صور .. البرج في خور دبي .. تحفة عقارية استثنائية
كشفت شركة “إعمار” العقارية أمس عن تفاصيل العناصر الهندسية والمعمارية للبرج الجديد الذي يقع ضمن منطقة “خور دبي”، بتكلفة إجمالية تصل إلى مليار دولار (3.68 مليار درهم)، ومن المخطط إنجازه قبل حلول موعد انطلاق معرض “إكسبو 2020” الدولي في دبي، حيث ستنطلق الأعمال الإنشائية في موقع المشروع منتصف العام الجاري.
لم يكشف عن اسمه
أكدت “إعمار” تملك مصادر كافية لتمويل أعمال تنفيذ البرج الجديد، الذي لم يتم الكشف عن اسمه وارتفاعه الحقيقي المرشح أن يتجاوز ارتفاع برج خليفة البالغ 828 متراً، حيث ستعتمد بنسبة 50% من التكلفة الإجمالية للمشروع على مواردها الذاتية، بينما ستلجأ إلى التمويل الخارجي لاستحقاق النسبة المتبقية.
معلما استثنائيا
كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، قد قام باختيار تصميم المشروع من بين عدة تصاميم شاركت في مسابقة دولية أطلقتها “إعمار”، وهو من أعمال المهندس المعماري ومهندس الإنشاءات والنحات والرسام الإسباني السويسري سانتياغو كالاترافا فالس، حيث سيكون البرج معلما استثنائيا يعيد رسم ملامح الأفق العمراني للمدينة، مضفياً عليه المزيد من الشموخ والتألق. ويمثل البرج المحور الرئيس لمشروع “خور دبي” التطويري العملاق الممتد على مساحة 6 كيلومترات مربعة والذي يبعد 10 دقائق فقط عن مطار دبي الدولي.
الواجهة المائية
يقع مشروع الواجهة المائية بجوار خور دبي، مهد تاريخ وثقافة دبي، على مقربة من محمية رأس الخور للحياة الفطرية، التي تم إدراجها ضمن اتفاقية “رامسار” الدولية برعاية منظمة “اليونسكو” وهي مجموعة من الأراضي الرطبة ذات التنوع الحيوي الكبير والتي تحتضن ما يزيد على 67 فصيلة من الطيور المائية.
رمز التقدم والتطور
ويشكل البرج إنجازاً فنياً في حد ذاته ورمزاً للإيمان بالتقدم والتطور يرحب بزواره من كل مكان وليس فقط من دبي والإمارات. ويعرف المهندس سانتياغو كالاترافا فالس باعتماده تصاميم معمارية مستقبلية حديثة. كما اشتهر بعمله في مشاريع مثل محطة مركز التجارة العالمي في نيويورك وجسر السلام (كالجاري) ومجمع الألعاب الأولمبية في أثينا، وبرج الجذع المستدير في مدينة مالمو وهو البرج الذي حصل مؤخراً على جائزة العشر سنوات من مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية.
وتقوم فلسفة كالاترافا فالس في التصميم على مكاملة التعبيرات الهندسية مع الابتكارات الإنشائية وخصائص الكفاءة العملية والمزايا البيئية ضمن تصميم واحد ينسجم مع الطابع الخاص لموقع كل مشروع، ويتخطى تحدياته. ومن هنا، يصبح كل مشروع يضطلع به مكاناً فريداً يثري محيطه على المستويات العملية والبيئية والاجتماعية.
زهرة الزنبق
يستوحي البرج في “خور دبي” تصميمه من زهرة الزنبق ويحاكي في شكله تصميم المئذنة وهي معلم مشترك في الثقافات الإسلامية. ويحدد شكل البرعم البيضاوي معالم منصات المشاهدة في البرج. كما يتشابه ساق زهرة الزنبق النحيل مع هيكل البرج الذي روعي في التصميم الهندسي لقطره أعلى درجات الدقة والكفاءة. ويرتبط الهيكل بأرضية المشروع عبر كابلات قوية، مستوحاة بدورها من شكل أوراق الزنبق. ويمنح تنسيق الكابلات هذا قوة كبيرة للهيكل، ويثبت “برعم” الزهرة إلى الأرض بدقة فائقة باستخدام أحدث المعدات الهندسية.
حدائق كبار الشخصيات
يقدم البرج تجارب غير مسبوقة وإطلالات بانورامية كاملة على المدينة ومحيطها، وستكون “قاعة القمة” من أبرز معالم المشروع وهي ستتيح للزوار فرصة التمتع بأروع المناظر على السماء. كما يضم البرج منصات تمثل حدائق لكبار الشخصيات، تحاكي في أجوائها حدائق بابل المعلقة، أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. وسيكون الزوار على موعد مع تحفة هندسية بكل المقاييس مع الشرفات الزجاجية الدوارة المنبثقة من هيكل البرج. وسيحتضن البرج أيضاً فندقاً مميزاً من فئة البوتيك.
منطقة الجزيرة
وتعتبر”منطقة الجزيرة” من الملامح الفريدة لمشروع “خور دبي” ويحيط بها ممشى الخور بطول 4.5 كيلومتر محتضناً مجموعة واسعة من أرقى خيارات الحياة العصرية، إضافة إلى قربها من باقة واسعة من المرافق مثل المساحات المخصصة للفعاليات والمناسبات والمعارض الفنية والتصاميم المائية وفندق “فيدا” والكثير من المرافق الأخرى التي تثري أنماط الحياة الراقية في المشروع.
تحفة بصرية
في احتفالية بمكانته الاستثنائية، تركز إضاءة البرج على تصميم برعم الزهرة الذي يطفو في الأعلى ناثراً أشعة النور في السماء خلال الليل، في حين سيضاء الهيكل المحوري والكابلات بأنوار حيوية هادئة. وسيجري استخدام الأضواء المتحركة لإثراء المشهد البصري لزوار البرج ومظهره الرائع من الخارج.
خصائص الاستدامة
يراعي البرج خصائص الاستدامة والحفاظ على البيئة عبر اعتماد ممارسات ترسي معايير جديدة في القطاع، بدءاً من التصميم الذي يربطه مباشرة بخدمات الترام بسهولة فائقة. أما الزوار الذين يصلونه سيراً على الأقدام، فبإمكانهم الدخول من نقاط متعددة في ساحة البرج. كما يجري التخطيط لممرات خضراء لعبور المشاة، وتسهيلات عديدة لربط البرج بمشروع “خور دبي” بسلاسة فائقة.