خاص لـ"هي": كيف تحول الفنانة السعودية سارا القحطاني الطبيعة إلى مرآة للفن التجريدي؟

خاص لـ"هي": كيف تحول الفنانة السعودية سارا القحطاني الطبيعة إلى مرآة للفن التجريدي؟

رهف القنيبط
6 يناير 2025

في عالم يتسم بالتنوع والابتكار، تتفرد الفنانة السعودية سارا القحطاني برؤيتها الفريدة التي تجمع بين الفن التجريدي وسحر الطبيعة، حيث تستمد القحطاني إلهامها من جماليات الطبيعة وتفاصيلها الدقيقة، فتجعل من الزهور مرآة للفن التجريدي. لتتحول كل زهرة في أعمال سارا إلى قصة تحمل معاني رمزية عميقة. تخوض "هي" حديث ملهم مع الفنانة نتطرق فيه إلى رحلتها الفنية، رؤيتها، والتحديات التي واجهتها.

سارا القحطاني
تقول القحطاني: "تمثل الزهور اختياراتنا في الحياة، وهو ما أحاول التقاطه في كل عمل فني"

رحلة البدايات: الفن كتراث عائلي ووسيلة للتعبير  

بدأت رحلتها منذ الطفولة بتأثير من والدها الراحل، الذي كان شغوفًا بالفن. تقول سارا لـ"هي": "كنت محاطة بلمسات والدي وأعماله الفنية التي ألهمتني لرؤية الجمال في تفاصيل الحياة والطبيعة. الفن بالنسبة لي وسيلة للتعبير عن المشاعر ومشاركة رسائل هادفة." مع مرور الوقت، وجدت سارا شغفها في الفن التجريدي الذي يمنحها الحرية للتعبير الإبداعي ويفتح الباب للمشاهد لتفسير العمل بطريقته الخاصة.  

الطبيعة كمرآة للإبداع: الزهور ورمزية التفاصيل 

تستوحي سارا أعمالها من الطبيعة، حيث ترى فيها رموزًا للحياة والجمال. توضح أن كل زهرة تحمل قصة ومعنى خاصًا. توضح القحطاني: "عند اختيار الزهور، أبحث عن تلك التي تنقل إحساسًا بالفرح أو الهدوء، أو تحكي قصة تستحق أن تُروى. بالنسبة لي، الزهور تمثل اختياراتنا في الحياة، وهو ما أحاول التقاطه في كل عمل فني."

سارا القحطاني
تعكس اللوحة لحظة فرح تلامس القلب، وكأنها دعوة للرقص بحرية والانفتاح على العالم

قصص من لوحات الزهور من إبداع القحطاني: التعبير عن المشاعر برؤية فنية 

لوحة شقائق النعمان: رسالة الفرح والتجدد  

من وحي زهرة شقائق النعمان، تعكس اللوحة لحظة فرح تلامس القلب، وكأنها دعوة للرقص بحرية والانفتاح على العالم. تحمل الزهرة، المتجذرة في الثقافة العربية، رسالة أمل تتغلب على التحديات تقول : "تعامل مع الحياة مثل الزهرة التي تنمو رغم كل الظروف، وتزهر مرة أخرى دائمًا." 

سارا القحطاني
تعكس البتلات الملتوية رحلة الحياة من النهوض حتى النضج

لوحة ألستروميريا: رمزية الدعم والاحتواء  

تمثل اللوحة مفهوم الترابط والاستقرار، مستلهمة من زهرة ألستروميريا. تعكس البتلات الملتوية رحلة الحياة من بدايتها حتى النضج، وترمز إلى الحب والصداقة العميقة: "رسالة العمل هي الاحتفاء بالعلاقات الإنسانية التي تزدهر بالدعم والاحتواء." 

لوحة ازدهار: انعكاس للنمو والتطور 

من زهرة ليزانثوس، استلهمت سارا لوحة تعكس معنى الازدهار كرحلة تنمو فيها النفس لتصل إلى إمكاناتها الكاملة. تقول: "الازدهار ليس مجرد البقاء على قيد الحياة، بل تحقيق النجاح والشعور بالحيوية والمساهمة في العالم."

سارا القحطاني
الألوان التكميلية تخلق توازنًا بصريًا وتجذب الانتباه

الألوان والإضاءة: رحلة حسية مع اللوحة 

تعتمد سارا على توظيف الظلال والإضاءة لتوجيه المشاهد نحو تفاصيل العمل، حيث تضفي الظلال عمقًا وتخلق الإضاءة تركيزًا على النقاط المهمة. تضيف: "الألوان التكميلية تخلق توازنًا بصريًا وتجذب الانتباه، مما يمنح اللوحة أجواءً حالمة تجعل المشاهد يغوص في عوالمها."

إطلاق علامة فنية فاخرة: الجمع بين الإبداع والتميز 

في عام 2024، أطلقت سارا علامتها التجارية التي تجمع بين الفن التجريدي والمفهوم الفاخر. كل قطعة مستوحاة من لوحاتها وتحمل طابعًا مميزًا تقول القحطاني: "أحرص على أن تكون القطع يدوية الصنع، مما يمنحها تفردًا وروحًا خاصة. لكل قطعة قصة تنبض بالحياة وتضيف قيمة تتجاوز الجانب الجمالي." 

سارا القحطاني
الألوان التكميلية تخلق توازنًا بصريًا وتجذب الانتباه

تحديات النجاح وخطط التوسع 

توضح سارا أن التحدي الأكبر كان تحقيق التوازن بين رؤيتها الفنية ومتطلبات السوق الفاخر. تغلبت على هذا التحدي من خلال دراسة احتياجات السوق مع الحفاظ على أصالة تصاميمها. أما عن المستقبل، فتطمح إلى استكشاف مجالات فنية جديدة وتوسيع نطاق أعمالها لتصل إلى جمهور أوسع.  

تجسد أعمال سارا القحطاني حكايات نابضة بالحياة، تنقل رسائل عميقة من خلال الطبيعة وجمالياتها. في كل لوحة وكل منتج، نجد انعكاسًا لرؤية فنية تمتزج بالإبداع والشغف، لتقدم تجربة فريدة تستحق التأمل والاحتفاء.