رئيس إدارة الوجهات السياحية والتسويق في الهيئة الملكية لمحافظة العلا Phillip J. Jones لـ"هي": العلا ستكون الوجهة الرائدة للوجهات التراثية الحصرية

تمثل العلا إحدى عجائب العالم التي حققت نهضة سياحية وأثرية غير مسبوقة في المملكة العربية السعودية، من خلال تاريخها العريق والفعاليات الترفيهية والتجارب الفاخرة التي توفرها للزوار بتنوعها الفريد والمميز الذي يشمل واحة خصبة وجبالا شاهقة من الحجر الرملي، إضافة إلى مواقع تراث ثقافية قديمة تعود إلى آلاف السنين.

بمناسبة احتفال "فلاي دبي” Fly Dubai بافتتاح رحلاتها المنتظمة الى مدينة العلا السعودية، والتي ستكون بمعدل رحلتين أسبوعيا، التقت مجلة "هي” مع رئيس إدارة الوجهات السياحية والتسويق في الهيئة الملكية

 لمحافظة العلا "فيليب ج. جونز” Phillip J. Jones ليحدثنا عن تاريخها العريق ونهجها المستدام، فضلا عن الفعاليات الترفيهية والتجارب الفاخرة التي تنتظر زوارها.

كيف تصف العلا لمن لم يزرها من قبل؟

العلا هي وجهة رائعة تملك أكثر من 7000 عام من التاريخ البشري، وكانت موطنا للعديد من الحضارات المزدهرة على مر العصور. ويعد التجول بين المناظر الطبيعية الصحراوية الشاسعة، والصخور الضخمة والمنحدرات والأعاجيب التي صنعها الإنسان القديم تجربة فريدة من نوعها تأخذ الزوار إلى عالم غامض، حيث يمكنهم مشاهدة الحياة اليومية لأسلافهم.

فضلا عن ذلك، تعد العلا أيضا موطنا لبعض من أكثر المباني الحديثة المثيرة للإعجاب في المملكة، مثل قاعة مرايا، أكبر مبنى عاكس في العالم وفقا لموسوعة "غينيس” للأرقام القياسية. وهكذا، فإن العلا تجمع بين الآثار الملحمية الغامضة مع عوامل الجذب والتجارب المبتكرة والمعاصرة.

تنمية السياحة من أهم أهداف رؤية المملكة 2030، ما الدور الذي تؤديه العلا للمساهمة في تحقيق هذا الهدف؟

العلا تلعب دورا أساسيا في تحقيق الأهداف السياحية لرؤية المملكة 2030. عبر تطوير العلا كمتحف حي ووجهة دولية رائدة في السياحة التاريخية والثقافية والمحافظة للبيئة، توفر المملكة وجهة مثالية للبيئة السياحية المعاصرة التي تركز بشدة على الاستدامة والشمول المجتمعي، وتقدم للزوار تجربة غامرة ومسؤولة.

كما يتركز جوهر العلا حول السياحة وخلق اقتصاد محلي متنوع يشمل الزراعة والخدمات اللوجستية والضيافة والفنون والثقافة، إضافة إلى نهج مستدام للسياحة يضمن الحفاظ على الوجهة للأجيال القادمة، باستخدام مشاريع الحفاظ على الموارد وإدارة المياه، وإعادة إحياء فصائل النباتات والحيوانات.

تتطور العلا عاما بعد آخر. هل يمكنك أن تعطينا نبذة حول المشاريع الجديدة في العلا؟

أحد أهدافنا الأساسية خلال الفترة المقبلة هو زيادة عدد الفنادق والغرف المتوفرة في العلا، استعدادا لاستيعاب العدد المتوقع للسياح، سواء من داخل أو خارج المملكة.

ولتحقيق هذا الهدف، نعمل حاليا على افتتاح فنادق عدة بحلول العام المقبل 2023. وستكون 3 فنادق تابعة لـ"أمان”، وفندق "بانيان تري” التابع لـ"سوفيتيل”، وفنادق أخرى تابعة لعلامات تجارية دولية.

ما الفعاليات الترفيهية التي يمكننا توقعها من العلا خلال السنين القادمة؟

العلا ستستمر في كونها مركزا رئيسيا للحفلات الموسيقية والعروض الحية والفعاليات المثيرة. وفي موسم لحظات العلا الحالي، من شهر ديسمبر الماضي إلى شهر مارس، تمكنا من استضافة عدد من الفنانين الدوليين مثل "أندريا بوتشيلي” و"أليشيا كيز".

من السائح الذي تسعون إلى استقطابه للعلا؟

هدفنا تسويق العلا وجهة حصرية لشريحة معينة من السياح. فنحن لا نطمح إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح، حيث إننا لا نسعى إلى صنع وجهة محتشدة بالسياح. والسياح المستهدفون هم الراغبون في تجربة شخصية فاخرة لليلتين أو ثلاث، حيث يمكنهم الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الأسطورية، والسحر المميز، والأنشطة المختلفة، والإرث العريق، دون إزعاج الحشود الهائلة.

ما الأدوات التسويقية التي تستخدمونها لترويج العلا سياحيا؟

نعمل على الترويج للعلا من خلال العديد من القنوات بمساعدة العديد من خبراء السياحة والمهنيين الدوليين. سواء كانت حملات تسويقية على وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والراديو والمجلات والصحف، أو رحلات التعريف لوسائل الإعلام الرئيسة وتجارة السفر من أسواقنا المستهدفة، أو مشاركة وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الصفحات الاجتماعية الرسمية، والشراكات والتعاون الاستراتيجي، أو حتى عبر الكلام المنقول، نحن كفريق واحد ننفذ حملة واسعة النطاق على جميع الجبهات لدفع العلا إلى الجمهور المناسب.

أين ترى العلا في الأعوام الخمسة القادمة؟

في الأعوام الخمسة المقبلة، ستمتلك العلا القدرة على أن تكون الوجهة الرائدة للوجهات التراثية الحصرية، متجاوزة نظيراتها من حيث عدد الزوار، ومجموعة الأنشطة، وتنوع الفعاليات، والجوانب السياحية الأخرى. بحلول ذلك الوقت، ستكون العلا قد أنشأت بالتأكيد بنية تحتية مناسبة وبيئة سياحية فعّالة، مع المزيد من الفنادق والمنتجعات للتعامل مع العدد المتوقع من الزوار والمزيد، وستكون بالتأكيد على قائمة كل عاشق سفر حول العالم.

ما أبرز خمسة أنشطة على كل زائر للعلا تجربتها؟

هناك مجموعة واسعة من التجارب لكل مسافر في العلا، حيث يمكن للزائرين المهتمين بالتاريخ الغني للوجهة والذين يرغبون في مشاهدة المعالم السياحية زيارة مناطق الجذب الشهيرة، مثل الحجر، أو جبل عكمة، أو دادان أو البلدة القديمة، ويمكن للمغامرين تجربة حبل الانزلاق أو المشي لمسافات طويلة، أو ركوب الدراجات، أو تسلق الجبال، ويمكن لعشاق الطبيعة زيارة جبل الفيل، أو الاستمتاع بتجربة مشاهدة النجوم، أو زيارة واحة العلا. هناك الكثير لاكتشافه وتجربته في العلا، بدءا من التراث والفنون والثقافة والطبيعة إلى المغامرات وتناول الطعام الراقي والعروض الحية وغيرها الكثير.

أصبحت الاستدامة في السنوات الماضية عنصرا أساسيا في أفضل الوجهات السياحية. ما الخطوات التي تتخذها في العلا نحو عالم أكثر استدامة؟

كجزء من نهج العلا المستدام، نحتاج إلى احترام محيطنا الطبيعي. ولذا، علينا نحن التكيّف مع الطبيعة، وليس العكس. ومن الأمثلة الجيدة على ذلك منتجع شرعان في العلا، الذي صممه المهندس المعماري الفرنسي "جان نوفيل” بوحي من أساليب الحضارات النبطية القديمة التي كانت تعتبر العلا موطنها ذات يوم.

يجب التعامل مع العلا أيضا على أنها متحف حيّ يتيح الاكتشاف والاستكشاف والتعبير الإبداعي، فهي مجتمع مزدهر للعيش والعمل في وئام مع الواحات وجمال العلا الطبيعي. وستعمل حملة رحلة عبر الزمن على تنشيط المشهد الثقافي للعلا من خلال إنشاء أكبر متحف حي في العالم مع الحفاظ على الاستدامة في كل خطوة نتخذها لتحقيق ذلك.