مؤسسة بينالي الدرعية تعلن عن المديرَين الفنيين لبينالي الدرعية للفن المعاصر 2026

مؤسسة بينالي الدرعية تعلن عن المديرَين الفنيين لبينالي الدرعية للفن المعاصر 2026

محمد حسين
6 مارس 2025

أعلنت مؤسسة بينالي الدرعية، بقيادة الرئيس التنفيذي آية البكري، عن تعيين مديرَين فنيين للنسخة الثالثة من بينالي الدرعية للفن المعاصر، وهما: نورا رازيان نائبة المديرة ورئيسة المعارض في مؤسسة "فن جميل" في دبي وجدة، وصبيح أحمد القيّم الفني والمنظّر الثقافي والأكاديمي الذي يشغل حالياً منصب مستشار المشاريع بجمعية إشارة للفنون في دبي.

ويمتلك كل من نورا رازيان وصبيح أحمد خبرة واسعة في تنظيم المعارض الفنية الكبرى التي تتناول قضايا الواقع المعاصر، مثل التأثيرات العميقة لأزمة المناخ، واستكشاف الروايات التاريخية المتناقضة من خلال الفن المعاصر، حيث طورت رازيان برامج طموحة في عدد من المؤسسات الثقافية الرائدة، كما أنها تتمتع بفهم عميق للمنظومة الفنية في المنطقة. أما صبيح أحمد، فقد ساهم من خلال ممارسته الفنية البحثية على بناء جسر ثقافي يشمل كامل قارة آسيا، مستفيداً في ذلك من الممارسات التعليمية، والاطلاع على الأرشيفات التاريخية، والتعاون مع العديد من الفنانين.

وأكدت آية البكري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية، أن تعيين نورا رازيان وصبيح أحمد كمديرَين فنيين للنسخة الثالثة من بينالي الدرعية للفن المعاصر جاء بفضل الخبرات المشتركة التي يحملانها في تطوير المعارض الفنية الطموحة، ودورهما في بناء حوار ثقافي عابر للحدود بين شرق آسيا وغربها، إلى جانب فهمهما العميق للمشهد الفني الإقليمي والدولي، حيث سيكون لهما دور محوري ضمن مساعينا لترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز عالمي للفن المعاصر.

فيما أعرب كل من نورا رازيان وصبيح أحمد، المديران الفنيان لبينالي الدرعية للفن المعاصر 2026 عن اعتزازهما بالعمل على النسخة الثالثة من البينالي، والمساهمة في ترسيخ عطائه كمنصة عالمية للفن المعاصر، وأضافا بالقول: "رؤيتنا لهذه النسخة تتمثل في استقطاب أعمال فنية تعكس الإبداع الذي ينشأ من واقع التحديات والصمود في مواجهة حالات الضعف، ونسعى من خلالها إلى تشكيل عوالم جديدة نابضة بالحياة. كما يلقي البينالي نظرة فاحصة على الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، يسعى من خلالها لاستكشاف كيفية انتقال المعارف والقيم والتقاليد وتحولها عبر الزمن، حيث سيوفر البينالي مساحة حية لاستعراض مداخلات فنية متنوعة، وأرشيفات تاريخية غنية، ونماذج تفاعلية تفتح المجال لتخيل وصياغة مستقبل جديد".

وستقام النسخة الثالثة من بينالي الدرعية للفن المعاصر، الذي يعد المنصة الأهم للفن المعاصر في المملكة العربية السعودية، خلال الفترة من يناير إلى أبريل 2026 في حي جاكس، وهو منطقة صناعية سابقة تم تحويلها إلى حي إبداعي وسط منطقة الدرعية التاريخية بالقرب من العاصمة الرياض، والتي تحتضن كذلك حي الطُرَيف المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

وشهد حي جاكس عملية إعادة تصميم وبناء شاملة عام 2020، ليصبح اليوم القلب النابض للمشهد الثقافي المعاصر في وسط الدرعية الغنية بتاريخها العريق، إذ يعد حي جاكس اليوم مركزاً ثقافياً، حيث توفر مستودعاته مساحات واسعة لاستضافة استوديوهات الفنانين ومختلف الشركات الإبداعية والمعارض والمتاحف والمؤسسات الثقافية، لتتيح بذلك الفرصة لإقامة مختلف المبادرات الإبداعية، وإنتاج الأعمال الفنية، واستضافة أكبر الفعاليات الثقافية بما يساهم في نمو هذا القطاع وازدهاره.

ويقدم بينالي الدرعية للفن المعاصر أعمالاً لفنانين من المملكة العربية السعودية ومختلف أنحاء العالم، مستكشفاً دور الفن المعاصر في المملكة في وقت تشهد فيه تحولات اجتماعية واقتصادية متسارعة. وتأتي النسخة الثالثة امتداداً للنسختين السابقتين ("تتبّع الحجارة"، بقيادة القيّم الفني فيليب تيناري عام 2022، و"ما بعد الغيث" بقيادة القيّمة الفنية أوتي ميتا باور عام 2024). استقطبت هاتان النسختان معاً أكثر من 340,000 زائر، وستواصل النسخة الثالثة تعزيز الحوار الإبداعي بين الفنانين المحليين والدوليين، إلى جانب القيّمين الفنيين وعشاق الفن.

 حول المديرَين الفنيين:

نورا رازيان

تشغل نورا رازيان منصب نائبة المديرة ورئيسة المعارض في مؤسسة "فن جميل" في دبي وجدة، حيث تشرف على تنظيم المعارض في مركز جميل للفنون في دبي، وحي جميل في جدة، وتقود فريقاً يضم 20 قيّماً فنياً ومنتجاً ومصمماً، بهدف تقديم برنامج طموح يشمل تكليف الفنانين بأعمال فنية جديدة، و12 معرضاً سنوياً، وإنشاء أعمال فنية ضخمة في المواقع العامة، وإقامة البرامج الثقافية، وإنتاج الإصدارات والمطبوعات.

شغلت رازيان سابقاً منصب إدارة الفعاليات والمعارض في متحف سرسق في بيروت (2015–2017)، حيث أعدت وأدارت برنامج افتتاح المتحف، وتولت كذلك تنظيم البرامج الثقافية بمتحف تيت في لندن (2009–2015)، حيث كانت قيّمة فنية وأشرفت على تكليف الفنانين بأعمال جديدة في مختلف الاختصاصات الفنية.

كما قدمت رازيان معارض فنية هامة في مركز جميل للفنون(دبي)، منها: "محيط في قطرة" (2022)، وهو مشروع يغوص في التاريخ ليستكشف العلاقة بين الإنسان والماء عبر العصور؛ ومعرض الراحلة باسيتا آباد "خُيّل إليّ أن الشوارع ممهدة بالذهب" (2021)، وهو أول معرض منفرد في الخليج العربي للفنانة الراحلة وأول معرض لفنان من الفلبين في الإمارات؛ ومعرض هيوا ك: "هل تتذكرون ما تحرقون؟" (2020) كما كان أول معرض منفرد للفنان العراقي في المنطقة؛ ومعرض للفنان مايكل راكوفيتز (2020) وأول عرض منفرد لأعمال الفنان العراقي الأمريكي؛ ومعرض "ذاكرة المبتور" (2019)، وهو معرض جماعي يطرح تساؤلات حول التاريخ الطويل والمعقد لعلم الآثار والمتاحف في غرب آسيا.

وفي عام 2023م، قادت رازيان تكليف فنانَين بعملَين فنيين دائمَين في حديقة جداف ووترفرونت للفنون في دبي، وهما "حلمتُ بمدينةٍ هي وطنٌ للجميع"، وهي ملعب فني من تصميم الثنائي البحريني نور علوان وعبدالله بوحجي، و"ترابط: نسجٌ للحياة"، وهو جناح تجريبي من تصميم أديب دادا.

كما قامت بتنظيم معارض أخرى، أبرزها معرض "سوف أعود، وسأكون بالملايين" (2019)، ضمن فعالية (أشغال داخلية 8) في بيروت، ومعرض "دعونا نتحدث عن الطقس: الفن وعلم البيئة في زمن الأزمة"، (2016–2018)، ويتناول أزمة المناخ من منظور محلي وإقليمي في متحف سرسق في بيروت، ومتحف غوانغدونغ تايمز في غوانجو، وعملت مستشارة فنية للقيّمة سيسيليا أليماني في النسخة الـ59 من بينالي البندقية (2020–2022).

وأصدرت رازيان كتاب "في ظل المعالم" (2023)، الذي يبحث في سياسات التراث الثقافي والمتاحف اليوم؛ وكتاب "باسيتا آباد: خُيّل إليّ أن الشوارع ممهدة بالذهب" (2021) الذي يوثق معرض الفنانة الراحلة في مركز جميل للفنون؛ وشاركت في كتابة سلسلة "عناصر لعالم جديد" (2016) في متحف سرسق، والتي تضم نصوصاً ومحتوى بصرياً حول أزمة المناخ الراهنة.

وشاركت أيضاً في كتابة دليل "المواطن المستقبلي" (2015) في متحف تيت في لندن، الذي يستعرض المفاهيم المتغيرة للمواطنة من خلال مساهمات فنانين وقيّمين فنيين.

 صبيح أحمد

صبيح أحمد هو قيّم فني ومنظّر ثقافي وأكاديمي مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتركز أعماله على الفن الحديث والمعاصر من جميع أنحاء العالم، وفي مختلف التخصصات.

يشغل أحمد منصب مستشار المشاريع في جمعية إشارة للفنون في دبي، وشغل سابقاً منصب مدير الجمعية بين عامي 2020 و2025، حيث قاد توجهاتها الاستراتيجية وتوسيع نطاق أعمالها، وكان قيّماً فنياً لمعارض فردية وجماعية، وأطلق مشاريع يقودها فنانون، وأسس شراكات دولية وإقليمية مع مؤسسات مثل: مؤسسة الشارقة للفنون، فن جميل، فن دبي، كولومبوسكوب، مؤسسة هان نيفكينز، ومعرض الهند للفنون.

ومن المعارض الأخيرة التي أشرف عليها "شيلبا غوبتا: مسارات التحرر" (2025) في جمعية إشارة للفنون؛ و"تدوينات عن الزمن" (2023) وهو معرض مشترك بالتعاون مع ساندهيني بودار؛ و"نافجوت ألطاف: نمط" (2022) في جمعية إشارة للفنون.

كما شارك في مجموعة من المشاريع الكبرى، ومنها: عضوية اللجنة التنظيمية لمشروع "خمسة ملايين حادث" الذي أطلقه راكز ميديا كولكتيف ونُظِّم بالتعاون مع معهد جوته في دلهي وكولكاتا (2019)؛ وتعاون مع الفنانة تاوس ماخاتشيفا في معرض وندوة "ذا سوبرهيرو سايتينج سوسايتي"؛ والذي نظمته مؤسسة كاديست للفنون ومركز بومبيدو (2019)، وشغل منصب العضو القيّم في بينالي شنغهاي الحادي عشر بعنوان "لم لا تسأل مجدداً؟"، تحت إشراف مجموعة رقص ميديا (2016).

وشارك أيضاً في تأليف كتاب "حركة المرور الكثيفة" (قاعة كونستهالي للفنون في بيرن ودار موس للنشر، 2023) بالتعاون مع لانتين شيه؛ وشارك في تحرير العدد الثلاثين من مجلة تيك أون آرت تحت عنوان "جنوب آسيا" (2024)؛ ونشر مقالات وحوارات في عدة إصدارات مرموقة مثل: "المادة تؤثر في المادة" (دار موس للنشر، 2025)؛ "خطابات الفعل" (دار توليكا للنشر 2025)؛ "فيكرام ديفيتشا: الدوائر القصيرة" (فن جميل ودار بريس ووركس للنشر، 2025)؛ و"غير مؤطر: اكتشاف ممارسات الصورة في جنوب آسيا" (دار هاربر كولينز للنشر، 2022)؛ كما قدم مساهمات فكرية لمؤسسات ومجلات مثل: متحف ويتوورث، آرت كابينت، أوكيولا، أونكيوريتينغ، ، ذي آرت نيوزبيبر، وساراي ريدر.

وقبل انضمامه لجمعية إشارة للفنون، عمل صبيح كباحث ومدير مشاريع أول في منظمة "أرشيف فنون آسيا" غير الربحية بين عامي 2009 و2019، حيث ساهم في تأسيس مكتبها في نيودلهي، وقاد جهوداً بحثية ومشروع رقمنة أرشيف شخصيات بارزة مثل: جيتا كابور، فيفان سوندارام، أرشيف بارودا، ونظم ورش عمل ومؤتمرات وندوات تتناول الأرشيفات والمصادر المتاحة للجمهور.

وعمل صبيح أحمد أيضاً كعضو هيئة تدريس زائر في جامعة أمبيدكار في دلهي بين عامي 2014 و2019، وألقى محاضرات في جامعات عدة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.

ومنذ العام 2020، شارك كمتحدث ومرشد ومحاضر زائر في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، الجامعة الأمريكية في بيروت، جامعة نيويورك أبوظبي، متحف الفن الحديث (MoMA C-MAP)، متحف المتروبوليتان للفنون، والمؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي، كما أنه عضو في المجلس الاستشاري لمؤسسة شير-جيل سوندارام للفنون في دلهي، وعضو هيئة التحرير في مركز تسيليني للثقافة المعاصرة في ألماتي.