بمعرض صنع في السعودية.. متحف العقيلات يروي قصة بدايات الصناعة السعودية وتصديرها عبر القوافل
في الوقت الذي تمتلئ فيه أجنحة معرض "صنع في السعودية" بالأفكار الصناعية الحديثة والآلات والمحركات، وسائر الاختراعات الأخرى، اختار المعرض استحضار تاريخ الصناعات السعودية، وربط ماضيها بحاضرها من خلال متحف العقيلات الذي يوثق حقبةً تاريخيةً لفئة من رجال المملكة كانوا يتنقلون بين أقطار متعددة للتجارة وكسب العيش، ومنح الأهالي تجربةً استثنائيةً عبر مجموعة من الخبرات الناتجة عن الأسفار المتعلقة بالتجارة وممارساتها المتنوعة.
ونجح متحف العقيلات في إعطاء المعرض المقام بواجهة الرياض، إحدى مناطق موسم الرياض، وهجًا فريدًا من نوعه، إذ يروي من خلال مقتنياته قصة نشأة التجارة والمنتجات السعودية المتنوعة، بدءًا من القرون السابقة حتى اليوم.
ويضم المتحف تراث العقيلات وصورهم ووثائقهم ومقتنياتهم التي توثق رحلة السعوديين في مجالات الصناعة والتجارة خلال القرون الماضية، بحسب ما أكده مؤسس المتحف عبد اللطيف الوهيبي، الذي أكد أن من بين أهداف المتحف توثيق نماذج الحرف اليدوية التي تعود لمئات السنين، منذ نشأة المملكة، مشيرًا إلى أن المتحف يضم عددًا من الصناعات اليدوية المتعلقة بثقافة المملكة وتراثها، ومعلومات عامة وتاريخية عن العقيلات.
تجربة ساحرة في متحف العقيلات
ويشير الوهيبي إلى أن المتحف يهدف لتثقيف الزوار بالصناعة السعودية وبداياتها، حين كانت المنتجات السعودية تصدر للعالم العربي عبر "الجمال" المحنطة داخل المتحف، مؤكدًا في الوقت نفسه أن العقيلات كانوا يشكلون ظاهرةً تجاريةً تصدر عددًا من الصناعات الوطنية كالتمور والمنتجات المحلية الناتجة عن التنمية المستدامة في كثير من المناطق الزراعية للمملكة، مما أسهم في ازدهار المملكة وتنمية روابطها الاقتصادية والتجارية.
ويتضمن المتحف أكثر من 50 لوحةً تؤرخ لدور العقيلات في الصناعات التجارية السعودية، كما يحتوي على مخطوطات متنوعة، يزيد عمرها عن 100 عام، وهو متحف متنقل له مشاركات محلية ودولية تجاوزت 50 مشاركةً لإظهار تاريخ العقيلات الذي يزيد عن 300 عام في ترسيخ الثقافة التجارية وأهمية الصناعة الوطنية.
ويحوي المتحف أكثر من 3500 صورة، إضافةً إلى 1500 صورة قد جمعها في أماكن متفرقة عند تأسيس المتحف قبل 22 عامًا، وهو متحف يهدف للحفاظ على الموروث الصناعي والتجاري للمملكة، والجمع بين التاريخ والتراث والثقافة.