بحجر الرياض الأبيض الدافئ الذي يوفر خلفية سلسة للمبنى الطيني المحكم، فيما تعمل الإضافة الجديدة كمساحة عرض مع مساحة إقامة فنية في الطابق الثاني، بالإضافة إلى مساحة ورشة عمل.

هذا ولقد اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻣﯿﻢ اﻟﺒﻨﺎء، ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻄﯿﻦ واﻟﻠﺒﻦ واﻟﻘﺶ ﻟﺘﺮﻣﯿﻢ اﻟﺠﺪران، واﻟﺤﺪﯾﺪ واﻟﺰﺟﺎج واﻷﺑﻮاب واﻟﻨﻮاﻓﺬ، واﻟﺤﺠﺮ ﻟﻸرﺿﯿﺎت واﻷﺳﺎﺳﺎت واﻷﻋﻤﺪة ﻣﻊ اﺿﺎﻓﺔ ﺟﻤﯿﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌﺼﺮﯾﺔ ﻣﻦ ﻛﮭﺮﺑﺎء وﺗﻜﯿﯿﻒ واﻟﻮاح اﻟﺠﺒﺲ ﻟﻸﺳﻘﻒ واﻟﺒﻼط ﻟﻠﻤﻄﺎﺑﺦ ودورات اﻟﻤﯿﺎه، وﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺸﺮوع ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻟﻤﺰج ﺗﻘﻨﯿﺎت وﻣﻮاد ﺣﺪﯾﺜﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎء اﻟﻄﯿﻨﻲ ﻟﺘﻄﻮﯾﺮ واﺧﺘﺒﺎر ﻗﺪراﺗﮫ واﻣﻜﺎﻧﯿﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﻄﯿﻨﯿﺔ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ودﻓﻌﮭﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.

المعرض الإفتتاحي: شمالات / نهج الإستدامة

شمالات تجربة ﻓﻨﯿﺔ راﺋﺪة تجمع الماضي والحاضر والمستقبل

جاء المعرض الإفتتاحي لمشروع "شمالات" الذي تم افتتاحه كمركز ثقافي في الدرعية، تحت مُسمى "شمالات / نهج الإستدامة"، حيث قدم المعرض هذا المشروع الفريد من نوعه، وسلط الضوء على الجهود التي بذلت في ترميم وتشييد المبنى تحت رؤية الفنانة "مها الملوح" التي أعادت صياغة المبنى الطيني كمساحة ثقافية واجتماعية فريدة من نوعها، حيث يهدف المعرض إلى إعادة سرد تاريخ المبنى من خلال المواد والصور الفوتوغرافية، كما يستكشف الرواية القصصية من خلال الترميم كمحاولة لطرح مختلف الأفكار لإعادة استخدام المواقع الأثرية في نسيج الحياة اليومية المعاصرة.

كما يهدف المعرض الذي يمثل مشروع الفنانة مها الملوح بالتعاون مع فريق سين معماريون، إلى إظهار التباين بين أساس المبنى وما تم إضافته في محاولة عدم الوقوع تحت الانقطاع الذي يحدث في بعض محاولات ترميم المباني التاريخية، وهذا التباين يولد مجاز بصري يربط بين الماضي والحاضر، بالإضافة إلى التحدي والجمع بين المدارس الفكرية المختلفة حول الممارسات المعمارية في مجال الترميم، كما يوفر المبنى تجربة حية لسرد القصص خلال مختلف المواد الذي يجمعها هذا المبنى الأثري.. فكل مبنى طيني هو نتاج تدخلات وتكيفات متعددة عبر الوقت.

الصور تم إستلامها من الفنانة مها الملوح ومن حسابها.