
شد الوجه: الخيوط أم الجراحة.. أيّهما يدوم أكثر؟
أصبحت اليوم الخيارات المتاحة أمام النساء كثيرة ومتنوعة، خصوصاً فيما يتعلق بالحفاظ على مظهر الشباب ومكافحة علامات التقدم في السن. ومن بين أكثر هذه الخيارات شيوعاً وانتشاراً عملية شد الوجه بالخيوط وشد الوجه بالجراحة. ورغم أن الهدف من كلا الإجراءين واحد، وهو تحسين مظهر الوجه وإزالة التجاعيد والترهلات، إلا أن هناك اختلافاً جوهرياً بين الطريقتين من حيث النتائج، الكلفة، التعافي، والاستدامة. فإليك الخيار الأكثر استدامة للنساء في شد الوجه الخيوط التجميلية أو الجراحة.
شد الوجه بالخيوط

شد الوجه بالخيوط هو إجراء غير جراحي يعتمد على إدخال خيوط قابلة للذوبان تحت الجلد باستخدام إبر دقيقة، بهدف رفع وشد المناطق المترهلة. وتُستخدم في هذه التقنية خيوط مصنوعة من مواد مثل حمض البوليدايوكسانون، وهي خيوط تتحلل بمرور الوقت، لكن آثارها الجمالية تستمر لفترة أطول بسبب تحفيز إنتاج الكولاجين في الجلد
شد الوجه الجراحي
شد الوجه الجراحي هو إجراء تقليدي وأكثر تعقيداً، يتم تحت التخدير العام غالباً، ويشمل إزالة الجلد الزائد وشد الأنسجة العميقة تحت الجلد للحصول على نتائج تدوم طويلاً. يُعتبر هذا الإجراء مناسباً للنساء في الأربعينات والخمسينات من العمر، أو لمن لديهن ترهلات شديدة في الوجه والرقبة
مقارنة بين شد الوجه بالخيوط والجراحة من حيث الاستدامة

عند الحديث عن الاستدامة، لا بد من الإشارة إلى أن المقصود هنا هو مدى بقاء نتائج الإجراء لفترة طويلة، بالإضافة إلى استدامة الأمان والتكلفة والرضا النفسي.
مدة النتائج
- شد الوجه بالخيوط: تدوم النتائج عادة ما بين 12 إلى 18 شهراً، وقد تصل في بعض الحالات إلى سنتين، حسب نوع الخيوط وجودة الجلد ونمط الحياة
- شد الوجه الجراحي: تدوم النتائج لفترة أطول بكثير، غالباً من 7 إلى 10 سنوات، ما يجعلها خياراً أكثر استدامة من حيث المفعول الطويل
الكلفة على المدى الطويل
شد الوجه بالخيوط قد يبدو أقل تكلفة في البداية، ولكن بما أن نتائجه مؤقتة ويحتاج إلى تكرار كل سنة أو سنتين، فإن الكلفة الإجمالية قد تتجاوز كلفة الجراحة خلال فترة زمنية معينة
أما الجراحة، فرغم تكلفتها المرتفعة مقدماً، إلا أن نتائجها تدوم سنوات عديدة، ما يجعلها أكثر استدامة من الناحية الاقتصادية على المدى البعيد
مضاعفات شد الوجه
الخيوط أقل تدخلاً من الجراحة، وبالتالي تكون المضاعفات أقل خطورة مثل التورم الطفيف أو عدم التماثل المؤقت. لكن في بعض الحالات قد تظهر تكتلات أو التهابات، وقد تحتاج إلى تصحيح
أما الجراحة، فمضاعفاتها أكثر خطورة مثل النزيف أو التندب أو الحاجة لإعادة العملية، لكنها نادراً ما تحدث إذا أُجريت على يد جراح مختص.
الراحة النفسية والرضا الجمالي
بعض النساء يفضلن الإجراءات غير الجراحية لما فيها من سرعة في التعافي وقلة الألم، بينما ترى أخريات أن الجراحة تمنح مظهراً أكثر شباباً وطبيعياً على المدى الطويل. في هذا السياق، تتفوق الجراحة في تقديم نتائج شاملة وكاملة تشمل الفك، العنق، والخدين، بينما تركّز الخيوط غالباً على رفع بسيط ومؤقت.
هل العمر يلعب دوراً في الاختيار؟

تُعتبر الخيوط خياراً ممتازاً للنساء في أوائل الثلاثينات إلى أواخر الأربعينات، خاصةً إذا كانت الترهلات خفيفة إلى متوسطة. أما النساء الأكبر سناً، اللواتي يعانين من ترهلات عميقة، فقد لا يجدن النتائج المطلوبة إلا في الجراحة، ما يجعلها أكثر استدامة في هذه الحالات
ما الحالات التي يُمنع فيها استخدام كل من الطريقتين
رغم أن شد الوجه بالخيوط والجراحة يعدان آمنين نسبياً، إلا أن هناك حالات صحية أو فردية تمنع أو تحدّ من إمكانية إجرائهما. شد الوجه بالخيوط يُمنع في حالات الإصابة بأمراض مناعية مزمنة، أو وجود التهابات جلدية نشطة في الوجه، أو ضعف شديد في مرونة الجلد، أو في حال وجود حساسية تجاه مواد الخيوط المستخدمة. كما لا يُنصح به للنساء الحوامل أو المرضعات
أما شد الوجه الجراحي فيُمنع أو يُؤجل في حالات وجود أمراض قلبية أو رئوية مزمنة، أو اضطرابات في تخثر الدم، أو عند وجود تاريخ مرضي قوي مع التخدير العام. كما يُنصح بتأجيله إذا كانت المريضة تعاني من ضغط نفسي شديد أو توقعات غير واقعية لنتائج العملية
في كلتا الحالتين، يجب أن تخضع المريضة لتقييم طبي شامل قبل اتخاذ القرار، لضمان سلامة الإجراء ونجاحه.