جراحة وقائية تحمي ناجيات سرطان الثدي من الوذمة اللمفية.. ما هي
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، جرى تشخيص إصابة 2.3 مليون امرأة في العالم بسرطان الثدي خلال العام 2020، وهو السرطان الأكثر شيوعًا في دولة الإمارات بحسب ما كشف المرصد العالمي للسرطان التابع للمنظمة، مع تسجيل 1030 حالة جديدة في الدولة. فيما تسجل واحدة من كل 5 من مريضات سرطان الثدي، خطر الإصابة بالوذمة اللمفية بعد عمليات استئصال الورم.
وغالبًا ما تنشأ الوذمة اللمفية كأحد مضاعفات الإصابة بالسرطان، أو بعد جراحة تشريح العقدة الليمفاوية الإبطية للكشف عن انتشار السرطان أو العلاج الإشعاعي. ويعاني المصابون بها من حالة وهن وضعف شديدة، حيث تظهر على شكل ورم حاد في الجزء العلوي من الذراع بعد إزالة العقد الليمفاوية المنتشرة، وتتسبب الإصابة بها في زيادة احتمالات الإصابة بالعدوى والإلتهابات، إلى جانب تأثيراتها على الحالة النفسية والجسدية والإجتماعية للمريضات اللاتي يخضعن لعلاج السرطان.
ولمساعدة ناجيات سرطان الثدي في التغلب على هذه المشكلة، أعلن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي مؤخرًا عن إجراء جراحة الوذمة اللمفية التحويلية لمريضات سرطان الثدي في دولة الإمارات.
وقد أصبحت هذه الجراحة الوقائية متاحة لكافة مريضات سرطان الثدي في الإمارات، ومؤخراً أجريت هذه الجراحة لمريضة من مواطنات الدولة بعد انتشار سرطان الثدي لديها إلى العقد الليمفاوية. وعادة ما تُجرى هذه الجراحة إلى جانب جراحات السرطان الأولية الأخرى مثل استئصال الثدي، وهي إجراء وقائي لتفادي الإصابة بالوذمة اللمفية، كما قد تساعد في تجنب الحاجة لإجراء مزيد من العمليات الجراحية.
ما هي الوذمة اللمفية
يشير موقع "ويكيبديا" إلى أن الوذمة اللمفية أو الإستسقاء اللميفي أو الإنسداد اللميفي، هو تجمع غير طبيعي لسائل غني بالبروتين في النسيج الخلالي للأطراف بسبب انسداد أو تمزق في الأوعية الليمفاوية؛ مما يؤدي إلى عدم القدرة على تصريف الليمف وتورم الأنسجة الرخوة، وكذلك تحفيز تكاثر الخلايا الليفية اليافعة.
إنما يجب عدم الخلط بين الوذمة اللمفية والإستسقاء الناتج عن القصور الوريدي، حيث أن القصور الوريدي إذا لم يُعالج قد يؤدي إلى اضطرابات ليمفاوية أيضاً تُعالج كعلاج الوذمة اللمفية.
وفي تعليقه على الجراحة الوقائية من الوذمة اللمفية، قال الدكتور رافي جورونيان، رئيس القسم ورئيس الجراحة التجميلية في كليفلاند كلينك أبوظبي: "يساهم توفير هذه الجراحة المجهرية الوقائية للوذمة اللمفية في وضع أسس متينة لتمكين المريضات من الحصول على هذا العلاج وتحقيق نتائج أفضل لهن، لا سيما بعد عمليات استئصال الثدي حيث تكون مخاطر إصابة المريضات بالوذمة اللمفية مرتفعة أكثر."
خيارات صحية لتجنب مضاعفات الوذمة اللمفية
وأضاف: "الوذمة اللمفية هي حالة مُنهكة جسديًا وعاطفيًا، كونها تُضعف من قدرة المريضة على الحركة، وقد تدفعها للعُزلة. وبالرغم من أن هذه الجراحة الصغرى المُجازة قد تخفف من الحالة، يجب على المريضات اتباع خيارات صحية في أسلوب حياتهن لتجنب حدوث أية مضاعفات، إذ تزيد السُمنة والأمراض الأخرى المُصاحبة من خطر الإصابة بالوذمة اللمفية بعد إجراء جراحة استئصال الثدي. وتعتبر القدرة على إدارة التأثيرات الفيزيولوجية والنفسية لمريضات السرطان والعلاجات المرتبطة به من العوامل المهمة في تسريع تعافي المريضة."
وبالنظر إلى انتشار سرطان الثدي في دولة الإمارات، توقع الدكتور جورونيان "إجراء المزيد من هذه الجراحات الوقائية للمريضات لتجنب الإصابة بالوذمة اللمفية والتخفيف من تأثيرات هذه الحالة المزعجة على حياتهن وصحتهن."
في النهاية، نضم صوتنا إلى أصوات جميع الإختصاصيين في كليفلاند كلينك وغيرها من المؤسسات الصحية، بالتذكير بأهمية إجراء الفحوصات بصورة دورية للوقاية من سرطان الثدي، مع التأكيد من جديد على أن الكشف المبكر يسهم في التعافي بنسبة تصل إلى 98% من هذا المرض الخطير.