
3 طالبات إماراتيات تشرفن على "اراضٍ مشتركة" في آرت دبي وتكشفن التفاصيل لـ"هي": لكل إنسان قصة تستحق أن تروى
في إطار فعاليات مجموعة دبي ضمن آرت دبي 2025، قدم معرض "أراضٍ مشتركة" تجربة بصرية ملهمة تحت إشراف القيمات الفنيات شمسة القبيسي، مريم الزعابي، وسارة السليماني، الطالبات والخريجات من جامعة زايد، وبإشراف كل من ندى شبوط وماغالي أريولا. مشروع يسلط الضوء على القدرة الفريدة للفن على تجاوز الحدود، وخلق أرضية تجمع بين الحكايات الفردية والتجارب الجماعية.
الفن كجسر بين العوالم
من خلال مجموعة مختارة من الأعمال المستلهمة من قصص وتجارب متعددة، أتاح معرض "أراضٍ مشتركة" للزوار التأمل في الروابط الخفية التي تجمع البشر رغم اختلاف خلفياتهم. تقول الخريجة سارة السليماني في حديث خاص لـ"هي": "أردنا أن ننقل فكرة أن لكل إنسان قصة تستحق أن تُروى، وأن الفن هو اللغة التي تتيح لهذه القصص أن تتلاقى دون الحاجة إلى كلمات." وتضيف أن التجربة ساعدتها على اكتساب مهارات تتجاوز الجوانب الأكاديمية، قائلة: "تعلمت أن تنظيم المعارض لا يقتصر فقط على اختيار الأعمال، بل هو أيضًا إدارة لحوار غير مرئي بين العمل والجمهور."
تحديات الصياغة البصرية
رحلة بناء المعرض بدأت بتحديد فكرة محورية جامعة، ثم انتقلت إلى اختيار الأعمال من أرشيف مقتنيات دبي بما يعكس التنوع الثقافي والإنساني. وعن أبرز التحديات التي واجهتهن، وفي هذا الإطار توضح الطالبة مريم الزعابي لـ"هي": "كان التحدي الأكبر يتمثل في أن نكون مخلصات لفكرة الأرض المشتركة، مع احترام خصوصية كل عمل فني، لذلك أمضينا وقتاً طويلاً في نقاشات حول كيفية تقديم الأعمال في تسلسل منطقي ومؤثر."
وتتابع: "في بعض اللحظات، كنا نعود إلى نقطة الصفر لإعادة التفكير في المسار البصري بالكامل إذا شعرنا أنه لا يخدم فكرة المعرض كما يجب."
العمل الجماعي... وتعلّم الإصغاء
من الجوانب المميزة في المشروع كانت العلاقة المهنية المتينة التي جمعت القيمات الثلاث، إذ كان لتاريخ الصداقة بينهن أثر إيجابي على إدارة النقاشات وتخطي اختلافات الرأي. تقول شمسة القبيسي في هذا المجال في حديث خاص لـ"هي": "من الطبيعي أن تتعدد وجهات النظر حين نتحدث عن الفن، لكن علاقتنا كفريق علمتنا كيف نصغي بصدق لبعضنا البعض ونضع مصلحة المشروع فوق الاعتبارات الفردية."
وأشارت إلى أن العمل ضمن فريق علمها درساً مهماً: "في تنظيم المعارض، لا يكفي أن تكون لديك رؤية؛ الأهم أن تتمكن من ترجمتها بشكل جماعي ومتناسق."
تصميم التجربة الحسية للزائر
لم تغفل القيمات عن أهمية التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق في تجربة الزائر. من توزيع الإضاءة، إلى النصوص التعريفية بكل عمل، مرورًا بطريقة الانتقال بين الأقسام، صُمم المعرض ليخلق انسيابية بصرية وعاطفية. تؤكد سارة السليماني: "كنا نضع أنفسنا مكان الزائر، نسأل: كيف سنشعر إذا مررنا من هذا العمل إلى ذاك؟ هل السرد البصري واضح؟ هل النصوص تزيد من فهم العمل أم تشتته؟"
كما عملن على كسر الحواجز التقليدية بين العمل الفني والجمهور، مع حرص خاص على احتضان الزوار من خلفيات غير فنية. تقول مريم الزعابي: "كنا حريصات على أن يشعر كل زائر بأن هذه الأرض المشتركة تحتفي به أيضاً، مهما كانت معرفته السابقة بالفن."
خطوة نحو المستقبل
معرض "أراضٍ مشتركة" لا يمثل فقط تتويجًا لرحلة أكاديمية ومهنية للقيمات، بل يشكل خطوة مهمة في مشهد فني إماراتي متجدد. ترى شمسة القبيسي أن هذه التجربة فتحت أمامهن آفاقًا جديدة: "هي ليست النهاية، بل بداية رحلة طويلة في عالم الفنون، نأمل أن نساهم من خلالها في تطوير المشهد الثقافي في الإمارات والمنطقة."
وتختم القيمات الثلاث بنصيحة موجهة لكل من يحلم بدخول عالم تنسيق المعارض الفنية: "ابدأوا مبكرًا، لا تخافوا من التجربة والخطأ، وثقوا أن كل قصة تروونها عبر الفن، قادرة على لمس القلوب."