نظرة تاريخية حول استخدامات الحمامات التركية والمغربية... لا تفوتيها لتعزيز جمالك ونضارة بشرتك
تدللي بجسمك الناعم وبشرتك النقية، كوني جذابة برائحتك العطرة وملامحك المُلهمة. لهذا المبدأ اشتركت ثقافات متنوعة منذ آلاف السنين في تقديم أفضل الخيارات لتعزيز جمال المرأة. ومن هنا ظهرت فكرة حمام البخار بأسمائه المختلفة سواء الحمام التركي أو الحمام المغربي لتجسيد أسس العناية بالبشرة والجسم عبر العصور.
غالباً ما يتم عمل حمام البخار في غرف خاصة تُسمى بغرف البخار، وهي غرف تختلف بشكل كبير عن غرف الساونا، فغرف الساونا يكون الهواء فيها ساخناً وجافاً، بينما غرف البخار يكون الهواء ساخناً ورطباً.
وبما أن جميع النساء والفتيات في عصرنا الحالي يطمحن للحصول على جسد مثالي وبشرة ناعمة، لأن ذلك يُعزز ثقتهِن بأنفسهِن، فإن أبرز ما يلجأن إليه هو الحمامات البخارية، سواء أكان الحمام التركي أو الحمام المغربي.
نحن معك اليوم، لنوجه أنظارك نحو أهمية الحمام التركي والمغربي عبر العصور، كي يكونا حليفك لتعزيز جمالك ونضارة بشرتك على الدوام.
الفرق بين الحمام التركي والحمام المغربي
يتفق كلا النوعين في الخطوات الأساسية، لكن الاختلاف يكون في نوع الصابون المستخدم وعمق عملية التنظيف، حيث أن الحمام التركي أغراضه تجميلية ولتنظيف البشرة في المقام الاول، أما الحمام المغربي فإنه يتخطى الأغراض التجميلية إلى بعض الأغراض العلاجية، مثل المساعدة على إنقاص الوزن وحرق الشحوم الزائدة، وعلاج بعض أمراض المفاصل عن طريق التدليك والمكوث في درجات حرارة عالية.
الحمامات البُخارية إرث تتوارثه الأجيال
لمزيد من التفاصيل، دعينا نتطرق إلى تاريخ كل من الحمام التركي والمغربي، كي تتمتعي بمزايا عديدة جعلت منهما قبلة سياحية هامة عبر العصور، وذلك على النحو التالي:
تاريخ الحمام التركي:
يعتقد البعض أن تاريخ الحمام التركي يعود إلى العهد العثماني، إلا أنه في الواقع يرجع الأصل في ذلك إلى العصور القديمة التي تعود إلى آلاف السنين. لكن لا شك أن الحضارة العثمانية كان لها أثر كبير ودور بارز في تطوير الحمام التركي ليصل إلى ما هو عليه اليوم بأناقته وروعته ليُصبح جزءاً أصيلاً من الثقافة التركية.
وبالعودة إلى تاريخ الحمام، فإن الدراسات والأبحاث أثبتت أن الحضارة الفرعونية في مصر كانت تستخدم حمامات البخار، كذلك الحال بالنسبة إلى الحضارات الرومانية واليونانية. على الرغم من أن كل حضارة تميزت بطابع خاص للحمام، إلا أنها اشتركت في الهدف الأساسي وهو استخدام البخار الحار في تخليص الجسم من السموم.
والجدير بالذكر، أنه رغم انتشاره بمراكز وصالات التجميل في معظم الدول العربية والأوروبية على حد سواء، إلا أنه ما زال يحتفظ بأهميته الكبيرة بالنسبة للأتراك بل بالنسبة إلى السُياح العرب وكذلك الأجانب. إذ بات الحمام التركي اليوم أحد أعمدة التراث الحضاري الأصيل، وترجع أهمية الحمامات التركية إلى أثرها الكبير على الصحة النفسية والجسدية، فضلاً عن كونها تُعطي جواً خاصاً من الراحة والحيوية لمُستخدميها.
تاريخ الحمام المغربي
الحمام المغربي التقليدي هو عبارة عن حمام بُخار ساخن. منذ قرون والمغاربة يقصدون أسبوعياً الحمام المغربي الشعبي حتى يومنا الحاضر، لتميزه في تنظيف، وتقشير البشرة بالإضافة إلى أنه ملتقى للعائلة، والأصدقاء، و طقوس الزفاف. يعتبر الحمام المغربي من العادات الأساسية التي تقوم بزيارتها العروس في المغرب، حيث تجتمع قريبات وصديقات العروس معها لقضاء يوم في الحمام المغربي.
وخلال الحمام تخضع العروس لجلسات بخار وماسكات لتنظيف البشرة ومنحها النضارة والحيوية واللمعان، وكذلك الحمام المغربي له طقوسه، فتذهب العروس برفقة صديقاتها تأخد معها السكر لتُعطيه إلى الطيانة "المرأة التي تنتبه إلى الحمام"، وعند دخولهم يبدء صديقاتها بزغاريد داخل الحمام وتسبق إحدى صديقاتها خوفا على العروس من السحر من بعدها تتبعها صديقاتها.
وتكون العروس آخر من يدخل عند الاتسحمام تشعل شمعة، وعلى العروس أن تنهي استحمامها قبل أن تنطفئ الشمعة وفي آخر طقس هوالبخور عند انتهاء العروس من الحمام الخاص بها فإنها تبخر خوف من العين والحسد.
والجدير بالذكر، أن الحمام المغربي هومرفق اجتماعي لا يخلو منه في المغرب حي أو درب أو زقاق. هذا الحمام هو جزء من مورفولوجيا المدن المغربية العتيقة، عنوانه طهارة الأبدان وراحة الأنفاس. يُشيد هذا المرفق في الغالب جوار الجوامع بهندسة خاصة متميزة بالقباب والأقواس والأبهاء خلاف اتجاه القبلة، أبوابه قصيرة تمنع تسرب البخار وجدرانه مبلطة بخلطة الجير المخمر والبيض "تادلاكت"، وسقوفه ذات كوات يتسلل منها ضوء خافت يُبدد عتمة القباء.
فوائد مُشتركة جسدت أهمية الحمام التركي والمغربي
هُناك العديد من الفوائد للجسم والبشرة عند عمل الحمام التركي والمغربي، أبرزها:
- زالة خلايا الجلد الميتة المتراكمة.
- تنقية الجسم من السموم عن طريق إزالة الماء الزائد من الجسم.
- المساعدة على التخسيس، وإذابة الدهون الموجودة على المفاصل.
- تنشيط الدورة الدّموية.
- تهدئة الأعصاب، والتقليل من الإجهاد، والتوتر.
- المحافظة على حيوية، وشباب، ونعومة البشرة.
- إزالة الأوساخ، ومنع انسداد مسام البشرة.
- تحفيز إنتاج الكولاجين في البشرة.
- التخلص من البشرة الجافة.
مكونات طبيعية تُميز الحمام المغربي
- الصابون المغربي الأسود: غني بفيتامين E، ويُصنع من زيت الزيتون ، والملح، والبوتاس، وهو مضاد للميكروبات، ويُنظف البشرة بعمق، ويُقلل من علامات الشّيخوخة المبكرة فيها.
- طين الغسول المغربي: وهو رواسب قديمة في الجبال الشمالية الشرقية الأطلسية من المغرب، تحوي المعادن المفيدة للبشرة مثل الماغنيسيوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، لإزالة السموم وترطيب البشرة. كذلك يُستخدم كقناعٍ للجسم، ويُمكن مزجه بماء الورد، أو ماء زهر البرتقال.
- زيت الأركان: يُعرف باسم ذهب المغرب، ويُحصد من شجرة الأركان التي تنمو في المنطقة الجنوبية الغربية من المغرب، ويُعتبر من الزيوت النادرة، وعالية الجودة، لاحتوائه على مضادات الأكسدة والأحماض الدُهنية، وغناه بفيتامين E، حيث يمتلك القدرة على تعزيز الأكسجين داخل الخلايا، وزيادة مناعة الجسم ضد الأمراض.
- اللوفا المغربية: نسيجها القوي والمتين يُساعد على تقشير البشرة بفاعلية، وإزالة خلايا الجلد الميتة.
أشهر الحمامات التركية في إسطنبول
- حمام تشيمبرليتاس: من أقدم الحمامات في إسطنبول، يرجع غلى فترة السلطان سليم الثاني في القرن السادس عشر.
- حمام فندق فور سيزنز: يوفر تجربة تقليدية وفاخرة.
- حمام جال أوغلو: صنف في إحدى الكتب السياحية الشهيرة كواحد من ألف موقع حول العالم يجب زيارته ولو لمرة واحدة في الحياة، وهذا بسبب كونه آخر حمام تركي بنى في فترة الإمبراطورية العثمانية عام 1741.
- حمام تشينلي: بنى لمصلحة أحد قادة الجيش الثماني، ومعظم زواره من السكان المحليين الذين يبحثون عن حمام تركي تقليدي.
- حمام كليج علي باشا: بناه المعماري الشهير سنان من أجل علي باشا أحد اشهر قادة الجيش العثماني.
- حمام السُلطانة هُيام: يُعتبر أحد أفخم الحمامات التركية في إسطنبول وأكثرها تدليل.
- حمام سليماني: يُعتبر أكثر حمام ذو شعبية عند السُياح.
- حمام مهرمة سلطان: بناه المعماري الشهير سنان تكريماً لبنت السُلطان في القرن السادس عشر.
وأخيراً، بعد توضيح ما سبق لا بد من معرفة أن الحمام التركي من أقدم أنواع الحمامات على الإطلاق، وثبتت أهميته من خلال محافظته على نضارة البشرة لشهورٍ عديدة، فهو يعمل على تنظيف البشرة وتنعيمها لتصبح وردية ونقية وناصعة، كما أن للحمام التركي العديد من الفوائد الأخرى التي توصل الجسم إلى حد الاسترخاء، خاصة أن له دور كبير في العناية بنظافة الجسم والبشرة، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن الحمام التركي يصلح لجميع أنواع البشرة؛ وذلك لأن مهمته الأساسية الحافظ على نظافة البشرة وترطيبها بشكلٍ مستمر.
أما الحمام المغربي فيتشابه مع الحمام التركي بشكلٍ كبير، خاصة أنه من الواجب تعريض الجسم لبخار الماء لتفتيح مسامات البشرة، وبالتالي فإن هذا الحمام يُعطي البشرة نعومة ورائحة جذابة، بالإضافة إلى مساعدتها على الصفاء التام، كما يستطيع الحمام المغربي تخطي البشرة ليصل إلى العمل على حفظ حيوية ونضارة الجسم، وله قدرة فعالة في تأخير ظهور التجاعيد على البشرة، ويُسهم في إنقاص الوزن وخروج الماء الزائدة منه، ويعمل على إذابة الشحوم المُترسبة على المفاصل، وتنشيط الدورة الدموية، وهذا يدل على بساطة الفرق بين الحمام التركي والمغربي.