طائر الفلامنغو يزهو في محمية رأس الخور في دبي
للوهلة الأولى يعتقد من يزور دبي أنها مدينة ناطحات السحاب التي تسابق الزمن للوصول للمستقبل أسرع 10 مرات عن أي مدينة أخرى في العالم، وهذا بالفعل ما تطمح له حكومة دبي من خلال الأفكار المبتكرة والإبداعية.
ولكن هناك جانب آخر للمدينة لا يعرف عنه إلكثير من الناس وهو أن دبي تحتضن محمية رأس الخور للحياة الفطرية والتي هي وجهة تختارها عشرات الآلاف من الطيور المهاجرة وتقع في الأراضي الرطبة على بعد أمتار قليلة من أبراج وسط مدينة دبي الشاهقة.
وﺗﻌﺪ محمية راس الخور للحياة الفطرية واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ، وﻫﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺧﻮر دﺑﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل (14) ﻛﻢ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺼﺤﺮاء اﻟﻌﻮﻳﺮ، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ رﻃﺒﺔ ﺳﺎﺣﻠﻴﺔ ذات أﻫﻤﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ.
ﺗﻤﺘﺪ اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ 6.2 ﻛﻢ ﻣﺮﺑﻊ ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎزﻟﺔ، وﺗﺤﻀﻦ ﻗﺮاﺑﺔ (450) ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت و (47 ) ﻧﻮﻋﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت، وتتميّز بالجمع بين المسطّحات المالحة والمسطّحات الطينيّة و أشجار القرم والمستنقعات.
هذه البيئة القيّمة هي التي تدعم أكثر من 20 ألف طائر مائي و67 نوعاً من الكائنات، وهي أرض ذات أهميّة كبرى للطيور المهاجرة في الشتاء من شرق أفريقيا إلى غرب آسيا.
أﻗﻴﻤﺖ ﻣﺤﻤﻴﺔ رأس اﻟﺨﻮر ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 1985، وﺗﻢ الإﻋﻼن عنها كمنطقة محمية في عام 1998، وﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم 2003، تم ﺗﺄﺳﻴﺲ قانون اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﻓﻲ إﻣﺎرة دﺑﻲ مولياً ﻣﺤﻤﻴﺔ رأس اﻟﺨﻮر ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف ﺑﻠﺪﻳﺔ دﺑﻲ.
وﻓﻲ 29 أﻏﺴﻄﺲ 2007، ﺗﻢ الإعلان عن ﻣﺤﻤﻴﺔ رأس اﻟﺨﻮر ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﻛﺄول ﻣﻮﻗﻊ للأراضي اﻟﺮﻃﺒﺔ ذات الأﻫﻤﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ راﻣﺴﺮ، وﻗﺪ ﺻﻨﻔﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻴﻮر (Birdlife International) ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻃﻴﻮر هامة (IBA)، ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺪ أرض رﻃﺒﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻓﻲ اﻻﻣﺎرات.
ومع أنه يوجد ثلاثة مخابئ للطيور في محيط المحمية، إلا أن طيور الفلامنجو الوردية تسرق الأنظار في الشتاء. في كل عام حيث يصل سرب من هذه الطيور والتي يتجاوز عدده 500 طائرا ممّا يتيح للزوار فرصة مشاهدة أجمل الطيور فى العالم وأكثرها ندرة على وجه الأرض.
الدخول مجاني، ومفتوح للزوار ضمن أوقات الزيارة من السبت إلى الخميس، من 9 إلى 4 بعد الظهر.