معرضها Cosmodreams سينبض بالحياة في "هي هب".. مارينا فيدوروفا لـ"هي": الجمال سينقذ العالم

لا يحدث كل يوم أن نجد صديقا حقيقيا يلهمنا ويفتح آفاق تفكيرنا وينشر في حياتنا النور والدفء.. صديقتي الغالية المبدعة الفنانة التشكيلية الروسية الشهيرة "مارينا فيدوروفا"Marina Fedorova هي من هذا الطراز النادر، تتركني بعد كل زيارة ولقاء مندهشا بإبداعها ورؤيتها للعالم وقدرتها على الابتكار. وعلى الرغم من شهرتها العالمية، وإنجازاتها الفنية الكبيرة، والطلب العالي على أعمالها الموجودة اليوم في أهم المتاحف والمؤسسات الفنية والمجموعات الخاصة في روسيا وكل أنحاء العالم، ومشاركتها في الكثير من المعارض الدولية الفردية والجماعية، تبقى "مارينا" رقيقة ومتواضعة وطيبة القلب، وقبل كل شيء متمسكة برغبتها في تشجيع الناس على التخّيل والحلم من خلال فنها الذي يتميز ببقائه على صلة دائمة بالواقع، وبتجسيده لروح العصر في ظل حفاظه على أسلوبها المميز في الرسم، وتعبيره عن رؤيتها الفنية المبدعة إلى أقصى الحدود.

 تنضم إلينا "مارينا فيدوروفا" في حي جاكس بمدينة الرياض من الـ30 من أكتوبر إلى الـ3 من نوفمبر، للمشاركة في النســخـــة السنـــويــــة الــجــديـــــدة مــــــن "هي هب"، وهو أضخم مؤتمر في المنطقة مكرّس للموضة وأسلوب الحياة والترف. ســتــــقدّم ضـــــمن "هي هب" معرضـــهـــــا الـــرائــــــــع "كوزمـودريمز" Cosmodreams الذي يجــــمع بمنــــــتهى الجرأة بين الفن التقلـيدي والتكنولوجيا الرقمية مع لوحات ومنحوتات كبيرة وبيئات الواقع المعزز. تأخذنا هذه التجربة الغامرة إلى عالم "مارينا فيدوروفا" الذي لا مثيل له، وتدفعنا إلى التأمّل في اللـــــقاء بين الــــفن المعــــاصر والتكـــنولوجيا الرقمية، فيما تعبر الفـنانة عن تأمّلها في الماضي والحاضر والمستقبل. وقد صــممت خصيصا لمشاركتها في "هي هب" مفهوم CosmoFashion الذي سينــضــــــم إلى "كوزمــــــودريــمــــز" ويكون مكرّسا لعالم الموضة. وفي هذا اللقاء، تحدّثني "مارينا فيدوروفا" عن مــعرض "كوزمــودريــمـــــز"، وأهدافه، ورسالته، ومكوناته، وعن توقعاتها وتطلعاتها إلى مشاركتها القريبة في "هي هب".

 كيــف تــــــــــــــتــــــــــوافــــــق مـــــــــشاركـــتــــك في "هــــي هـــب" HIA HUB مع أهــــداف ورؤيــــة مــــعرض "كــــــــــوزمــــودريـــمـــــــز" Cosmodreams؟ وما الفرص الفريدة التي يقدمها لك هذا المنبر؟

أود أولا أن أعــرب عن خــــالص امتــــناني لمجلة "هي" على دعوتنا هذا العام. كما أود أن أعبّر عن إعجابي بمنصة "هي هب" التي توفر فرصة فريدة لجميع المبدعين حول العالم لعرض رؤاهم، وتبادل الأفكار، واكتساب تجارب جديدة. فلطالما كان لدي اهـتــمــــام خاص بعــــالم المــــــوضة خلال مســـيرتي الفنية، وبدأت رحلتـــي الإبداعـــــية بتأملات حول تمثيل المرأة في الثقافة المعاصرة والموضة، وإعادة تعريف المثُل النسائية. دائما ما يلفت انتباهي تقاطع مجالي الموضة والفنّ، وتأثيــــرهـــما في الثقافات وتشكيلها. وفي "هي هب" أقدّم مــــــــــشـــــروعــــــــــي الفـــــــني Cosmodreams مع مـــــفـــــــهــــــــــوم CosmoFashion الذي طورناه خصيصا لهذا الحدث، وهو يشمل مجموعات وموضوعات متنوّعة، والموضة جزء أساسي منها. إنه خيال فضائي يُسمى Cosmodreams، ويركّز على موضوعات مستقبلية وخيالية، حيث يجمع بين الفن، والتكنولوجيا، والخيال العلمي. وهذا الدمج لا يعزز اللوحة الفنية فقط، بل يتيح الوصول إلى جمهور أوسع. ومع التركيز على الابتكار والتعاون، يوفّر "هي هب" منصّة مثالية للحوارات حول العلاقة التكاملية بين الفنّ والموضة.

 يُعرف "هي هب" بجمـعـــه الــشــخــصـــــــيات المؤثرة في مجالات الموضة والجمال ونمط الحياة. كيف تعتقدين أن هذه البيئة ستؤثر في احتضان "كوزمودريمز"؟ وما نوع التفاعلات التي تتطلعين إليها؟

دمج الموضة، والجـــمـــال، ونــمـــط الحيــــاة مع الفن، يفتح آفاقا جــــديدة للحوار والإبداع. وهذه المجالات ترتبط بعمق بالتعبير الجمالي، وهو ما يتناغم مع الطابع الخيالي والبصري لمشروع Cosmodreams. ووجود شخصيات بارزة في هذه القطاعات يعني أن Cosmodreams سيحظى باهتمام جمهور قد لا يكون معتادا على التفاعل مع الفنّ، ولكن يجذبه الابتكار في أسلوب الحياة والتصميم والموضة. هكذا سيسهمون برؤيتهم الثقافية، ما سيدفع Cosmodreams نحو اتجاهات متعدّدة التخصصات. وأرغب أيضا في أن أقول إن الموضة ليست مجرّد صيحات مؤقتة، بل هي فن بحدّ ذاته. أتطلع إلى التفاعلات التي تفتح الباب للتواصل مع جمهور جديد بطرق مشوّقة وغير متوقّعة.

بما أن "هي هب" يسلّط الضوء على المشهد المتطور للموضة والجمال، كيف يلتقي "كوزمودريمز" بهذه التوجهات؟ وهل من جوانب في المعرض تتناغم مع قطاعَي الموضة والجمال؟

"أعتقد أن الجمال سينقذ العالم"، كما يقول بطل رواية "الأبله" للروائي الروسي "فيودور دوستويفسكي". بالطبع، هو يتحدث عن جمال الروح والأفعال الإنسانية. ولكن بالنسبة لي كفنانة، فإن الجمال البصري له أهمية بالغة. عندما أرى شيئا جميلا، أرغب في مشاركته مع العالم من خلال فني، ومشروع Cosmodreams يدور أيضا حول الجمال أكان في مناظر الفضاء الجميلة، أو النساء اللواتي يشكلن شخصياتي الرئيسة. بعد أن درستُ تصميم الأزياء، صرت أنجذب دائما إلى عالم الموضة، ولا أستطيع مقاومة رسم الفساتين الأنيقة. ومنذ أيام دراستي، كنت أكثر اهتماما برسم "الاسكتشات" أو الرسوم الأولية بدلا من تصميم الفساتين الملموسة. والفساتين المرسومة على القماش تدمج بين الموضة والفن في CosmoFashion، حيث أرسم الفساتين على اللوحات، وأصنع الفساتين من اللوحات، وأعرضها في عروض أزياء افتراضية. وبشكــــل عــــام، يــتــنـــاغـــــم Cosmodreams مــــع قــــطــــــاعَي الموضة والجمال من خلال الابتكار والإبداع والتكنولوجيا والسرد الخيالي.

ما الجوانب في Cosmodreams التي تعتقدين أنها ستلفت انتباه جمهور "هي هب" بشكل خاص؟ وكيف تخطـــطين للتـــفاعـــــل مع الحـــــضور من خلال مكوّناته التفاعلية والغامرة؟

مشروع Cosmodreams بمكوّناته التفاعلية والغامرة، سيــــلـــقـــى صدى لدى جــمــــهور "هي هب" المعروف بشغفه للإبداع، والفخامة، والابتكار. المعـرض يجسّد جمالية مستقبلية تجذب الأفراد المتطلعين إلى الموضة والمبدعين من خلال مناظره الكونية الحية، وبيئاته الحالمة، ومحاكاته الخيالية للواقع البديل. لن يكون الأمر مقتصرا على الجاذبية البصرية فحسب، بل هو تجربة فنية متجدّدة ومبتكرة. في عملي، أحب دمج الأساليب التقليدية والرقمية، وإضافة إلى اللـــوحـــــات الزيتـــيـــــة، سيتـــــمكن الجــــــمهور من مشاهدة القصص وراء اللـــــوحات عبــــر تقـــنــيـــــة الــــواقــــع المعزز (AR)، والاسـتــمـتــــاع بـــــعرض أزياء افتراضي على الشاشة، وحضور عرض أداء حي. في CosmoFashion، ينبض الفنّ بالحياة من خلال أدوات مثل الواقع المعزز أو الشاشات الكبيرة، وهو ما يجعله جذابا بشكل خاص لهذا الجمهور. ومن خلال تقديم تجربة متعدّدة الحواس، حيث يمكن للحضور الانغماس في بيئات حالمة أو التفاعل مع مكوّنات رقمية مستــــوحاة من المستقبل، سيبرز Cosmodreams ليس فقط كمعرض، بل كتجربة فريدة.

 يضم "هي هب" مجموعة متنوعة من الرواد والخبراء في القطاع. هل هناك أفراد معيّنون ترغبين في لقائهم، أو علامات تجارية محددة تتطلعين إلى التواصل معها خلال الفعالية؟ وكيف تأملين أن تؤثر هذه التفاعلات في عملك؟

نهجــــنا في Sputnik Partners، دار التـــصــمــيــــم التي تدعم تطوير مشروع Cosmodreams يقوم على تكريم التقاليد والاحتفاء بالتنوّع الثقافي. لذلك، تمّت طباعة بعض لــــوحــــــات Cosmodreams في ســـلــســـلـــــة محـــدودة باستخدام تقنية Heliogravure، التي تبرز فنّ الحرف اليدوية في القرن التاسع عشر. إنها تقنية تعيد بدقة نقل تفاصيل اللوحات الكبيرة على الورق وبكميات محدودة. ومن العناصر التي سنعرضها في "هي هب" كائن فني يُسمى Kokoshnik، يجمع بين التقاليد والحداثة. يتميز مشروع Cosmodreams بدمج مختلف وسائل الفن والحرف مع الفنّ الرقمي، ونأمل أن يجذب هذا النهج جمهورا واسعا، كما نأمل أن تؤدي هذه التفاعلات إلى مشاريع تعاونية جديدة ومثيرة، حيث إننا دائماً منفتحون على الأفكار والتجارب الجديدة.

 ما الرسالة أو التجربة التي تأملين نقلها إلى الحضور في "هي هب" من خــــلال مشـــــاركتك؟ وكيف ترين مساهمة Cosmodreams في الــــحــــوار الأوســـــــع في مـــــجـتــــمـــــــعي الموضة والفن؟

من خلال مشاركة Cosmodreams في "هي هب"، أسعى إلى إيصال رسالة حول قوّة الخيال، والتحوّل، والتكامل بين التخصّصات المختلفة. فنحن نهدف إلى إلهام الحضور لــــرؤيــــة ما هو أبــعــــد من الـــــحاضر، واستـــــكشاف الإمكانات المستقبلية، حيث يندمج الفنّ والموضة والتكنولوجيا. وشعاري وشعار Cosmodreams اتبعوا أحلامكم، كونوا منفتحين على التجارب.. وجرّبوا.