ما أهمية التوعية من سرطان الثدي خلال شهر أكتوبر
مع حلول شهر أكتوبر من كل عام، تعود حملات التوعية بسرطان الثدي لتتكثف من جديد، شعارها الأول والأوحد التوعية من هذا المرض من خلال تشجيع النساء على ضرورة القيام بالفحوصات الطبية والذاتية للكشف عن أية أورام سرطانية سواء في الثدي أو تحت الإبط يمكن أن تكون بداية لظهور مرض السرطان.
وكلما كان الكشف في مراحل مبكرة، كلما زادت فرص النجاة والعلاج وتسريع عملية الشفاء لدى المرأة. وبما أن اللون الوردي هو لون المرأة بشكل خاص، يتخذ الجميع منه حافزاً للتشجيع خصوصاً وضع الشريط الوردي على شكل رقم 8 بالانجليزي على الملابس، أو ارتداء الثياب الوردية وغيرها من النشاطات "الوردية" المرتبطة بهذا الحدث.
ومع بداية شهر التوعية هذا العام كما في كل عام، اخترنا في موقع "هي" الإلتزام بتوعية كافة القارئات وتشجعيهن على الكشف المبكر لسرطان الثدي من خلال الفحوصات اللازمة. كما نبدأ مع هذا الشهر بالحديث عن أهمية التوعية من سرطان الثدي، ومتى يجب البدء بالفحص، وما هي أبرز الأعراض التي تُنذرك عزيزتي بوجود ورم سرطاني يتطلب استشارة الطبيب فوراً.
ما أهمية التوعية من سرطان الثدي
الهدف الأول والأهم من حملات التوعية التي تقوم بها الحكومات والمؤسسات وحتى الأفراد حول العالم، هو دفع النساء نحو إجراء الفحص الذاتي والطبي الضروري للكشف عن أية أورام غريبة في الجسم وعلاجها حسب المقتضى.
وقد لاقت حملات التوعية في السنوات الأخيرة، صدى واسعاً من شريحة كبيرة من النساء، خاصة تلك التي تضمنت شهادات لناجيات من مرض سرطان الثدي تحدثن عن تجاربهن الناجحة في التعافي من المرض ودعواتهن لبقية النساء لحذو حذوهن والقيام بكل ما هو ضروري للحفاظ على صحتهن، والأهم عدم الخوف من هذا المرض الذي كان يُعد قاتلاً في السابق.
إذ أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي، يسهم بالتعافي والشفاء بنسبة تصل إلى 98% أو أكثر في كثير من الحالات المكتشفة. كما أن التطور الطبي والعلاجي والنفسي الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة الماضية، أتاح للملايين من النساء الاستمتاع بحياتهن من جديد خالية من المرض ومضاعفاته.
كما أن حملات التوعية تسهم بشكل خاص في تذكير النساء بوجوب الالتزام بالفحص الذاتي للذي كل شهر بعد انتهاء الدورة الشهرية، والفحص الطبي لدى الطبيب للتأكد من عدم وجود أية أورام أو أعراض غير طبيعية سواء على الثدي أو تحت الإبط حيث تكون الغدد الليمفاوية، بحسب ما أشار موقع "الطبي".
كما تساعد حملات التوعية على توفير الدعم النفسي لمريضات سرطان الثدي والتأكيد عليهن أنهن لسن بمفردهن، وأن التعافي من المرض يستلزم الشجاعة والصبر والمثابرة من طرفهن، بجانب الدعم الذي يلقينه من مجتمعهن.
أعراض سرطان الثدي التي تستلزم المراجعة الطبية
لا نسعى عزيزتي لإخافتك من مرض سرطان الثدي، وبالتالي يجب عليك التوجس من أية أعراض غير مألوفة في جسمك. فبعض الأورام والتورمات في الجسم، قد تكون حميدة وليست سرطانية. لكن الكشف عليها جميعاً من قبل الطبيب المختص، يحدد ما إذا كانت خبيثة أم حميدة، وبالتالي يُسرع في عملية العلاج في مرحلة مبكرة.
لذا ندعوك لمراجعة الطبيب المختص في حال شعرت بأعراض غير طبيعية في الثدي وتحت الإبط هي على الشكل التالي:
- كتلة في الثدي يمكن رؤيتها والشعور بها، مع الشعور بألم في الثدي.
- تغيرات جلدية على الثدي، الذي قد يصبح مثل قشر البرتقال.
- إفرازات غير طبيعية من الحلمة مثل الدم.
- تورم واحمرار أو طفح جلدي في الثدي.
- التعب الدائم.
- فقدان الشهية وخسارة الوزن دون سبب.
وفي حال كان المرض قد انتشر من الثدي لأنحاء مختلفة من الجسم، فإن الأعراض التالية يمكن أن تنبأ بهذا الإنتشار:
- آلام وكسور العظام: في حال وصول سرطان الثدي إلى العظام.
- الصداع ومشاكل في التفكير والتذكر: نتيجة انتشار السرطان إلى الدماغ.
- السعال المزمن أو ضيق التنفس: جراء انتشار سرطان الثدي المتقدم في الرئتين.
- اليرقان أو انتفاخ البطن: في حال انتشار سرطان الثدي المتقدم نحو الكبد.
وحده الطبيب المختص هو القادر على تحديد خطورة هذه الأعراض وكيفية علاجها، لذا لا تتواني عن مراجعة طبيبك في حال الشك أو الشعور بأي منها.
متى يجب البدء بفحص الثدي للكشف عن سرطان الثدي
ينبغي التذكير أن فحص الثدي هو عملية ضرورية لكل امرأة، للتحقق من عدم وجود أية مشاكل في الثدي سواء كانت ناجمة عن الإصابة بسرطان الثدي أو بأمراض أخرى. فصحة الثدي مهمة للمرأة كما هي الحال مع باقي أعضاء الجسم لديها.
ويمكن البدء بفحص الثدي ذاتياً في المنزل منذ عمر مبكر، خاصة للنساء والفتيات اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي. على أن يُجرى هذا الفحص بعد انتهاء الدورة الشهرية وأثناء الإستحمام أو بعده.
وللقيام بالفحص الذاتي، إليك الخطوات المطلوبة:
- اجلسي أو قفي بشكل مريح أمام المرآة وضعي يديك على الوركين حتى تسترخي عضلات الصدر.
- انظري إلى محيط الثدي للتحقق من تطابقه مع كل جانب، ومعرفة ما إذا كان هناك أي تجعيد أو نقرات فيه.
- ابحثي عن أي تغير في الحلمة مثل الطفح الجلدي أو الشد للداخل، وكذلك أي تغير في الجلد حول الحلمة.
- باستخدام أصابع اليد اليسرى لفحص الثدي الأيمن، حركي أصابعك الوسطى الثلاث حول الثدي، وتأكدي من عدم وجود أي كتل أو نتوءات غير طبيعية لم تكن موجودة من قبل.
- قسمي الثدي إلى أربعة أرباع، وابدئي من الربع العلوي الداخلي، وقومي بتمرير تلك الأصابع حول الثدي. افعلي الشيء نفسه في الربع الداخلي السفلي، ثم الربع الأيمن السفلي، ثم الربع الأيمن العلوي.
- حركي أصابعك على الثدي باتجاه الإبط دون رفع اليد لملاحظة أي كتل، ومرة أخرى باتجاه الهالة حول الحلمة.
- كرري الخطوات ذاتها على الثدي الأيسر باستخدام يدك اليمنى.
أما بالنسبة للفحص الطبي، فتشير مصادر جمعية السرطان الأمريكية إلى أنه يُفضل أن تقوم النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و 44 عاماً بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية سنوياً. كما يُوصى بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية بانتظام كل عام للنساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 45 و 54 عاماً، ثم كل عامين بدءاً من سن 55.
هل بالإمكان الوقاية من سرطان الثدي
سؤال لم تتحدد الإجابة عليه بشكل تام من قبل الأطباء والمختصين، إذ أن عوامل عدة يمكن أن تلعب دوراً في الإصابة بسرطان الثدي مثل الوراثة، حتى وإن كانت المرأة تتبع نمطاً صحياً متكاملاً.
لكن المختصين يؤكدون أن أفضل السبل للوقاية من مرض سرطان الثدي وغيره من الأمراض الخطيرة، هو اعتناء المرأة بصحتها وإجراء الفحوصات المبكرة لتسريع عملية العلاج والتعافي.
كما يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي من خلال اتباع النصائح التالية التي يتفق عليها خبراء الصحة:
- اتباع نظام غذائي صحي، غني بالأطعمة الصحية، وتجنب الأطعمة الضارة مثل الأطعمة المصنعة والغنية بالدهون والتي قد تزيد من خطر تشكل الأورام في الجسم.
- الحفاظ على وزن صحي، يساعد في حماية المرأة من خطر الإصابة بسرطان الثدي وأمراض أخرى.
- النشاط البدني مسألة مهمة وأساسية في الوقاية من السرطانات وغيرها من الأمراض.
- الرضاعة الطبيعية: أكدت دراسات عدة أجريت خلال السنوات الأخيرة، أن الرضاعة الطبيعية تسهم في الحد من الإصابة بسرطان الثدي. وهي مفيدة للمرأة أيضاً كما هي فائدتها للرضيع.
- تجنب التدخين والإقلاع عنه قدر الإمكان.
في النهاية، ندعوك عزيزتي القارئة للإعتناء بصحتك قدر الإمكان واتخاذ خطوات جدية ومهمة لجهة إجراء الفحوصات الطبية والذاتية اللازمة للكشف عن أية تغيرات غير طبيعية في جسمك واستشارة الطبيب حولها مبكراً، لضمان صحتك وتعافيك سريعاً في حال المعاناة من أي مرض.