جناح الاستدامة في إكسبو 2020.. فنانون عرب يشاركون رؤيتهم الإبداعية
يستضيف تيرّا – جناح الاستدامة في إكسبو 2020 دبي حاليا خمسة أعمال فنية محفزة للفكر لأربعة فنانين معاصرين من دولة الإمارات والمنطقة العربية، يصوّر كلٌ منها تفاعلا من منطقتنا تحديدا مع موضوعات الاستدامة.
بتكليف خاص من إكسبو 2020 بالتعاون مع آرت دبي، تضيف أعمال الفنانين الأربعة، الذين يمثلون نخبة المواهب الفنية الإماراتية والإقليمية المعاصرة، مستوى جديدا من التفاعل في جناح الاستدامة، إذ تحكي قصة علاقة البشر بكوكب الأرض وتحفز الزائرين على العيش في توازن مع العالم الطبيعي.
وقالت مرجان فريدوني، الرئيس التنفيذي لتجربة الزائر في إكسبو 2020 دبي: "نتطلع إلى عرض هذه التشكيلة الرائعة من الأعمال التركيبية الفنية التي أبدعها عدد من أكثر الفنانين موهبة وإلهاما في دولة الإمارات والمنطقة. تساعد الأعمال الخمسة في إيصال رسائلنا بشأن الاستدامة بطرق مرئية وملهِمة على نحو مميز، بما يزيد من تمكين الأفراد لإجراء تغييرات تقود إلى مستقبل أكثر نظافة وأمانا وصحة."
الفنانون الأربعة وأعمالهم الفنية الخمسة:
• زينب الهاشمي (دولة الإمارات) – "تكوين"
• محمد أحمد إبراهيم (دولة الإمارات) – "هاغز"
• محمد كاظم (دولة الإمارات) – "دايركشنز (إكسبو 2020)"، و"ميجَرينغ"
• أيمن زيداني (المملكة العربية السعودية) – "تيرّابوليس"
يستكشف عمل زينب الهاشمي الروابط الخفية والهندسة الموجودة في الطبيعة بوصفها لغة عالمية. ويدرس العمل "تكوين" كيف تتداخل مسؤولية البشرية وكوكبنا، حيث يندمج نصفا القطعة معا ليصبحا كيانا واحدا - وما يبدو منفصلا هو في الواقع جزء من الشيء ذاته، الأمر الذي يشير إلى أن الإنسان والطبيعة يزدهران معا.
أما محمد أحمد إبراهيم، وهو من الجيل الأول من الفنانين المعاصرين في الإمارات، فينحدر من مدينة خورفكان الإماراتية الساحلية، والمحاطة بالجبال الصخرية، ويتجلى ارتباطه العميق بالبيئة في عمله "هاغز"، وهو عمل تركيبي تفاعلي يشكّل مساحة تأملية يُطلب فيها من الزوار دراسة تأثير قيَمهم على قراراتهم، لا سيما حين يتعلق الأمر بمسائل حاسمة مثل البيئة. فهل نستحضر ما يُهم بالفعل؟ أم إننا نضع قيَمنا جانبا من أجل الراحة واليُسر؟
فيما يجمع محمد كاظم بين المنهجيات التقنية والتقليدية في استكشاف مستمر لبيئته، سواء على الصعيد الاجتماعي أو السياسي أو الطبيعي. يمثل عمله الأول في جناح الاستدامة، "دايركشنز (إكسبو 2020)"، الإحداثيات الجغرافية لزوار موقع إكسبو من مختلف أقطار العالم. يلهم عمل كاظم هؤلاء الزوار للتفكير وإيجاد حلول مبتكرة لمستقبل أكثر استدامة.
العمل الثاني لكاظم، بعنوان "ميجَرينغ"، يتحدى المعايير المعمارية الشائعة لفهم مساحة ما. فإدراكه للمساحة، الخاضع لتأثير الذاكرة والمزاج معا، هو ما يحدد أبعادها، ساخرا من الدقة المفترضة لأي علاقة مكانية. يدعو العمل المشاهدين إلى التفكير في الطبيعة المتغيرة لشيء بمنطقية "القياس"، فيجعلهم يدركون موقعهم من البيئة وكيف يقدرونها.
ومن المملكة العربية السعودية الفنان التشكيلي أيمن زيداني الذي تقف مشاركته الفنية على مفترق طرق بين التركيب والصوت والتصوير والفيديو والعلم، ويحاول إعادة بحث العلاقة بين ما هو إنساني وما هو أكثر من إنساني في ما يخص مستقبل الأرض، ومستقبل منطقة الخليج بشكل أكثر تحديدا. عمله الجديد "تيرّابوليس" نصب رقمي لتكريم جميع المساهمين في جناح الاستدامة. يستخدم العمل خوارزمية رقمية مصممة لتحويل هوياتهم إلى كيانات عضوية رقمية تعيش في محاكاة تجسد الحياة من واقع موازٍ، بما يشوش التباين بين أشكال الحياة المختلفة.
مجتمع عالمي نموذجي
وبالإضافة إلى القطع الخمس الموجودة بالفعل حاليا في الجناح، سيضاف عمل فني تركيبي أخير في غضون الأشهر المقبلة. سيوضع العمل، المصمم بأنامل فنان معروف عالميا، في المحور الداخلي للجناح، في قلب المبنى.
ستبقى جميع الأعمال الفنية بصفتها منشآت دائمة في فترة انعقاد إكسبو 2020 وبعد ختام فعالياته، حين يتحول تيرّا – جناح الاستدامة، في إطار خطة لبناء إرث طويل الأمد، هادف وقابل للقياس، إلى مركز علوم للأطفال في دستركت 2020، وهي مجتمع عالمي نموذجي سيعيد تصور مدن المستقبل ويعيد توظيف أكثر من 80 في المئة من منشآت إكسبو.
وبدءا من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022، سيستقبل إكسبو 2020 دبي أكثر من 200 مشارك، فضلا عن ملايين الزوار، ليشاركوا في صنع عالم جديد، فيما يجمع الحدث الدولي مختلف أقطار العالم في مكان واحد لإعادة تصور عالم المستقبل.