كيف تتعاملين مع المسامات الواسعة للبشرة وأهم العلاجات الفعالة
المسام عبارة عن فتحات صغيرة في الجلد تفرز الزيوت والعرق، كما أنها متصلة ببصيلات الشعر.
تقلق الكثيرات لدى رؤية مسامات واسعة على وجوههن، وهي مشكلة تؤثر بشكل خاص على البشرة الدهنية والبشرة المختلطة. يجب أن نقول أولاً إن مسام الشخص يمكن أن تكون أكثر أو أقل وضوحاً اعتماداً على نوع البشرة. لكننا نرى اليوم كيف ساهمت الصور المعدلة بالفوتوشوب في نشر قلق مفرط حيال أي "عيوب" أو "شوائب" قد يراها الإنسان في شكله الخارجي، حتى أن الكثيرين يرون المسام العادية على أنها عيب.
هل من الممكن تقليص المسام المتسعة؟
الجواب يتأرجح بين نعم ولا. يمكنك تقليلها ولكن لا يمكنك إزالتها أو إغلاقها تماماً. لهذا السبب، يمكننا التخطيط والاستعداد مسبقاً، بحيث نحاول منعها أو على الأقل الحد من ظهورها في الحياة اليومية أو مع العلاجات المناسبة.
دعينا نغوص تدريجياً في كل التفاصيل المهمة المحيطة بهذه الظاهرة الجلدية الطبيعية...
في البداية، يوجد نوعان من المسام:
- النوع الأول يفرز الزيت الطبيعي من الجسم، أو ما يسمى بالزهم، والذي يعمل على ترطيب الجلد. الزهم هو الزيت الذي لا يبقي البشرة ناعمة ونضرة فحسب، بل يمنع أيضاً الرطوبة من التبخّر.
- والنوع الثاني يطرح العرق لتنظيم درجة حرارة الجسم.
في بعض الأحيان يمكن أن تظهر المسام التي تفرز الزهم متضخمة ومتسعة. وفي الحقيقة، من غير الممكن التخلص من هذه المسام، ولكن هناك طرق للحد من ظهورها. علينا أولاً أن نشرح ما المقصود بالمسامات الواسعة، قبل أن نفحص أسبابها وأخيراً نتحدث عن طرق جعل المسام الكبيرة أقل وضوحاً.
بالطبع توجد في الوقت الحاضر منتجات ماكياج في السوق قادرة على إعداد قاعدة مثالية للبشرة وتقليل أي شكل من أشكال العيوب، مثل أحدث أجيال البرايمر وكريمات الأساس. ولكن بما أن البشرة الجميلة والصحية تبدأ دائماً وحصرياً من العناية بالبشرة، فلنتعرف على الخطوات التي يجب إدخالها في روتين جمالنا اليومي.
أولاً من المهم أن تتذكري أن أي نوع من أنواع البشرة يحتوي على مسام وأن هذه المسام طبيعية تماماً ولديها وظيفة محددة، وهي السماح للنتح الصحيح للجلد. ومع ذلك، هناك حالات، وخاصة مع البشرة الدهنية وغير النقية، تظهر فيها هذه المسام بشكل مفرط. وتأثير البشرة التي تبدو مثقبة يزداد بشكل كبير إذا لم يتم تنظيف البشرة جيداً.
اسرار تحسين المسام الواسعة
من المؤكد أن السر الأول لتحسين حال المسام الواسعة وجعلها أقل ظهوراً هو الاستثمار في التنظيف اليومي الممتاز، أي استخدام منظف مخصص صباحاً ومساءً تكونين قد اخترته وفقاً لنوع بشرتك. ويوصى مرة واحدة في الأسبوع بوضع قناع قابض ومنقٍ مبني حول الطين، وقادر على إزالة السموم من الجلد. كما ينصح بتنظيف البشرة لدى اختصاصي مرة واحدة في الشهر، خاصة إذا كنت تعيشين في مراكز حضرية شديدة التلوث.
أما في المنزل، فيعد استخدام التونر ذي التأثير المقشر أمراً جيداً أيضاً، وابحثي عن أحماض ألفا هيدروكسي أو بيتا هيدروكسي في تركيبة التونر، التي يمكن أن تحسن بشكل كبير ملمس بشرتك. وعلى وجه الخصوص، في فئة أحماض بيتا هيدروكسي، إن حمض الساليسيليك يكاد لا يضاهى: فهو يتغلغل بعمق ويقلل ويحارب الكوميدونات، كما أنه يضيق المسام ويمنح البشرة إشراقاً ونضارة. إذا كانت بشرتك تميل إلى المعاناة من توسع المسام، من الأفضل اختيار مستحلبات الترطيب الخفيفة وتجنب الزبدات والكريمات المغذية ذات القوام الغني (لأنها قد تسد المسام). بالإضافة إلى المكونات النشطة المرطبة الكلاسيكية، مثل حمض الهيالورونيك والألانتوين والكولاجين والإيلاستين، ننصحك بإدخال تركيبات تعتمد على المكونات المنقية النشطة إلى روتين عنايتك ببشرتك، من الألوفيرا إلى الخيار، دون نسيان الزيوت العطرية من اللافندر والمريمية وإكليل الجبل. وبالطبع لا يمكننا الاستغناء عن عامل الحماية من الشمس (SPF) مطلقاً، حتى في فصل الشتاء، فأشعة الشمس تؤدي إلى جعل مشاكل البشرة أسوأ، وبالتالي ظهور المسام المتوسعة أيضاً.
نصائح مهمة لتقليل المسام قدر الإمكان
وقبل البدء باستخدام الأدوية أو المنتجات الطبية، ننصحك دوماً بالاتصال بطبيب الأمراض الجلدية الخاص بك. في بعض الأحيان تكون المقاربات الناعمة هي التي تحقق أفضل النتائج على المدى الطويل، لا سيما عندما يتعلق الأمر بحب الشباب والبشرة الدهنية والمسام الواسعة. كما أن أفضل العلاجات المنزلية هي الخفيفة القوام التي تكون ذات أساس مائي أو هلامي ليس له تأثير مسدّ، مع حمض الساليسيليك والنياسيناميد. ذلك بالإضافة إلى الخيارات الجيدة الغنية بهيالورونات الصوديوم والزنك PCA والنحاس PCA.
والخطوة الأخيرة لتقليل المسام الواسعة قدر الإمكان هي تطبيق البرايمر بالتأثير المغشّي والذي يمنح بشرتك تأثيراً فائق السلاسة والنعومة، بفضل بودراته المغشية. يجب أن يُطبق بعد الانتهاء من خطوات روتين العناية بالبشرة وقبل وضع كريم الأساس.
العلاجات في المراكز المتخصصة
يمكنك أيضاً التدخل بطريقة أكثر "حسماً" مع بعض العلاجات التجميلية المخصصة. مثل الخضوع للتقشير الكيميائي الطبي المحدد على أيدي أطباء خبراء، وهو هادف إلى تنظيف المسام من الحطام الخلوي والزهم الزائد لمساعدتها على الانكماش. ويتم تحديد تكرار هذا الإجراء بناءً على نوع البشرة والجنس والسن.
كما يوجد حل بديل وهو الوخز بالإبر الدقيقة: وهي تقنية طبية تقوم على إجراء ثقوب مجهرية ومتعددة باستخدام إبر صغيرة دقيقة معقمة. ينتج هذا الإجراء صدمات دقيقة في الجلد تؤدي من خلال تحفيز الاستجابة العلاجية للصدمة نفسها إلى إنتاج الكولاجين، الذي يعد هيكلاً داعماً مهماً للمسام. علماً أن العلاج ليس مؤلماً وينطوي فقط على احمرار خفيف.