بمناسبة عيد الاتحاد: إبداعات 5 خطاطين إماراتيين تروي حكاية الوطن

في عيد الاتحاد، تتجلى الهوية الإماراتية بلمسات إبداعية تُبدعها أنامل خمسة خطاطين إماراتيين، حيث يجمعون بين فن الخط العربي وروح الانتماء ليرسموا ملامح الوطن بأسلوب فريد. لا تكتفي أعمالهم بجماليات الحروف، بل تحمل قصصاً مستوحاة من تاريخ الإمارات وتراثها العريق.

من مطر بن لاحج الذي يمزج الرسم والنحت بقصص تحاكي الخيال، إلى مريم البلوشي التي تحوّل القيم إلى لوحات فنية، مروراً بعبد القادر الريس الذي يربط بين الفن والذاكرة الثقافية، يساهم كل منهم في إثراء المشهد الفني الإماراتي. ترافقهم أسماء لامعة مثل نرجس نورالدين، التي أبحرت في عوالم الخط لتصوغ لوحات تروي مسيرة الإمارات عبر الزمن. في هذه الرحلة، تكمن روح الاتحاد التي تتردد صداها بين الحروف والألوان.

مطر بن لاحج: رائد الخيال الفني وتحويله إلى إبداع بصري 

مطر بن لاحج، رسام ومصور ونحات إماراتي ولد عام 1968، يُبدع في تحويل الخيال إلى أعمال فنية تنبض بالحياة. بدأ شغفه بالرسم منذ طفولته، حيث التقط الفرشاة لأول مرة في سن السادسة، وواصل تطوير مهاراته ليصبح أحد أبرز الأسماء في المشهد الفني الإماراتي. أسس "مرسم مطر"، أول معرض فني في دولة الإمارات، وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية حول العالم، منها إيطاليا والهند والبحرين.

مريم البلوشي: الخطاطة التي تحوّل القيم إلى لوحات فنية

تمزج المهندسة البيئية والخطاطة الإماراتية البارعة مريم البلوشي بين الفن والكلمة في أعمالها المبتكرة، حيث تروي لوحاتها قصصاً نابضة بالقيم والإلهام، وقد عُرضت في معارض عالمية مثل الأمم المتحدة بجنيف ومعرض الشارقة الدولي للخط. 

تعاونت البلوشي مع دار فان كليف لتقديم عمل فني بعنوان "أزهار القيم". كما تبرز مريم ككاتبة مبدعة، لها ستة إصدارات أدبية، آخرها "دعني أخبرك سراً"، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن مهنة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسسة التخصص في دولة الإمارات، كما حصلت على عدة جوائز بارزة.  

عبد القادر الريس: أيقونة الفن الإماراتي والتجريد المعاصر

عبد القادر الريس، أحد أبرز رواد الفن التشكيلي الإماراتي، جمع بين دراسته للشريعة الإسلامية وشغفه بالفن، حيث أقام أول معرض فردي له عام 1974 في مكتبة دبي العامة. ورغم توقفه عن الرسم لفترة، عاد عام 1986 ليطور أسلوباً تجريدياً مميزاً حصد به جوائز عديدة. شارك في معارض دولية بارزة، منها معهد العالم العربي بباريس وبينالي البندقية، وجُمعت أعماله في متاحف عالمية مثل المتحف البريطاني.

عمران البلوشي: إبداع الخط العربي بين التراث والحداثة

يتميز الخطاط الإماراتي عمران البلوشي بإبداعاته في فن الخط العربي. شارك في العديد من الفعاليات الفنية الكبرى، بما في ذلك بينالي دبي للخط وملتقى الشارقة للخط العربي. في أعماله، يدمج البلوشي بين جماليات الخط العربي والتكوينات الفنية المستوحاة من التراث الإسلامي، مع إبراز تفاصيل خطوط مهجورة مثل الكوفي المشرقي وخط التوقيع.

في إحدى مشاركاته المميزة، عرض البلوشي لوحة مستوحاة من آيات من سورة الأنعام، والتي تمثل أحد ابتكاراته في هذا المجال. كما حصل على تكريم في ملتقى الشارقة للخط تقديراً لإسهاماته الفنية ولتميزه في تطوير أساليب مبتكرة تظهر جماليات الحرف العربي

نرجس نورالدين: الخطاطة التي تعيد تشكيل الحروف برؤية معاصرة 

بدأت نرجس نور الدين مسيرتها في عالم الخط العربي عام 2000 بالالتحاق بمعهد الخط العربي في الشارقة، حيث تدربت على يد نخبة من الخطاطين, حصلت على جوائز مرموقة، منها مكافأة خط الجلي الديواني بمسابقة إرسيكا 2004. كما تعاونت مع عدد من العلامات الفاخرة مثل إيرميس وروز رايس وشاركت في معارض محلية ودولية بارزة، مثل ملتقى الشارقة لفن الخط، ومعرض دبي الدولي لفن الخط، والمهرجان الثقافي للخط العربي في الجزائر.