اختبار بسيط للعاب قد ينقذ حياة آلاف النساء من سرطان الثدي

هاجس سرطان الثدي يقض مضجع كل السيدات حول العالم ويعكر صفو حياتهم، مع وجود العديد من الدراسات والأبحاث التي تشير إلى احتمال إصابة إمرأة واحدة من بين كل 8 نساء بمرض سرطان الثدي الذي ما عاد مميتاً لحسن الحظ في أيامنا الحالية. والفضل في ذلك يعود للكشف المبكر والعلاجات التي شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.

وسرطان الثدي هو مرض وراثي كما يُعرفه الأطباء، لكن ذلك لا يعني أن النساء اللاتي ليس لديهن تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، هن بمنأى عن هذا الخطر. إذ تلعب عوامل عدة، حياتية وغذائية وغيرها، دوراً مباشراً وغير مباشر في التسبب بالإصابة بالأورام السرطانية في الثدي.

تركز الحملات السنوية التي تترافق مع شهر التوعية بسرطان الثدي من أكتوبر كل عام، على ضرورة الفحص بالوسائل الطبية المختلفة للكشف المبكر عن المرض وتسريع الشفاء من خلال الحصول على العلاج المناسب الذي يصفه الطبيب حسب نوع الورم ودرجته.

لكن فحصاً بسيطاً يتم تطبيقه على اللعاب، يسهم ليس فقط في كشف الإصابة بسرطان الثدي، وإنما يساعد في تحديد النساء الأكثر عرضة لخطر الإصابة به قبل سنوات من حدوث الإصابة. ما يُعد اكتشافاً علمياً باهراً سيُغير حياة الآلاف من النساء حول العالم.

اختبار بسيط للعاب يكشف النساء المعرضات للإصابة بسرطان الثدي

الاختبار يعتمد على فحص اللعاب للنساء دون سن الثلاثين
الاختبار يعتمد على فحص اللعاب للنساء دون سن الثلاثين

في دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة مانشستر البريطانية، ونقل موقع صحيفة" ديلي ميل" و"سكاي نيوز عربية" معلومات عنه، تبين أن إجراء اختبار بسيط للعاب المرأة يساعد في الكشف عن احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. ما يمهد لإنقاذ آلاف النساء دون سن 50 ممن لا يقمن عادة باختبارات الكشف عن سرطان الثدي إلا في حال وجود تاريخ وراثي للمرض، أو يصعب عليهن الخضوع لهذه الإختبارات لأسباب مختلفة.

والخبر الأهم في الموضوع، هو أن هذا الإختبار قادر على تحديد النساء المُعرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي قبل سنوات من حدوث الإصابة.

تفاصيل الدراسة

يمكن لهذا الإختبار تحديد ما يقرب من نصف النساء المُعرضات للإصابة بسرطان الثدي خلال العقد المقبل، ومن هنا تأتي فائدة هذا الإختبار كونه يساعد على كشف السرطان لدى النساء اللاتي تقل أعمارهن عن 50 عاماً، والمُعرضات لخطر وراثي أعلى للإصابة بسرطان الثدي، ولا يمكنهن إجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية.

خلال الدراسة، ركز الباحثون على إجراء اختبار اللعاب لنحو 2500 امرأة مُعرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي، ومن بين هؤلاء النساء اللاتي تمت متابعتهن لمدة 10 سنوات في المتوسط​​، أصيبت 644 منهن بسرطان الثدي.

وقد تنبأ الإختبار الذي تم استخدامه جنباً إلى جنب مع المعلومات الطبية وتاريخ الحياة الخاص بالنساء وقياس كثافة الثدي لديهن، بخطر الإصابة بسرطان الثدي بدقة لدى أكثر من 50% ممن أصبن به لاحقاً.

وفي تعليقه على نتائج الدراسة، قال البروفسور غاريث إيفانز الذي قاد الدراسة من جامعة مانشستر: "إذا تناولت كل هؤلاء النساء أدوية للوقاية من سرطان الثدي، فقد يمنع ذلك ربع حالات سرطان الثدي ويُحتمل أن ينقذ حياة 2000 امرأة سنوياً. وإذا خضعت النساء الشابات المُعرضات لخطر الإصابة، لتصوير الثدي بالأشعة السينية، فقد ينقذ ذلك المئات سنويا".

كما أشار إلى أهمية اختبار اللعاب هذا بشكل خاص للنساء دون سن الخمسين، اللاتي يشكلن حالة واحدة من كل 5 حالات من سرطان الثدي. ويرغب الباحثون بإجراء هذا الإختبار على النساء في سن الثلاثين تقريباً لمدة واحدة، قبل أن يصبحن قادرات على إجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية في سن الخمسين.

أما بخصوص كلفة الإختبار وتوفره للناس، فقد أشارت "ديلي ميل" إلى أن اختبار اللعاب يكلف حوالي 250 جنيهاً إسترلينياً في بريطانيا، مقارنة بعلاج سرطان الثدي الذي قد تصل تكلفته لحوالي عشرات الآلاف من الجنيهات. وتبحث لجنة الفحص الوطنية في المملكة المتحدة والتي يعود إليها قرار إتاحة الإختبار الجيني لجميع النساء، في نتائج هذا الإختبار.

ما هو سرطان الثدي

سرطان الثدي مرض يمكن علاجه في حال كشفه مبكرا
سرطان الثدي مرض يمكن علاجه في حال كشفه مبكرا

سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان انتشاراً عند النساء على الصعيدين المحلي والعالمي، ويمثل العمر أهم عوامل خطورة الإصابة به.

وتحدث الإصابة بسرطان الثدي جراء انقسام الخلايا في الجسم بشكل غير طبيعي وخارج عن السيطرة، ما يؤدي لتشكل ورم سرطاني. ويمكن للخلايا أن تنقسم بشكل طبيعي، ويُطلق على الورم في هذه الحالة إسم الورم الحميد، في حين أن انقسام الخلايا غير الطبيعي يؤدي لورم خبيث أي سرطاني.

قد ينمو سرطان الثدي، كغيره من أنواع السرطان، ليصبح نسيجاً يحيط بالثدي ويمكن أن ينتقل إلى أنحاء الجسم الأخرى في عملية تسمى النقائل تمهد لانتشار السرطان في أعضاء أخرى من الجسم.

ليس هناك أسباب محددة لحدوث سرطان الثدي، لكن بعض العوامل قد تزيد من احتمال الإصابة به، بعضها يمكن التحكم بها والبعض الآخر خارج عن السيطرة.

فيما يخص عوامل التي يمكن التحكم بها، هي التالية:

  • زيادة الوزن أو البدانة، والتي يمكن علاجها بحميات غذائية صحية وممارسة الرياضة تحت إشراف طبيب أو خبير تغذية.
  • الرضاعة الطبيعية: وقد أظهرت دراسات عدة أن الرضاعة الطبيعية تحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
  • تناول حبوب منع الحمل: وتبين وجود علاقة بين أنواع معينة من حبوب منع الحمل وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
  • التاريخ المتعلق بالحمل والإنجاب: إذ يمكن أن يؤدي تأخير الحمل الأول إلى ما بعد سن الثلاثين، أو عدم حدوث حمل كامل المدة، إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
  • شرب الكحول.

في حين أن عوامل الخطر التي لا يمكن التحكم بها تتلخص في الآتي:

  • الجنس: إذ أن سرطان الثدي منتشر بصورة أكبر عند النساء.
  • كثافة الثدي: يزداد خطر المرض في حال زيادة كثافة الثدي، التي يمكن كذلك أن تزيد من صعوبة رصد الأورام أثناء الخضوع لتصوير الماموغرام.
  • التقدم بالسن: يمكن أن يحدث سرطان الثدي في أي عمر، لكن احتمال حدوثه أكبر مع التقدم بالعمر.
  • عوامل تتعلق بوظائف الجهاز التناسلي: يتضمن ذلك بدء الدورة الشهرية قبل سن 12، أو بدء مرحلة انقطاع الطمث بعد سن 55 عاماً.
  • التعرض للإشعاع في منطقة الصدر: يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي عند المريضات اللاتي لديهن تاريخ من التعرض للأشعة في منطقة الصدر.
  • التاريخ العائلي: قد يزيد خطر ظهور إصابات سابقة بسرطان الثدي أو المبيض أو السرطانات الأخرى في العائلة، من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ويمكن للمرضى الذين لديهم مثل هذا التاريخ العائلي الخضوع للفحص الجيني.
  • الطفرات الوراثية: تكون النساء اللاتي لديهن تغيرات موروثة في بعض الجينات، مثل  BRCA1 و BRCA2 أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي
  • التعرض المسبق للإصابة بسرطان الثدي: يكون الخطر أكبر في حال التعرض المسبق للإصابة بسرطان الثدي أو بعض أنواع سرطان الثدي الحميد، مثل سرطان الغدد الموضعي وسرطان القنوات الموضعي أو التضخم غير النمطي.

ويبقى الأمل معقوداً في تجنب الكثير من النساء خطر الإصابة بسرطان الثدي وتداعياته الخطيرة التي تصل عند بعضهن للوفاة. مع التذكير دوماً بضرورة الحرص على إجراء الفحوصات المنتظمة للكشف المبكر عن أية مؤشرات غير طبيعية في الثدي وتحت الإبط، ومراجعة الطبيب المختص بشأنها، خصوصاً للنساء الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.