
معرض "عَوْد وتلاق": من نيوم إلى أسبوع فن الرياض 2025.. حين يهمس الفن بتحولات الأرض والذاكرة
في مشهد ثقافي يتقاطع فيه الحلم مع الجغرافيا، يُقدّم معرض "عَوْد وتلاق" تجربة فنية آسرة، تقودنا من تضاريس نيوم الساحرة إلى نبض العاصمة الرياض، حيث تُعرض أعمال سبعة فنانين وفنانات من برنامج الإقامة الفنية الأول لقطاع الترفيه والثقافة في نيوم، ضمن فعاليات أسبوع فن الرياض من 7 إلى 9 أبريل 2025، يوميًا من الساعة 4 عصرًا حتى 11 ليلًا.
يأتي المعرض كثمرة برنامج الإقامة الفنية الأول لقطاع الترفيه والثقافة في نيوم، الذي طوّرته ونفّذته السركال للاستشارات، بالشراكة مع نيوم للترفيه والثقافة ومؤسسة تيسين بورنيميزا للفن المعاصر (TBA21).
على مدار اثني عشر أسبوعًا، اجتمع سبعة فنانين وفنانات من السعودية والعالم في حوار مفتوح مع خبراء وباحثين في مجالات التخطيط الحضري، الاستدامة، والتراث، ما أسفر عن أعمال فنية قيد الإنجاز تنبض بالسياق وتفيض بأسئلة المكان والزمن.

من نيوم إلى الرياض: اتساع في الأفق واتصال بالمشهد
بعد عرضه الأول في نيوم، يشق معرض "عَوْد وتلاق" طريقه إلى الرياض، حيث تتخذ الأعمال بعدًا جديدًا في حي جاكس الإبداعي، ضمن أسبوع فن الرياض، وتحديدًا تحت شعاره: "على مشارف الأفق – At the Edge". هنا، لا يقتصر العرض على التنقل الجغرافي فحسب، بل يُعيد صياغة العلاقة بين العمل الفني والجمهور، بين الذاكرة والتطلّع، في زمن تُعاد فيه كتابة الثقافة السعودية.
في أسبوع فن الرياض، وتحت شعار "على مشارف الأفق"، نلمس تطور هذه الأعمال وانفتاحها على أبعاد جديدة. ليس المعرض إعادة عرض لما قُدّم في نيوم، بل امتداد حيّ لتجربة ما زالت تنمو. فمن خلال التصوير الفوتوغرافي، الفيديو، التركيبات، وتمازج الوسائط، يطرح الفنانون رؤىً تتأرجح بين الذاكرة والحنين، وبين الأسئلة الكبرى عن الأثر البشري على الطبيعة والتحول.
كل عمل هو رسالة، وكل رسالة هي احتمال. من عهَد العمودي وأيمن زيداني، إلى بلال علاّف وعبد المحسن آل بن علي، مرورًا بتجارب دولية مثل إدواردو كاسينا (إسبانيا)، ليڤا دوداريڤا (لاتفيا)، وتمارا كالو (فرنسا/لبنان)، تتشابك الأصوات والرؤى، في حوار يتجاوز الحدود.

أصوات تتقاطع على مشارف التحوّل
يقود هذه الرحلة الفنية كوكبة من المبدعين والمبدعات، تتشابك رؤاهم وتتعدد لغاتهم البصرية، لكن يجمعهم هاجس مشترك: استكشاف أثر التحوّل على الإنسان والمكان. من المملكة العربية السعودية، يقدّم كل من عبد المحسن آل بن علي، عهد العمودي، بلال علاّف، وأيمن زيداني أعمالًا تنبض بالسياق المحلي وتُعيد تفكيك تفاصيله اليومية.
ومن الضفاف الأخرى، تُسهم تمارا كالو، الفنانة الفرنسية اللبنانية، برؤية عابرة للثقافات، بينما يستحضر إدواردو كاسينا من إسبانيا، وليڤا دوداريڤا من لاتفيا، طبقات جديدة من المعنى، تنفتح على الطبيعة والهندسة والذاكرة.
تتنوع أعمالهم بين الفوتوغرافيا، الفيديو، التركيبات الفنية، وتمازج الوسائط، ويجمعها خيط فكري وجمالي واحد: إعادة التفكير في أثر التحول، والمكان، والعلاقة الإنسانية مع البيئة. في هذا المعرض، لا تكتفي هذه الأسماء بصياغة أعمال فنية، بل ترسم خرائط جديدة للتأمل والحوار، حيث يُصبح كل عمل بمثابة محطة عبور بين ما كنا عليه، وما يمكن أن نكونه.

معرض "عَوْد وتلاق"... أكثر من عرض، إنه لقاء
ما يميز هذا المعرض هو كونه ليس عرضًا لأعمال مكتملة، بل نافذة مفتوحة على عملية الإبداع نفسها، بما تحمله من تجريب وتفاعل وتحوّل. هو معرض عن التحوّل في ذاته، عن القدرة على تأمل الأرض بوصفها لغة، والزمان كخامة، والإنسان
السركال للاستشارات: الاستراتيجية كفن ثقافي
هذا المشروع يأتي امتدادًا لجهود السركال للاستشارات، التي تتخذ من دبي مقرًا لها، وتعمل على بناء استراتيجيات ثقافية وبرامج فنية تستند إلى خصوصية السياق وتخدم المجتمع، البيئة، والاقتصاد الإبداعي على المدى البعيد.