حوار مع الدكتورة فاتنة الطحان حول سرطان الثدي
تزامنا مع شهر التوعية بسرطان الثدي وهو شهر أكتوبر كان لنا حوار مع د. فاتنة محمد الطحان مديرة برنامج مكافحة السرطان والبرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي، مديرة برنامج صحة المرأة، في وزارة الصحة، وجاء به:
الحديث عن أرقام واحصاءات سرطان الثدي في السعودية.
سرطان الثدي يأتي على رأس قائمة أكثر أنواع السرطان شيوعاً عند النساء، حسب السجل السعودي للأورام 2015بلغ نسية حدوثه 17.8% لبقية الأنواع عند الجنسين وبنسبة 30% لبقية أنواع السرطان عند النساء والعمر الوسطي للإصابة عند التشخيص 50 سنة أي أقل بـ 10- 15 سنة من الدول الغربية .
ويتم اكتشاف أكثر من 55% من الحالات في مراحل متقدمة مقارنة بـ20% في الدول المتقدمة مما يرفع من معدل الوفيات ويقلل فرص الشفاء، فضلاً عن ارتفاع تكلفة العلاج .
هل من أسباب للإصابة بسرطان الثدي تخص المرأة السعودية.
أسباب مرض سرطان الثدي غير معروفة ومفهومة تماماً ولكن هناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد احتمال الإصابة به بعضها لا يمكن تغييرها أو التدخل عليها مثل الجنس (انثى) و التقدم بالعمر (40 سنة فما فوق ), وجود عامل وراثي هو 5-10% من حالات سرطان الثدي أو قصة عائلية .للإصابة بسرطان ثدي أو مبيض أو قصة شخصية للمعالجة بالأشعة عند الصغر.
وبعضها يمكن تغيرها حيث قد تزيد نسبة الإصابة بمعدل 22% مثل اتباع نمط الحياة غبر صحية و زيادة الوزن والسمنة وقلة النشاط البدني وهذا منتشر في مجتمعنا وللأسف يزداد مع تغير طبيعة الحياة لدينا وتحولها إلى ما يقارب نمط الحياة في الدول الغربية وتغير في طريقة تحضير الأغذية وحفظها (من الأغذية السريعة التحضير ، الأغذية المعلبة والمحفوظة، طرق حفظ الأغذية ) مما يجعلها غذاء غير صحي . بالإضافة إلى ابتعاد السيدات عن ممارسة الإرضاع الطبيعي، استخدام حبوب منع الحمل الفموية لمدة طويلة ، المعالجة الهرمونية بعد انقطاع الطمث ودخول سن الأمان .
تقديرك لمدى الوعي لدى النساء السعوديات حول سرطان الثدي.
لوحظ تحسن في مستوى الوعي بسرطان الثدي لدى شرائح المجتمع بشكل عام ولدى السيدات بشكل خاص في السنوات الاخيرة نتيجة لتكثيف حملات التوعية التي تقوم بها جميع قطاعات الحكومية والغير حكومية وبالأخص وزارة الصحة عبر البرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي والذي يغطي خدماته جميع مناطق ومحافظات المملكة بما فيها التوعية على مدار السنة وتوفير عيادات للكشف بالماموغرام حتى في الاسواق التجارية مما شجع السيدات على الكشف وقد أجرينا في الوزارة تقيم لأثر حملة أكتوبر عامي 2017 و2018 م فتبين ارتفاع مستوى المعرفة عن سرطان الثدي وعوامل الخطورة وأهمية الماموغرام 49.5% بين العامين كما تمت متابعة السيدات اللواتي اقتنعن بإجراء الماموغرام خلال حملة أكتوبر بعد 3 أشهر من الحملة فوجدنا أن 90% منهن قمن بإجراء الفحص مما شكل نقلة نوعية تدل على زيادة الوعي لكن مازال هناك معوقات لدى بعض النساء لإجراء الماموغرام وأهمها كالاتي:
39.9% الخوف من المجهول.
38.0% لايوجد لدي أعراض.
27.80% عدم توفر الوقت.
19.50% الخوف من الالم
حلول من واقع خبرتك تساهم في رفع الوعي ورفع نسبة الوقاية من سرطان الثدي.
- تحفيز السيدات من خلال عرض تجارب أو مشاركة متعافيات من سرطان الثدي بقصصهن عن اكتشاف المرض وأهمية الكشف المبكر في جعل رحلة العلاج سهلة
- توفير مساحات للمشي داخل الاسواق التجارية أو المراكز النسائية الرياضية تستطيع السيدات ممارسة الرياضة والمشي بسهولة وبدون تكلفة مالية
- استمرار حملات التوعية عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي طوال العام ولاتقتصر على شهر اكتوبر
- تحفيز السيدات العاملات على عمل الكشف عن طريق ربط فحص الكشف بالتقييم السنوي للعمل لها.
- ربط التقييم السنوي للموظف باكتمال الكشف المبكر للزوجة آو آلام كما يحدث الآن في بعض القطاعات مثل أرامكو.
حدثينا عن آخر العلاجات الطبية لسرطان الثدي.
شهد علاج سرطان الثدي تطوراً سريعاً خلال العقد الماضي من خلال استخدام أحدث التقنيات للعلاج ومن خلال توفير أحدث الادوية وتنوع خيارات العلاج والتي تهدف الى تخليص الجسم من أكبر قدر ممكن من الخلايا السرطانية و منع المرض من العودة.فهناك تحسن في انواع العلاجات الكيماوية وطرق الجراحة التجميلية والمعالجات الهرمونية وهناك تطور في العلاجات البيولوجية التي يمكن أن تساعد في مكافحة سرطان الثدي الناتج عن خلل في الجينات الوراثية.
شائعات مغلوطة عن سرطان الثدي:
•ش: أن سرطان الثدي مرض يؤدي حتماً للوفاة ولا جدوى من الفحص أو العلاج:
الصحيح:أن سرطان الثدي إذا تم اكتشافه وعلاجه مبكراً فإن نسبة الشفاء قد تصل إلى أكثر من 95%.
•ش: أن سرطان الثدي له علاقة بحجم الثدي فالثدي الكبير في الحجم معرض للإصابة بسرطان الثدي أكثر
الصحيح: أن سرطان الثدي ليس له علاقة بحجم الثدي اطلاقاً. فكل السيدات معرضات للإصابة بسرطان الثدي.
•ش: أن سرطان الثدي مرض معد:
الصحيح: إن السرطان عموماً مرض غير معدي و منه سرطان الثدي وبالتالي لا ينتقل عن طريق الهواء أو بملامسة المصابين ولا حتى بالاتصال الجنسي.
•ش: أن ارتداء حمالة صدر ضيقة يسبب سرطان الثدي وخاصة التي تحتوي على سلك معدني
الصحيح: أن سرطان الثدي ليس له علاقة بنوع الحمالات أو أي ملابس أخرى ولم يتبث علمياً وجود أي علاقة بهذا الأمر.
•ش: أن مزيلات العرق تسبب السرطان و خاصة التي تمنع التعرق ( Antiperspirants ) وذلك نظراً لأن معظم حالات سرطان الثدي تنشأ في الجزء القريب من الإبط.
الصحيح: أنه لم يثبت أي تفسير علمي لذلك وكما أن الدراسات البحثية لم تكشف عن وجود أي علاقة بين المادة النشطة في مزيلات العرق وبين سرطان الثدي.
•ش: أن سرطان الثدي ينشأ نتيجة التعرض للرض المباشر أو الكدمة على الثدي:
الصحيح: أنه لا يوجد لذلك أية علاقة. و قد تكون استشارة والفحص عند الطبيب لدى التعرض لكدمة أو إصابة ما سبباً في اكتشاف وجود سرطان في الثدي عن طريق المصادفة.
ش : أن عمل الماموغرام يسبب السرطان:
الصحيح ان الاشعة المستخدمة ضئيلة جدا تعادل كمية الاشعة الناتجة عن البيئة لمدة اربعة اشهر ولاتسبب السرطان زانما هي وسيلة مهمة للكشف المبكر وتنقذ الحياة
ش: ان عمل الماموغرام يسبب سرطان الغدة الدرقية
الصحيح : أن كمية الاشعة التي تصل للغدة الدرقية تعادل التعرض نصف ساعة من الاشعة الناتجة عن البيئة المحيطة ولاتسبب سرطان
ش: بأن عمل خزعة من كتلة الثدي لغرض التشخيص قد يتسبب في انتشار الورم السرطاني! .
الصحيح : أن إجراء الخزعة لكتلة الثدي ضروري لعمل التشخيص ومعرفة نوع سرطان الثدي .. وبالتالي اتخاذ الخطوات العلاجية الصحيحة
ش: أن جميع الكتل في الثدي هي كتل سرطانية:
الصحيح : أن 80% من الكتل هي كتل حميدة
ش: أن الرجال غير معرضين للإصابة بسرطان الثدي:
الصحيح: أن كل من السيدات والرجال معرضون للإصابة بسرطان الثدي ولكن سرطان الثدي أكثر شيوعاً بين السيدات عن الرجال بحوالي 100 مرة.
ش:يعتقد البعض أن سرطان الثدي أو السرطان عموماً لا يصيب إلا كبار السن.
الصحيح: أن كل الإناث معرضات للإصابة بسرطان الثدي ولكن احتمال الإصابة بسرطان الثدي يزداد مع التقدم في العمر. سرطان الثدي أكثر شيوعاً بين السيدات من عمر 40 عاماً فما فوق (نسبة 87%). وننصح الفتيات صغيرات السن بالاهتمام بصحة ثدييهن واستشارة للطبيب في حالة ملاحظة حدوث أي تغّيرات في الثدي مع العلم أن معظم التغّيرات في هذه المرحلة هي لأسباب حميدة ولكن الطبيب وحده هو من يستطيع التأكد من عدم وجود أي خطورة بعد استكمال إجراء الفحوصات اللازمة.
ش:أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي يؤدي حتماً إلى الإصابة بسرطان الثدي.
الصحيح: أن 85% من السيدات المصابات بسرطان الثدي لا يوجد لديهن تاريخ عائلي. كما أنه في حالة وجدود تاريخ عائلي للإصابة فإنه ليس بالضرورة أن تصاب السيدة بسرطان الثدي. وكما ذكرنا سابقاً فإنه يتوجب على السيدات اللاتي يوجد لديهن تاريخ عائلي الانتظام بالفحوصات الدورية للثدي.
نصائح عامة من حضرتك:
- الاهتمام بالصحة العامة وتجنب السمنة والاكثار من النشاط البدني والذي يقلل من نسية الإصابة
- المبادرة الى الكشف المبكر بالماموغرام والذي يرفع نسية الشفاء الى الكثر من 95% وتستمتع المتعافيات بحياة نوعية جيدة.
- على السيدة التخلي عن الخوف والمبادرة للكشف عند سن الاربعين واستمرا ر الكشف الدوري كل سنتين.
ملاحظة: قبل قيامك أو اتباعك هذا العلاج أو هذه الطريقة الرجاء استشارة الطبيب المختص.