ثلاث ليالي تحيي الطرب الشعبي في شعبيات البوليفارد

ثلاث ليالي تحيي الطرب الشعبي في "شعبيات البوليفارد" ضمن موسم الرياض

شروق هشام
24 نوفمبر 2024

أسهم "موسم الرياض" الوجهة الترفيهية الرائدة على مستوى المنطقة والعالم، بتحويل العاصمة السعودية إلى قلب ينبض بالثقافة والفن والترفيه، بفضل ما يقدمه من فعاليات متنوعة وأنشطة مختلفة وتجارب استثنائية لا مثيل لها.. ومن ذلك فلقد جاءت فعالية "شعبيات البوليفارد" كواحدة من أبرز الأنشطة الثقافية ضمن فعاليات موسم الرياض، والتي قدمت تجربة استثنائية احتفت بالموروث الفني والتراثي العريق للمملكة عبر ثلاث ليالٍ غنية أحيت الطرب الشعبي بألوان الفلكلور السعودي.

ثلاث ليالي تحيي الطرب الشعبي في "شعبيات البوليفارد" ضمن موسم الرياض

أجواء مميزة وسط طرب الليلة الحضرمية
أجواء مميزة وسط طرب الليلة الحضرمية

أبرزت فعالية "شعبيات البوليفارد" التنوع الثقافي الغني في المملكة، مقدمةً تجربة ثقافية فريدة تستعرض الإرث الموسيقي والفني لمختلف المناطق السعودية، حيث هدفت الفعالية إلى إحياء التراث وتعزيز التفاعل مع الموروث الثقافي الغني الذي تتميز به مناطق المملكة المختلفة، وأتاحت للجمهور المحلي والزوار من مختلف أنحاء العالم فرصة الاستمتاع بأجواء من الفن والتراث السعودي الأصيل.

وشهدت حفلات "شعبيات البوليفارد" التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام في منطقة "بوليفارد سيتي"، إحدى أبرز مناطق موسم الرياض، إقبالاً واسعاً من عشاق الطرب الشعبي، وقد احتضنت فعالياتها كل من مسرح أبو بكر سالم ومنطقة الموسيقى، لتخلق أجواءً طربية احتفالية استقطبت محبي التراث والفولكلور، في ثلاثة أيام من الطرب الأصيل، حيث اجتمعت أصوات الطار، وأوتار العود، ونغمات السمسمية، في احتفالية أعادت إحياء التراث الشعبي وأطربت أجيالاً متعطشة لسماعه.. فلنتعرف على تفاصيل حفلات "شعبيات البوليفارد".

حفلات فعالية "شعبيات البوليفارد"

ليلة السامري

أوتار العود زينت الليلة الحضرمية
أوتار العود زينت الليلة الحضرمية

سلطت "ليلة السامري" أولى أمسيات فعالية "شعبيات البوليفارد" الضوء على فن السامري القادم من قلب نجد، بأدائه الجماعي المميز الذي يرافقه إيقاع الطبول التقليدية، وتألق فيها الحضور على إيقاع الصفوف المميزة لهذا اللون الشعبي المحبوب، والذي يحظى بمكانة خاصة في قلوب مواطني المملكة بمختلف مناطقها، وتفاعل الجمهور مع الأبيات الفولكلورية التي تمثل جزءاً أصيلاً من التراث الوطني، في مشهد غلبت عليه مشاعر الفخر بالوطن وتراثه العريق.

ومنحت "ليلة السامري" الحاضرين أجواءً مفعمة بالإرث الثقافي والموسيقى الشعبية التي تعكس جزءاً أصيلاً لهوية البلاد، إذ توافد الجمهور إلى المنطقة المخصصة للفعالية، مكتسية ألوانا وإضاءات مستوحاة من الثقافة النجدية، وشهدت الأمسية عروضا حية لأداء السامري، برفقة أصوات الفرق التراثية التي تمازجت مع إيقاعات الطبول في لوحة فنية أصيلة، فضلاً عن أنها حققت حضوراً جماهيرياً واسعاً مع أهازيج الأغنيات الشعبية، مما يدل على اهتمام الجمهور المحلي والإقليمي بالتراث الثقافي الفني، خاصة وأن السامري من الفنون الإبداعية المتناغمة التي تشتهر بها المنطقة.

ليلة الفن الحضرمي

أجواء مميزة وسط طرب الليلة الحضرمية
أجواء مميزة وسط طرب الليلة الحضرمية

أخذت الأمسية الثانية "ليلة الفن الحضرمي" الزوار في رحلة إلى حضرموت، وتوجت "ليلة الفن الحضرمي" الفعاليات بحضور كبار فناني هذا اللون الفني الأصيل على مسرح أبو بكر سالم، حيث شهدت هذه الأمسية مشاركة مميزة من الفنان أصيل أبو بكر، والفنان البحريني محمد البكري، بالإضافة إلى الفنانين الكويتيين مساعد البلوشي وخالد الملا.

وقدم الفنانون المبدعون في هذه الأمسية وصلات طربية رائعة بمصاحبة فرق شعبية أضفت على الأمسية أجواءً حماسية، في ظل حضور جماهيري كبير من محبي الفن الحضرمي والتراث السعودي اكتظت به المدرجات، بتنوع العروض الموسيقية النابضة بالألحان التقليدية والرقصات الشعبية التي تعكس روح المنطقة وثقافتها العريقة، ما جعل المدرجات ممتلئة بأجواء من الحماس والاحتفاء بالثقافة، بليلة استثنائية احتفت بالتراث الحضرمي الأصيل.

وأضفى الفنانون الأربعة المشاركون في "ليلة الفن الحضرمي" سحرًا خاصًا على الأمسية بأدائهم المتنوع، تقدمهم الفنان أصيل أبو بكر، الذي تألق بأداء مجموعة من أغانيه الشهيرة التي أثارت تفاعلًا كبيرًا من الحضور، رافقه الفنان محمد البكري، حيث قدم أغاني تراثية حضرمية بلمسته الفريدة، محققًا انسجامًا رائعًا مع الجمهور، تلاه الفنان مساعد البلوشي، الذي أضفى نكهة خاصة من الأغاني الشعبية بأسلوبه المميز، في حين قدم الفنان خالد الملا مجموعة من الأغاني التي أمتعت الحاضرين بأداء أغانيه التي تعكس التراث الموسيقي الحضرمي الأصيل، فيما اختُتمت الأمسية بميدلي مشترك قدمه الفنانون الأربعة، حيث أدوا مجموعة من الأغاني التراثية التي لاقت استحسان الحاضرين، تاركين أثرًا جميلًا في قلوب الجميع.

الليلة الينبعاوية

من الأجواء الرائعة في ليلة الينبعاوي
من الأجواء الرائعة في ليلة الينبعاوي

اختتمت الفعالية في اليوم الثالث بـ "الليلة الينبعاوية"، التي جذبت عشاق الطرب الساحلي المميز، والذي اشتهر به البحارة قديماً وما زال يحتفظ بجاذبيته لدى محبيه، وتألقت الفرق الشعبية الينبعاوية بعروضها الموسيقية على أنغام السمسمية وأصوات المواويل الساحرة، ومن أبرزها الأغنية الشهيرة "اشتقنا يا حلو"، التي ترددت كلماتها بين الحضور بحماس، وأتاحت لهم الاستمتاع بأجواء ساحلية احتفالية مليئة بالتفاعل والحيوية.

وشهدت الليلة الينبعاوية التي مزجت بين الأداء الغنائي والرقص الجماعي المستوحى من التراث البحري الغني لمنطقة ينبع، حضورًا جماهيريًا لافتًا، حيث امتلأ المسرح بالحاضرين الذين استمتعوا بالعروض الموسيقية والرقصات الشعبية، التي أبدعت في إبراز أصالة التراث الينبعاوي، وأضفت أجواء احتفالية فريدة عكست جمال الثقافة البحرية.

الصور تم استلامها ومن حساب موسم الرياض.