تعاون يجمع Guerlain والفنان طارق بنعوم..Santal Royal العطر الأسطوري بتصميم فاخر
اعتماداً على تصاميم الزخرفة المتداخلة العربيّة وفنّ التخطيط العربي، احتفلت دار "جيرلان""Guerlain بمناسبة العيد الخامس لعطر "سانتال رويال" Santal Royal بالتعاون مع الفنّان طارق بنعوم، لطرح العطر بتصميم جديد مذهل وفاخر.
اختار العطار المحترف تييري واسر تكريم الجوهرة العطريّة الجميلة، وأراد التعبير عن المزيد مع خشب الصندل، وتسميته بالكامل وبشكلٍ مختلف حسب ميوله. فقام بتركيب عطر شرقيّ وغنيّ برائحة الأخشاب يتلاعب بالتباينات الفاتحة والداكنة. ينطلق ماء العطر هذا بدرجات طاغية من النيرولي المشمس والياسمين، ويعزّزه الورد المتبل بالقرفة في الدرجات الوسطى، وهو يرمز إلى الأسلوب الفعلي لدار "جيرلان" Guerlain. ويتردد صدى الدرجات الخفيفة مع خشب الصندل الذي يتداخل مع درجات الجلد والكهرمان إلى جانب توافق العود وصباغ المسك من ابتكار الدار. إنّه عطر يتميّز بتباينات زاهية وداكنة، وهو يجمع بين الفرح المتألّق والإشراق المشمس للأزهار البيضاء ودرجات الكهرمان الساحرة وتوافقات العود والجلد.
واحتفالاً بمناسبة العيد الخامس لعطر "سانتال رويال" Santal Royal، طرحت الدار العطر بقارورة النحل النحل الاستثنائيّة وبإصدار محدود سعة لتر واحد بتصميمها المذهل من قبل الفنان طارق بنعوم.
إنّ طارق بنعوم فنّان من أصول مغربيّة يعمل في فرنسا، يدمج عفويّة وحداثة الفنّ الحضري مع فنّ التخطيط الشرقي. وفي حوار لنا مع الفنان "طارق بنعوم" Tarek Benaoum، كشف لنا عن الخفايا والأسرار وراء هذا التصميم المذهل والراقي، كما شاركنا أبرز محطاته وخبرته في مجال فن الجرافيتي.
أخبرنا عن بدايتك في فن الجرافيتي.
اكتشفت شغفي في عالم الجرافيتي خلال مراهقتي، وسرعان ما اشتهرت بلقب "المستنسخ". وبعد أن أصبحت شغوفاً تجاه فنّ الخط، درست فنّ التخطيط اللاتيني في منسخ تولوز، حيث تعلّمت بإشراف البروفيسور بيرنارد إيرن أشكالاً أخرى من الكتابة. أطبق في عملي ما يدعوه "الخلط الدلالي"، وهي طريقة لتغيير المعاني من أجل خلق تصميم مشفّر وشبه غامض. ومن خلال استخدام طلاء الرذاذ إلى جانب الأدوات الكلاسيكيّة مثل الفراشي، غالباً ما ألجأ إلى ألوان الأزرق والذهبي، وهي الألوان الرئيسيّة لعمل الإضاءة التقليدي. ومن خلال تصاميمي، تبدو الأنماط وكأنّها تلاحق بعضها البعض كمزيج من العناصر التزيينيّة والهادفة، والتي تجتمع لخلق نصّ هجين يدمج فنّ الخطّ والعلامات والتصاميم مثل الجرافيتي وتأثيرات رائعة مثل الأحرف الهيروغليفيّة. وبنفس الطريقة، غالباً ما يتطرّق عملي إلى كلمات عزيزة على قلبي مثل الحب والتجربة والسعادة والموسيقى. أما أعمالي فموجودة على مباني في كافة أنحاء باريس ولوس أنجلوس وتونس والمغرب، وتمّ عرضها في معارض عديدة تشمل معرض Art from the Streets في متحف سنغافورة للعلوم الفنيّة، ومعرض Open Letters في المؤسّسة الثقافيّة في معهد الثقافات الإسلاميّة في باريس، ومعرض Street Generation(s): 40 Years of Urban Art في روبيه في فرنسا.
هل تكتب باللغة العربية، أو هل قمت بابتكار لغة خاصّة بك؟
لا أتحدّث أو أكتب باللغة العربيّة. أنا فرنسيّ، ولدتُ في سلا في المغرب وأتيت إلى فرنسا في سنّ الخامسة. كبرتُ في باريس وتحديداً في الدائرة العشرين. إنّها منطقة حيّة ومتعدّدة الجنسيات أحبها وعشت فيها لمدّة 20 عام. ليست لغتي مُبتكرة لأنّني أستعمل كلمات وتعابير باللغات الفرنسيّة والإنجليزيّة وأحياناً لغات أخرى. لكنني أقوم بتحويل الأحرف اللاتينيّة مع فنّ التخطيط الفرنسي لخلق لغة هجينة مستوحاة من كتابة الأمازيغ والكتابة الأمريكيّة الهنديّة والرموز الأفريقيّة والهيروغليفيا المصريّة. تتداخل الأحرف والكلمات والجمل بعضها مع بعض عندما أعيد ابتكارها، وتمنح المشاهد رسالة مُفعمة بالغموض.
أخبرنا المزيد عن تصميم قارورة عطر "سانتال رويال" Santal Royal الأسطورية.
تتراكب الكلمات والصور والمعاني وتتشابك وتتداخل مع الأنماط الزخرفية العربيّة والخطوط الانسيابيّة للكشف عن كتابة غامضة وتزيينيّة. ومن أجل إعادة ابتكار هذه القارورة بالكامل، قمت بطلائها بدرجات ثمينة من اللون الأزرق الشرقيّ وتعزيز إشراقها بكتابات ذهبيّة انسيابيّة. ووسط الزخرفة الخطيّة، يأتي اسم "جيرلان" Guerlain مُحاطاً برموز متعرّجة تتداخل على القارورة.
لماذا اخترت اللون الأزرق؟
لجأت إلى اللون الأزرق الكوبالت بدرجة لازورديّة رائعة، وهو يعود إلى الحكمة مع اعتماد لون أزرق كحليّ هادئ تمّ استخدامه لآلاف السنين في القطع الفنيّة والتاريخيّة. ستجدون هذا اللون الأزرق اللازوردي المميّز والذي يعزز إشراق عينَي تمثال إيبيه الثاني من مملكة ماري، والمتواجد حاليّاً في اللوفر، أو في تحف كلوحة الحرب في أور في المتحف البريطاني، حيث يشكّل خلفيّة الفسيفساء لتصوير قصّة ملحميّة عن الحرب والسلام.
ماهي الآلية التي اعتمدتها لزخرفة القارورة؟
لإبراز القارورة المطليّة بالرذاذ الأزرق، اعتمدت فن الزخرفة وذلك بضربات فرشاة سحريّة من الخطوط والأحرف باللون الذهبي الثمين، وهي درجة ترمز بالنسبة إليّ إلى الخلود. ومن أجل ابتكار القطع المطليّة يدويّاً، كرّرت هذه المهارة الحرفيّة في كلّ من القوارير الفرديّة التي يبلغ عددها 22 قارورة قبل تزيينها بلمسة نهائيّة مميّزة من "جيرلان" Guerlain مع شريط الحرفيّات الأزرق والذهبي حول العنق.
هل تحمل الرموز، مثل العين أو الدوائر الثلاث التي نراها في القطع المصمّمة لدار "جيرلان" Guerlain House، معنىً محدّداً؟
نعم، إنّها رموز وأشكال أحبّها وأستخدمها بانتظام في عملي. ترمز الدائرة في الثقافة اليابانيّة إلى الدورة اللامتناهية للحياة والموت. تشكّل الدوائر أيضاً تصويراً مجازياً عن شكل الأرض، وغالباً ما نجدها في الماندالا أيضاً، فهي تتمتّع بجانب روحي. أمّا بالنسبة إلى العين، فهي رمز تقليدي وهي عليمة بكلّ شيء. بالنسبة لي، إنها تمثل الروح وتعكس الروحيّة بالإضافة إلى نوع محدد من الرؤية البصيرة.
هل لديك رموز أو أشكال مفضّلة ترغب في استعمالها في عملك؟
تشكّل الدوائر والمربعات والمثلثات أساس كافة الأحرف اللاتينيّة. من الطبيعي بالنسبة لي أن أربط هذه الأشكال بعملي. وهي تشكّل الرابط الذي أخلقه بين فنّ الخطّ والرسم.
ماهي نصيحتك للشخص المهتم بالفن وخاصة فن الجرافيتي؟
بداية لابد من الدراسة والتعمق للتعرف على أصول الفن ومبادئه الأساسية. أن يكون واثقاً من نفسه، قادراً على التفكير لإبتكار وتصميم رموزه وخلق أسلوبه الخاص.