كيليان هينيسي مؤسس دار عطور كيليان لـ"هي": أحاول دائماً أن أجد قصة أرويها من خلال زجاجة العطر
اللحظة التي نذهل فيها بعدما نلتفت باحثين عن رائحة مميزة ومختلفة مرت من حولنا، ندرك أن خلفها عطارًا مبدعًا يفكر دوماً خارج الصندوق، كيليان هينيسي هو أحد هؤلاء العطارين الذين يقدمون أفضل ما لديهم بدافع الشغف والرغبة في التميز. فمنذ عام 2007 أطلق كيليان علامته التجارية التي تجسد الرقي والفخامة الخالدة التي تعكس شخصيته الفريدة، ومن هنا أصبح كيليان رائدًا في عالم العطور التي يحاول من خلالها الحفاظ على الأصالة وعلى الروح التقليدية لإرثة وعائلته. أثناء تواجد العطار كيليان هينيسي مؤسس دار كيليان للعطور في المملكة العربية السعودية وفي محافظة جدّة بالتحديد لإطلاق حملة "قوة وفعالية العطور" "Power Of Scents" وتدشين الإصدار الخاص بالشرق الأوسط من عطر Love, Don’t be shy والذي تميز بالعود والعنبر، التقت به "هي" لتتعرف أكثر على التفاصيل التي ولدت هذا الإبداع ..من أين بدأ وما هو مصدره.
حاورته: جمانة الشيخ - موضي الغشيان
حدثنا عن قصة دخولك إلى عالم العطور؟
بدأت القصة عندما كنت أدرس في سنتي الخامسة بالجامعة وزارنا مدير الجامعة لأننا كنا نعمل على رسالة متميزة، كنت في جامعة فرنسية وكانت الرسالة التي نعمل عليها دقيقة جدًا، ولكن الأزمة كانت أن مدير الجامعة كان قلقًا لوجود إحتمالية لإلغاء الشهادات لطلاب السنة الخامسة، والطلاب الذين عملوا طوال الخمسة أعوام الماضية لن يحصلوا على ما سعوا لأجله. لذا، اقترح المدير أن نكتفي بالحصول على شهادة للسنوات الأربع الماضية فقط، وذلك لم يحدث قط لأي دفعة من دفعات وخريجي جامعتنا، فنحن عملنا بجد في هذا العام وهذا الأمر كان أزمةً كبرى تعلو هذا الجهد والتعب فحاول الجميع اختيار الطريق الأسهل. في ذلك الوقت كنت قد انتهيت من تدريبي لدى علامة "Kenzo" وحينها قلت لنصنع عطر نسائي تتكلم عنه أخشاب العود، عندما تبدأ العمل على مشروع في الجامعة يجب أن تبدأ بسؤال، وكان السؤال الذي نردده هو "كيف نجعل الرائحة تتحدث بمفردات يفهمها الجميع؟"، والمفردات هي النوتات العطرية، لذلك كان علي أن أدرسها وأتعلمها.
في اليوم الأول عندما كنت أشم المكونات، علمت أن هذا العطر سيكون هو عالمي، أشعر أنني قمت بشيء أتفاخر به على مدار العشرة سنوات القادمة، وبالفعل كنت محظوظًا جدًا لأن الفرص أتيحت لي بعد هذا العطر، فقد بدأت طلبات المقابلات تنهال علي، ولكني حينما قابلت مالك أحد شركات عطور النيش قال لي: "لن أزعج كبير العطارين بأسئلتك لذا سأنده لك عطارًا صغيرًا ليجيب عليها"، ونده "جاك كاڤالير" العطار العظيم والذي في ذلك الحين كان عطارًا صغيرًا، بعد هذا اللقاء أصبحنا أنا وجاك مقربين جدًا وأصبح معلمًا لي، في النهاية كما قلت لك إنه لمن المضحك ترابط جميع النقاط سويًا في حياة الشخص على الرغم من تفاوت المواقف والأوقات وكأنه يوجد ملاكًا يرتب كل ذلك خلفك.
منذ عام 2007 وحتى اليوم نرى نجاحاتك تجتاح العالم، ماهو أعظم إنجاز أنجزته خلال هذه السنوات؟
عندما أسست علامتي التجارية منذ مايقارب 15 عامًا، كان هناك عدد قليل من العلامات التجارية المتخصصة بهذا النوع من العطور، وفي فترة وجيزة ظهرت مئات العلامات التجارية. أكبر إنجازاتي بوجهة نظري هو قدرتي على التواجد في المقدمة وعلى القمة رغم التغييرات، والعميل في هذا السوق تحديدًا متذوق وأشبهه بالفراشة التي تتنقل من زهرة إلى أخرى ويصعب أن تجعله يثبت على رائحة واحدة لفترة طويلة دون التغيير، وعلى الرغم من ذلك تبقى علامتنا التجارية أحد أهم العلامات التجارية المتخصصة بالعطور عالميًا ولنا مكاننا في هذا السوق، والنجاح هو أن تحافظ على مستوى حماس العملاء تجاه علامتك التجارية على الرغم من كثرة المنافسين، إضافة إلى الجودة، فلا يهم تواجد عدد كبير من منتجاتنا في المستودعات، بل نفضل أن نوفرعددًا قليلًا من المنتجات ولكننا نقدمها لعملائنا بجودة عالية.
ماهو عطرك المفضل من بين الـ 34 عطرًا؟
يتكرر علي هذا السؤال كثيرًا، وأحاول دائمًا أن أجد إجابة مقنعة وواقعية، وأمثل طريقة للإجابة عن هذا السؤال هو أن شعوري تجاه هذه العطور يشبه شعور الشخص تجاه أبناءه، من الصعب التفرقة بين الأبناء بل إن حبهم متساويٍ تماماً، ولكن قد يجعل أحد الأبناء والده فخورًا أكثر من الآخر عندما يصنع نجاحًا معينًا، فبعض العطور جعلتني فخورًا لأنها بنت عرشي في هذا السوق وحازت إعجاب خبراء وكبار العطارين، ومن ضمن هذه العطور: Straight to heaven وLove don’t be shy، good girl gone bad أيضًا وبالتأكيد فهو الأكثر مبيعًا على مستوى العالم، إضافة إلى عطر Black Phantom الفريد والذي كنت متعجبًا من انذهال الناس به، وأضيف على القائمة عطر Angles share وهو عطري الشخصي الذي أشعر أنه مستوحًا من ثقافتي وتراثي وذكرياتي.
ماهو مصدر إلهامك لابتكار روائح جديدة؟
أنا أحاول قدر الإمكان أن لا أنظر إلى الماضي، تحديدًا بالعطور عندما تحاول استلهام رائحة من عقد زمني محدد فسيكون من الصعب جدًا عليك الخروج من هذا العقد وجلبه إلى الحاضر وإيصاله إلى المستقبل، بالتالي لن يصبح مثيرًا بالنسبة لرواد السوق، أنا دائمًا أحاول أن أجد قصة أرويها من خلال زجاجة عطر، أجد القصة وأحدد من خلالها المكونات التي ستحمل المشاعر التي أود إيصالها، أصنع نوتات عطرية يحب بعضها البعض الآخر لتمتزج مكونًا بعد مكون، عندما أحصل على الأساس في العطر والذي يحمل القصة، أبدأ في إضافة مكونات عطرية تكون بمثابة الأحداث لهذه القصة، وهذا الأمر يأخذ مايقارب عامًا من وقتي.
حدثنا عن عطر Love, Don’t be shy؟
الفكرة من هذا العطر تتمحور حول إيجاد خليط ومكون مختلف في كل عام، 95٪ من المكونات هي ذاتها في كل إصدار من هذا العطر ولكن الاختلاف يكون في المكونات الإضافية التي تصنع التميز، والإصدار الجديد من Love don’t be shy والذي صنع خصيصًا لأسواق الشرق الأوسط سيكون إصداره الأخير، وهذا الخليط يحمل في قلبه العنبر والعود، وذلك لأننا نستعد لإصدار منتجات جديدة متعددة مثل معطرات المنزل، الصابون وكريمات الجسم، ومنتجات جديدة من مكياج العيون والشفاة، لذا سنعطي هذه المنتجات المجال للظهور.
حدثنا عن الحقائب التي تقدم مع العطور؟
الفكرة من الحقائب هي تقديم العطر في علبة راقية وملفتة تحتضن في قلبها العطر، وهذا جزء من نهج العلامة التجارية، والسبب في ذلك هو أن هذه القطع تعكس توجهي في مستوى الفخامة في عالم العطور والعطارين.
حدثنا عن أحدث العطور؟
أحدث عطوري هو Blue moon، هذا العطر مستوحى من مشروب أستمتع باحتساءه في فصل الصيف، هذا المشروب يحمل في قلبه جرعة عالية من الزنجبيل، وعندما أصف الزنجبيل أقول بأنه مكون يجلب الكثير من الانتعاش ولكن مع بعضاً من القسوة.
حدثنا عن قوة وفعالية العطور؟
كما قلت من قبل، العجيب في أمر الرائحة أنها تجعلك أنت وذاكرتك الحالية تحت سيطرتها، ولهذا الشيء سبب فيزيائي هو أنك بمجرد ما أن تشم رائحةً ما تتجه مباشرة نحو ذاكرتك دون مراجعة أو تدقيق عن السبب، فتخيل أن تذهب لمكان وتشم رائحةً ما وتتذكر من خلالها شخصًا أو موقفًا من الماضي، من دون أن تعرف ماهو مصدر هذه الذكرى، ومصدرها الحقيقي هو الرائحة.