الشيف سارة عقيل ل"هي": أتبَع خطوات أمي في كرم الضيافة.. وتعلمتُ الطهي في عمر مبكر
يُقال عن المرأة أنها نصف المجتمع؛ فهي الأم التي تُربي أولادها، والطباخة التي تُعدَ لهم الطعام، والمعلمة التي تقوم بتدريسهم. حتى أنها تتحول إلى ممرضة أو طبيبة للعناية بصحة أطفالها عند المرض أو الحوادث. وقد أثبتت في كل هذه المجالات، قدرةً كبيرة على التحمل والصبر والنجاح والإبداع.
حتى خلال عملها خارج المنزل وهي تقوم بهذه الواجبات داخله، نجحت المرأة في ولوج عالم الأعمال والنجاح فيه كذلك الأمر. وبعدما كانت العديد من الوظائف حكرًا فقط على الرجال، بات للمرأة موطئ قدم مهم وراسخ في هذه الوظائف.
كلنا يعلم أن المطبخ مملكة المرأة؛ لكن أشهر الطهاة وأكثرهم تواجدًا في المطاعم والمقاهي والفنادق هم من الرجال. لا نفهم السبب الرئيسي وراء استملاك الرجل لهذه الوظيفة حصرًا لسنوات طويلة؛ لكن الواقع الحالي تغيَر، وباتت المرأة حاضرةً بشكل قوي وفعال في عالم الطهي، حتى أنها باتت تحصد الجوائز والنجوم وتفتتح المطاعم أو تعمل في أشهرها.
مقابلتنا اليوم مميزةٌ بكل المقاييس، فهي مع شابةٌ في مقتبل العمر نجحت في ترك بصمتها الخاصة في مجال الطهي من خلال العمل في العديد من المطاعم المميزة وبعضها حاصلٌ على نجمة ميشلان. كما شاركت في أول مطعم نسائي في دبي، وهي تجربةٌ مميزة تحدثنا عنها سارة عقيل، فلنتعرف عليها أكثر.
ماذا تخبرينا عن سارة عقيل، نشأتها ودراستها
نشأت في الأردن لعائلة من أصولٍ فلسطينية، وأنا الرابعة بين خمس أخوات. تمحور اهتمام والدي في توفير فرص التعليم والتوظيف لنا، ومساعدتنا على استكشاف أفضل الطرق للاستفادة من إمكاناتنا ومهاراتنا في مجال عملنا. ساهم نجاح أخواتي وتميَزهن، في تشجيعي منذ الطفولة على استثمار قدراتي والسير على نهجهنَ. ورغم اختلاف طموحاتنا وتوجهاتنا في الحياة، إلّا أننا تشاركنا شغفًا وحبًا كبيرًا للطعام، حيث اعتدنا إضفاء لمساتنا الشخصية على تحضير الطعام وتقديمه، مما ترك أثرًا واضحًا على شخصيتي. وحظي خياري بدراسة فنون الطهي في سن 18 سنة والالتحاق بالأكاديمية الملكية لفنون الطهي بجامعة لي روش في سويسرا، بدعم كبير من عائلتي.
كيف وأين بدأت رحلتك في مجال الطهي
لا أتفقُ مع الاعتقاد السائد بأن الرحلة في مجال الطهي، تبدأ لحظة الالتحاق بالكليات المتخصصة. في رحلتي الشخصية، بدأتُ عندما طهوتُ لأول مرة في مطبخ احترافي مع فريق من خبراء الطهي، وضمن نادي هونج كونج جوكي بمطعم ديربي الفاخر الذي يقدم خدماته للمجتمع الراقي في هونج كونج، مما عزَز شعوري بالمسؤولية ورغبتي في التعلم وإتقان عملي.
ماذا أضافت لك الدراسة في عدد من مدارس الطهي العالمية؟
أتاحت لي استكشاف التنوع وأصناف الطعام والانفتاح على مختلف الثقافات والتعرف على أشخاص جدد، فضلًا عن فرص التطور والتميز. وتعلمتُ الكثير حول أهم مزايا عمل الطهاة والمتمثلة في تقديم أقصى جهد لتلبية تطلعات جميع الضيوف.
كيف تصفين تجربتك بالعمل في أول مطعم نسائي في دبي، وكيف انعكست هذه التجربة على رحلتك في مجال الطهي؟
قدمتُ عددًا من الأطباق المحلية بلمسات خاصة. ورغم أن بعض الوصفات لا تُعبَر عن شغفي، حرصتُ على تحضير الأطباق التي تعكس أجواء المدن الفلسطينية وطبيعة الحياة فيها، فضلًا عن مجموعة من الأطباق والوجبات الخفيفة المميزة.
هل ترين أن توارث الأطباق من جيل لآخر هو انعكاسٌ عاطفي فقط، أم قيمةٌ كبيرة لهذه الأطباق التراثية؟
أعتقد أن لهذا جانبٌ علمي مُثبت. فنحن نميل في معظم الأحيان إلى ما نجده مألوفًا، حيث نشعر بحنينٍ هائل للنكهات والمناظر الطبيعية والروائح والوجوه والتقاليد التي اختبرناها في الماضي.
ما هي استراتيجيتك في جعل زوار المطعم يشعرون كأنهم يتناولون الطعام في المنزل؟
أسعى لاتباع خطوات أمي في إظهار كرم الضيافة وتوفير سُبل الراحة للضيوف وإيلائهم أقصى اهتمام وبناء روابط شخصية معهم ضمن أجواء عائلية.
التنقل بين عدة مطاعم عالمية وبعضها يحمل نجمة ميشلان، والعمل مع عباقرة الطهي، ما الذي أضاف إلى سارة عقيل؟
تعلمتُ الكثير من ذلك. وأنا ممتنةٌ لكل من زوَدني بأي معلومة أو مهارة مهما كانت بسيطة، الأمر الذي أتاح لي استكشاف عالم الطعام وإرثه الغني من منظور دائم التجدد.
ماذا تحمل سارة عقيل في جعبتها من طموحات في الطهي خلال السنوات القادمة؟
أسعى إلى صنع النجاح بنفسي في عالم الطهي وتقديم الأفكار المبتكرة لتحقيق أهدافي.
ما هي الأطباق المُحبَبة لقلبك والتي تحرصين على تحضيرها وتقديمها دومًا؟
مختلف أطباق الفيتا المطهوة، أو بودنج الأرز الخاص بجدتي، والبيتزا المخمّرة لمدة 72 ساعة وجميع أطباق البوبليت.
ما هي نصائحك لجيل الشابات الطامح لولوج عالم الطهي من خلال موقع "هي"؟
أنصحهنَ بعدم هدر الوقت وبذل الجهد لتحقيق التميَز.
