التكنولوجيا في المطبخ.. لسنا بعيدين عن أجهزة تقوم بالطهي عنا
كان آباؤنا وأجدادنا يمضون ساعات طويلة ومضنية في إعداد الطعام، وتحضير مستلزمات الطهي سواء كانت يدوية أو تعمل على الغاز وغيرها، ليأخذ تحضير طبق واحد من الطعام نصف اليوم بدون مبالغة.
لكن يبدو أن الجيل الحالي والجيل المستقبلي، سينعم بالكثير من الراحة والرخاء في ظل دخول التكنولوجيا للمطبخ، بعدما باتت تشمل مختلف نواحي حياتنا اليومية سواء العملية أو المنزلية. وكل ذلك بموازاة تغير دور المطابخ في البيوت وعدم اقتصارها على إعداد الطعام فحسب، بل أصبحت مكانًا لتناول الطعام والتواصل الإجتماعي والعمل والترفيه وغيرها. وأصبحت التكنولوجيا تواكب هذه المتغيرات من خلال تقديم حلول سريعة وغير مسبوقة في تحضير كافة أصناف الطعام، سواء في المأكولات أو المشروبات وغيرها.
حتى أن التكنولوجيا باتت ظاهرة وبقوة في العديد من أجهزة التنظيف التي تكون موجودةً عادة في المطبخ مثل غسالات الملابس وغسالات الأطباق وغيرها من الأدوات التي لا غنى عنها في حياة أي امرئ.
وبما أن السرعة التي نشهدها حالياً في كافة مرافق الحياة، تستوجب سرعة مماثلة في مجال تكنولوجيا المطابخ، فقد لا نستطيع معرفة الشكل الذي ستصبح عليه مطابخنا في المستقبل. لكن لا ضير من استعراض بعض الأدوات التي باتت تعمل بشكل تكنولوجي جزئي أو كلي في المطبخ، لنتيح لك معرفة كافة الخيارات المتوفرة حاليًا والإستفادة منها.
تكنولوجيا أدوات المطبخ والإستدامة
في لقاء مع موقع Freshome، قال إستنانو مارزانو الرئيس التنفيذي لإحد شركات التصميم العالمية والرائدة في مجال الأجهزة المنزلية والإلكترونية، أن التكنولوجيا المشهودة في مطابخ اليوم تهتم بشكل متزايد بالإستدامة، وهي الأشياء القابلة للتجديد طبيعيًا. وتعتمد التصاميم المستدامة على إنشاء منتجات لها تأثير سلبي أقل لجهة استهلاك الطاقة، كما أنها صديقة للبيئة ويمكن إعادة تدويرها بسهولة.
مشيرًا إلى أن مستقبل تصاميم الإستدامة وصل الآن إلىالقمة، كونه ساعد مستهلكي المنتجات على إجراء تغييرات أفضل وأسهل على المنتجات في مطابخهم.
وفضلًا عن الإستدامة، فإن التطور والإبتكار في مجال الأدوات المنزلية والمطبخية له دوافع عدة، منها تغير أنماط الحياة للأفراد الذين يعيشون حاليًا في مساحات أقل وفي المدن. كما أن العديد من العائلات تجوب أنحاء العالم لاستهلام أفكار جديدة تطبَقها في مطابخها المحلية. ليصبح التركيز منصَبًا في الأونة الأخيرة في البحث عن أجهزة منزلية عملية وسهلة الإستخدما بحسب مارزانو.
وبما أن الإستدامة وفعالية الأجهزة التي تُسهَل الحياة باتت تترأس أولويات الجيل الحالي والقادم، فإن الإبتكارات التي سنراها في السنوات المقبلة ستكون في ذات الإطار.
فما هي هذه الإبتكارات؟
وفقًا لمارزانو، فإن المستقبل سوف يلحظ ابتكارًا للمزيد من الأجهزة والأدوات التي تعمل على الطاقة والمياه، لتقليل تلوث الهواء. إضافة للمواد التي يمكن إعادة تدويرها، الأجهزة الصامتة بالتأكيد والصديقة للبيئة.
ارتباط المنزل بالمنتجات الإلكترونية
من المؤكد أنك بت تعلمين عزيزتي القارئة، أنه بوسعك الآن تشغيل الغسالة أو غلاية المياه عن بعد وأنت خارج المنزل أو في سيارتك؟ هذا ما يُسمى ربط المنزل بالمنتجات الإلكترونية، الذي تعدى مجرد وضع جهاز إنذار في المنزل، ووصل حد ربط الأدوات الكهربائية المختلفة في المنزل بالهاتف المحمول.
إلا أن هذا التطور لا يجب أن يلغي خاصية إنسانية اختبرناها لعقود وما زلنا نفعل حتى اليوم: بقاء ارتباطنا الإجتماعي الحسي بأفراد أسرتنا وأصدقائنا، بحيث لا نفقد تواصلنا المباشر معهم في خضم ارتباطنا بالأجهزة الإلكترونية في المنزل.
تأثير تكنولوجيا الشبكات الذكية على الأجهزة المنزلية
استعرضه مارزانو في مقابلته مع موقع Freshome بالقول أن ارتباط التكنولوجيا بالأجهزة المنزلية لا يُخفَف العبء فقط على الطهاة وربات المنزل، بل يسهم في تقليل الأثر البيئي للتيار الكهربائي لاعتمادها على الطاقة، وبالتالي توفير التيار الكهربائي في أوقات الذروة. كما أن ربط التكنولوجيات بالأدوات المنزلية يُقلَل من الإعتماد على الطاقة الإحتياطية لمحطات توليد الكهرباء والسولار والكربون، ما يساعد على تقليل إنبعاثات الكربون وتحسين فعالية الطاقة .
أما بالنسبة للمستهلك، فهي تتيح فرص الرقابة المحلية للإتصالات عن بعد، فضلاً عن تقليل وقت التحضير والطهي، وإمكانية البدء بعملية الإعداد حتى أثناء التواجد خارج المنزل.
أجهزة منزلية متطورة بمواكبة التكنولوجيا
بعدما استعرضنا لمزايا دخول التكنولوجيا للمطبخ والأدوات المنزلية المختلفة، ما رأيك لو نتعرف على بعض الإبتكارات في هذا المجال؟
تحدث مارزانو مثلاً عن فرن تم تصميمه بشكل متطور وحديث، يحتوي على نصائح الإستخدام؛ وبمجرد الضغط على أحد الأزرار، يتم تحديد كمية الدقيق التي نحتاج لاستخدامها والوقت اللازم لطهي الطعام ودرجة الحرارة المناسبة، وأيضًا طريقة الطهي الواجب استخدامها للحصول على نتيجة ناجحة.
من جهته، نشر موقع BBC صور أدوات مطبخ عصرية وحديثة تمتلك قدرًا عاليًا من التكنولوجيا. ومنها التالي:
- ثلاجات ذكية يتوافر فيها اتصال لاسلكي WIFI.
- شاشة قريبة الشبه من شاشات أجهزة الكمبيوتر اللحوية.
- تقنية المسح الضوئي للباركود، يساعد في تسجيل كافة البيانات عن المواد الغذائية المتوفرة داخل الثلاجة وتواريخ استخدامها، مع اقتراحات لوصفات طعام بناءً على المخزون المتوفر من الأطعمة وإرسالها إلى الهاتف الذكي.
المطبخ الذكي.. حقيقةٌ أم خيال؟
هل ستكون مطابخنا مستقبلًا ذكية كما هي الحال مع معظم أجهزتنا الكهربائية الأخرى في المنزل؟ من المحتمل ذلك، فثملما لا يعد بالإمكان شراء تلفزيون غير ذكي أو إيجاد أشخاص لا يحملون هواتف ذكية في جيوبهم، فإن جميع أدوات المطبخ قد تصبح "ذكية" يومًا ما.
والحقيقة أن التحول للمطابخ الذكية ليس أمرًا سيئأص على الإطلاق، بل سوف يخدم الكثير من الأشخاص الذين ليس لديهم الوقت أو القدرة على الوصول للمنتجات الغذائية وتحضيرها.
تخيلي معنا مثلًا امرأة عجوز تسكن وحدها ولم تعد قادرة على القيادة والخروج للتبضع؛ سيكون مفيدًا جدًا لها أن تقتني "ثلاجة ذكية" تقوم بطلب الأغراض عنها. أو فرنًا يساعد شخصًا ضعيف البصر، على معرفة قتامة قطعة من الخبز المحمص.
كل شيء سيكون ذكيًا ومتصلًا، ليس لأننا نريد ذلك فقط، بل لأن التكنولوجيا والأجهزة الذكية ستجعل حياتنا أحسن وستكون أفضل للنظام البيئي الكامل لأجهزتنا في المنزل.
ختامًا، لحقت تطورات عديدة بطرق الطهو وأدوات المطابخ، وساعد كثير منها في توفير الوقت والجهد وتسهيل مهمة إعداد الطعام خصوصاً للسيدات وهواة الطبخ. وقد أصبح بعض هذه التقنيات متوافراً بالفعل، وذلك ضمن الاهتمام بمنتجات المنازل الذكية.