محمية أشجار القرم في مدينة كلباء ملاذ عشاق الطبيعة في الإمارات
تنعم إمارة الشارقة بتنوع في الطبيعة حيث تحتضن السواحل والصحاري والجبال بالإضافة إلى المحميات الطبيعية و منها محمية أشجار القرم في مدينة كلباء والتي تعتبر ملاذاً لعشاق الطبيعة.
تمتد هذه المحمية الساحلية الطبيعية والتي هي الموطن لأقدم غابات المنغروف في البلاد، ملاذاً حيوياً للطيور النادرة والسلاحف البحرية على مساحة 500 هكتار وتكتسي بأشجار المنغروف العريقة ( القرم باللغة العربية ) .
الطيور المستوطنة والسلاحف
ويعتبر طائر الرفراف (صياد السمك) المهدد بالانقراض من أشهر الطيور المستوطنة في المحمية، إلا أنه من الممكن أيضاً أن يتم رصد السلاحف ذات الرأس الكبير والسلاحف الخضراء على الشاطئ القريب.
يجب على محبي مراقبة الطيور أن لا ينسوا إحضار مناظيرهم الخاصة بهم، في حين يقدم مركز الأنشطة رحلات في قوارب الكاياك وجولات ممتعة مشياً على الأقدام. سيتم افتتاح "نزل الرفراف" قريباً وسيحتوي على 20 خيمة فاخرة ذات ممرات متصلة لحماية أراضي تعشيش السلاحف.
تاريخ محمية أشجار القرم
وبحسب هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الإمارات فإن تأسيس محمية أشجار القرم والحفية كان في عام 2012 وتم إعلانها كمحمية طبيعية بموجب مرسوم أميري صادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة بشأن إنشاء محمية أشجار القرم والحفية في مدينة كلباء.
النظام البيئي في محمية أشجار القرم
ويتكون النظام البيئي للمحمية من جزأين حيث أن الأول يشكل بيئة غابات أشجار القرم التي تمتاز بارتفاعها الشاهق (نحو 8 أمتار)، وصلابتها، حيث تنمو هذه الأشجار في التربة ذات معدلات أكسجين منخفضة، و تعرف أيضاً بتحملها لملوحة مياه البحر. وتساعد أشجار القرم كذلك على استقرار الساحل عن طريق الحد من أضرار عوامل التعرية التي تسببها العواصف، والأمواج، والتيارات، والمد و الجزر، في حين أن الجزء الثاني هي البحيرة المتصلة التي أنشئت صناعياً، والتي تتميز بكثافة تكاثر الطحالب الهامة والضرورية في إتمام عملية التمثيل الضوئي، لتوفير الغذاء الوفير للأحياء البحرية.
وتمتاز محمية أشجار القرم، باحتوائها على العديد من النظم البيئية الخصبة والمتنوعة، التي تتمثل في البيئات الساحلية لأشجار القرم والمستنقعات والسبخات الملحية والطينية، والتي تلعب دوراً رئيسياً في توفير البيئة الملائمة لتكاثر عدة أنواع من الكائنات الحية.
أهمية عالمية وتاريخية
كما تمتاز بأنها أرض رطبة ذات أهمية دولية؛ حيث تم اعتماد تسجيلها ضمن اتفاقية حماية الأراضي الرطبة (رامسار) سنة 2013، بسبب دعمها لفصائل مهددة من الكائنات الحية، كما أنها تمتلك أهمية عالمية كبيئة هامةٍ لتكاثر العديد من أنواع الطيور النادرة، حيث تميزت بانفرادها كموقع تكاثر لطائر الرفراف المطوق العربي.
كما أن هناك أهمية طبيعية وإيكولوجية لموقع محمية أشجار القرم والحفية، بالإضافة إلى أهميتها التاريخية والتراثية، حيث يوجد بالقرب من موقع المحمية العديد من المواقع التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، من بينها الحصون والمدافن ومجموعة من الأعمال الفنية والرسوم والنقوش المحفورة على الجدران الصخرية للجبال.