
خاص لـ"هي": في معرض "The Jewel System" بهونغ كونغ الفنانة سارة شكيل تنسج الكون بالكريستال
للمرة الأولى في هونغ كونغ، تكشف الفنانة العالمية سارة شكيل عن رؤيتها الفريدة للكون من خلال معرض "The Jewel System"، الذي يُقام ضمن فعاليات ArtisTree Selects كجزء من شهر الفنون، من 22 مارس إلى 27 أبريل 2025.
في هذه التجربة الغامرة، تعيد شكيل تصور الكون كنسيج متلألئ من الكريستال، حيث تندمج الحرفية التقليدية مع الابتكار المعاصر، لتخلق عالمًا سحريًا يمزج بين الضوء، المادة، والتاريخ.

تقول سارة لـ"هي": "هذا المشروع هو تتويج لرحلتي الفنية، حيث انتقلت من العالم الرقمي إلى الواقع المادي، مستكشفة العلاقة بين الضوء والملمس والعواطف. أردت أن أخلق تجربة تأخذ الجمهور خارج حدود الإدراك العادي، ليشعروا كما لو أنهم يلامسون النجوم بأناملهم."
من العالم الرقمي إلى الإبداع الملموس
عرفت سارة شكيل بكونها رائدة في تحويل الفن الرقمي إلى صور غنية بالكريستال، لكنها في هذا المشروع تذهب أبعد من ذلك، حيث تحول رؤاها الافتراضية إلى أعمال فنية ملموسة. تجمع هذه الكواكب المطرزة بين تقنيات التطريز اليدوي الفاخر، الذي يعود تاريخه إلى قرون، واستخدام أكثر من 3.9 مليون قطعة من الكريستال العتيق، الذي تم إعادة تدويره وإحياؤه ضمن رؤية جديدة.
توضح سارة قائلة: "لطالما كنت مفتونة بالكريستالات، ليس فقط لجمالها، بل لما تحمله من طاقة وذكريات. عندما وجدت هذه الكريستالات العتيقة التي تعود إلى 30 عامًا، شعرت وكأنها تحمل قصصًا غير محكية، تنتظر أن يتم روايتها من جديد. لذلك، قررت أن أحييها من خلال كواكب تمثل الزمن، الحركة، والأبدية."
التحديات: هندسة الفن بمهارة استثنائية
لم يكن تنفيذ هذا العمل سهلاً، فقد تعاونت شكيل مع 80 حرفيًا في باكستان لتنفيذ هذا المشروع الضخم، حيث استخدموا أساليب التطريز التقليدية لإنشاء طبقات دقيقة من التفاصيل المتشابكة مع البلورات. كان التحدي الأكبر هو تحقيق توازن دقيق بين وزن الكريستال وهشاشة التطريز، مع الحفاظ على الهياكل الكوكبية مستقرة وجذابة بصريًا.

تقول سارة: "لم يكن هناك نموذج سابق يمكننا اتباعه، فكنا نخوض تجربة جديدة تمامًا. لحظات الشك كانت كثيرة، لكنني تعلمت أن الفن العظيم يولد من تلك التحديات التي تتطلب الصبر والإبداع والإصرار."
ألوان الكواكب: حكايات ضوئية من الفضاء
على عكس أعمالها السابقة التي اعتمدت على الكريستال الشفاف، قررت شكيل في هذا المعرض أن تفتح المجال للألوان، لتجعل كل كوكب ينبض بروحه الخاصة. فاللون في هذا العمل ليس مجرد عنصر جمالي، بل هو وسيلة لسرد القصص الكونية.
تقول سارة: "أردت أن أعكس التنوع المذهل في الكون، كل كوكب يعكس طاقة مختلفة؛ عطارد يلمع بالفضي، المريخ يتوهج بالأحمر والذهبي، والزهرة تتألق بلمسات وردية حالمة. كل كريستالة في هذا العمل ليست مجرد زينة، بل جزء من لغة بصرية تحاكي أساطير الكون."
التطريز اليدوي: عندما يصبح النسيج خريطة للنجوم
تعتبر شكيل أن التطريز اليدوي ليس مجرد حرفة، بل هو فن يحمل بين غرزاته إرث الأجيال. في "The Jewel System"، تأخذ هذه التقنية العريقة خارج حدود الأزياء الفاخرة، وتضعها في فضاء جديد كليًا، حيث تصبح الغرز مثل النجوم المنسوجة في نسيج الوجود.

تقول شكيل: "أنا مفتونة بفكرة أن كل غرزة تحمل قصة، وأن كل كوكب في هذا العمل يمثل مجرة من الخيوط والبلورات التي تحكي عن الماضي والمستقبل في آن واحد."
تجربة تبعث على التأمل والدهشة
ما يميز هذا المعرض ليس فقط جماله البصري، بل الرسالة العميقة التي يحملها. فبينما يقف الزوار أمام هذه الكواكب الكريستالية، سيشعرون بأنهم جزء من هذا الكون الواسع، وأنهم ليسوا مجرد مراقبين، بل كائنات تنتمي إلى هذا الامتداد اللانهائي من النجوم والطاقة.
تختتم سارة حديثها قائلة: "أريد للناس أن ينظروا إلى هذه الكواكب ويشعروا أنهم ليسوا مجرد مشاهدين للكون، بل هم جزء منه. نحن مصنوعون من نفس المادة التي تتكون منها النجوم، وهذا العمل هو دعوة للتأمل في هذا الارتباط العميق بيننا وبين الكون."
بـ"The Jewel System"، تأخذنا سارة شكيل إلى عالم حيث يلتقي الفن بالعلم، والضوء بالنسيج، والتاريخ بالمستقبل، مقدمة تجربة لا تُنسى تمزج بين الخيال والإبداع والحرفية الراقية. هذا العمل ليس مجرد معرض، بل رحلة حسية تأسر الأبصار وتحفّز العقول، في لقاء استثنائي بين الفن والكون.