البروفيسور د. كفاح مقبل لـ "هي": من المتوقع أن يسهل فحص الدم Trucheck الكشف المبكر عن سرطان الثدي
يخصص العالم شهر أكتوبر من كل عام للتوعية مجددا من سرطان الثدي، إذ تسهم الوقاية في التقليل من حالات الإصابة به، كما أن الكشف المبكر يساعد في الشفاء من سرطان الثدي بنسبة عالية تصل إلى 95 في المئة.
فما الجديد الذي يقدمه العلم والطب اليوم في الكشف المبكر عن سرطان الثدي للتقليل من الإصابة به، ورفع فرص الشفاء منه؟ وهل سيقلب فحص الدم باختبار Trucheck للكشف عن سرطان الثدي مسار الأمور، ويغير من قواعد اللعبة العلاجية، ويجد حلا لمشكلة التشخيص المتأخر للسرطان؟ وهل هو أفضل وأكثر دقة في الكشف عن سرطان الثدي من التصوير بالأشعة السينية؟ وماذا عن الفحص الجيني: هل سيقلل من احتمال الإصابة به؟ وهل العلاج البيولوجي الموجّه، يلعب دورا في خفض نسبة الوفيات الناتجة عن الكشف المتأخر لسرطان الثدي؟ كل هذه التساؤلات يجيب عنها البروفيسور دكتور كفاح مقبل، استشاري جراحة أورام الثدي، وكبير الجراحين في “معهد لندن للثدي”، الذي التقته "هي” في لندن، ليعطينا نبذة مختصرة عن العلاج والوقايه منه.
العلماء اليوم يسابقون الزمن، أخبرنا عن أهم الاكتشافات الجديدة في علم تشخيص سرطان الثدي.
تتعدد الفحوص المتبعة لتشخيص سرطان الثدي، ومنها: تصوير الثدي الشعاعي (الماموغرام) الذي يتضمن صور الثدي الشعاعية ثلاثية الأبعاد (تصوير الثدي بالدمج المقطعي)، ويستخدم الأشعة السينية، لتجميع صور عدة للثدي من زوايا مختلفة، وتُركّب هذه الصور معا باستخدام جهاز كمبيوتر لتكوين صورة ثلاثية الأبعاد للثدي، ويعدُّ تصوير الثدي ثلاثي الأبعاد مع الدمج المقطعي أكثر دقة من التصوير الثنائي الأبعاد. وينصح بإجرائه مرة كل سنة أو سنتين، من عمر الأربعين فصاعدا، لأنه الأفضل، ويعد جزءا من التقنيات الأساسية لتصوير الثدي الشعاعي، وإلى جانب تصوير الثدي بالموجات فوق الصوتية، يستعمل التصوير الشعاعي في حال وجود كثافة ثدي عالية.
وهنالك أيضا تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي، الذي يستخدم مغناطيسات لإنتاج صور للثدي، ولا يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الإشعاعي، ويوصى بتصوير الثدي بالرنين المغناطيسي للنساء الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، مثل النساء اللواتي لديهن طفرات وراثية تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان.
ومؤخرا هناك تطورات جديدة في مجال الكشف عن النوع الجزيئي لسرطان الثدي عن طريق فحص دم بسيط يكشف مواد وراثية أو خلايا سرطانية في الدم.
هل فحص الدم باختبار Trucheck سيغير من قواعد اللعبة العلاجية؟ وهل هو أفضل وأكثر دقة في الكشف عن سرطان الثدي من التصوير بالأشعة السينية؟
النتائج الأولية لتقييم فحص الدم Trucheck تشير إلى أنه أكثر دقة من التصوير الشعاعي. وإذا كان الفحص إيجابيا، فإن المريض عندها يحتاج إلى تصوير الثدي، وأخذ عينة من أي ورم موجود في الثدي، وسيكون له دور مهم عندما تكون كثافة الثدي عالية. ومن المتوقع أن يؤدي إلى الكشف المبكر عن سرطان الثدي بشكل أسهل، وهذا بدوره سيؤدي إلى زيادة نسبة الشفاء من هذا المرض، وتجنب العلاج الجذري بالنسبة إلى الجراحة والعلاج الكيميائي.
هل يسهم الفحص الجيني في تقليل احتمال الإصابة بسرطان الثدي؟
أصبح الفحص الجيني اليوم أكثر بساطة، ويُجرى عن طريق أخذ مسحة لعابية من الفم، ويمكن الكشف عن عدد كبير من المورثات يصل عددها إلى 80 مورثة بسعر بسيط نسبيا، بكلفة نحو 500 دولار. إذا كانت هناك مورثة تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي، عندها يمكن أن يلجأ الشخص إلى التصوير بشكل دوري، باستخدام تصوير الرنين المغناطيسي تحت عمر الأربعين، واستخدام التصوير الشعاعي مع الأمواج فوق الصوتية بعد هذا العمر.
وإذا كانت المورثة تسبب احتمالا عاليا في الإصابة بسرطان الثدي، فعندها يمكن للاستئصال الوقائي لكلا الثديين مع الترميم أن يقلل احتمال الإصابة بهذا المرض بنسبة 90 في المئة.
هل توافق فكرة استئصال الثديين بسبب الطفرة الوراثية تفاديا لاحتمال الإصابة بسرطان الثدي، كشأن بعض المشاهير مثل "أنجيلينا جولي"؟
إن المورثات تتفاوت في نسبة خطورتها، إذ هناك مورثات عالية الخطورة مثل BRCA1 و BRCA2. تتعرض النساء اللواتي تحملن هذه الجينات المتحولة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة تتراوح ما بين 70 و85 في المئة تقريبا. كما يؤدي التحول في هذه الجينات إلى ارتفاع خطر الإصابة بأورام المبيض بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 30 في المئة.
الجراحة الوقائية لاستئصال الثديين والترميم في الوقت نفسه تعتبر الخيار الأول في هذه الحالة، وينصح بالجراحة الوقائية أيضا مع وجود المورثات التالية TP53, PALB2، وفي حال الجراحة الوقائية يعتبر استئصال الثدي مع الاستبقاء على الحلمة وعلى الجلد آمنا، ولقد نشرت بضعة أبحاث في هذا المجال. أما بالنسبة إلى المورثات الأقل خطورة، فإن التصوير الدوري سنويا يعد الحل الأمثل من أجل الكشف المبكر.
هل تتفق مع أن المورثات BRCA1 و BRCA2 المعيبة تتسبب في رفع مخاطر الإصابة بسرطان الثدي؟
نعم إن هذه المورثات تزيد الاحتمال بنسبة 80 في المئة تقريبا.
هل يسهم زواج الأقارب في زيادة هذه النسبة؟
لا شك في ذلك.
ما زالت نسب الوفيات في تزايد بسبب سرطان الثدي على الرغم من الكم الهائل من التوعية في هذا المجال؟
عدد الإصابات بسرطان الثدي لا يزال في ازدياد، ولكن احتمال الموت من سرطان الثدي يتابع الهبوط بفضل الكشف المبكر والعلاج الأكثر فاعلية.
إلى أين وصل العلم والطب اليوم في عالم علاج سرطان الثدي؟
يمكن تلخيص التقدم في مجال علاج سرطان الثدي، بأن هناك توجها إلى الابتعاد عن العلاج الجذري في الجراحة، والتقليل من استخدام العلاج الكيميائي والاعتماد على المعالم البيولوجية المميزة للورم في كل مريض، وتوجيه العلاج المناسب لهذا الورم بشكل فردي. وتُحدَّد معالم الورم البيولوجية من خلال دراسة عدد كبير من المورثات في الدم وفي الورم نفسه. هذه الدراسة يمكن أن تحدد ماهية الأدوية الأكثر فاعلية.
ما أحدث الجراحات الترميمية لسرطان الثدي؟ وهل هنالك تطورات جديدة في المجال الجراحي؟
في جراحة الثدي الحديثة يمكن ترميم وإعادة بناء الثدي في وقت الاستئصال نفسه. وبوجه عام يمكننا المحافظة على الحلمة وجلد الثدي، كما يمكن التعويض عن الحجم من خلال إدخال حشوة السيليكون، ووضعها فوق عضلة الصدر، وتغطيتها بشبكة بيولوجية من مادة الكولاجين مشتقة من جلود الحيوانات. والطريقة الأخرى، هي استخدام جزء من جلد الجسم مستأصل من مكان آخر، ونقله إلى منطقة الثدي. فمثلا يمكن أخذ منطقة من جدار البطن، تتألف من الجلد والشحوم، وفي الوقت نفسه يجري شد البطن. وهذا النوع من العمليات يأخذ وقتا أكثر، ويحتاج إلى خبرة أكثر، ولكنه يؤدي إلى نتائج أفضل على المدى الطويل من طريقة حشوة السيليكون.
ما مدى نجاح استخدام الخلايا الجذعية في تكبير الثدي وإصلاحه لدى النساء اللاتي اضطررن لاستئصاله؟
إن شفط الدهون من منطقة البطن مثلا، ونقلها إلى الثدي يساعد في الترميم، كما أن الخلايا الجذعية التي ترافق الخلايا الدهنية تساعد في عملية الترميم، بعد الاستئصال الجزئي أو الكلي، ولقد نشرت أبحاثا عدة تؤيد سلامة هذا التدخل.
هل توصل الطب اليوم إلى حلول فعالة لخفض نسبة الوفيات الناتجة عن الكشف المتأخر لسرطان الثدي؟
نعم، وذلك بفضل العلاج البيولوجي الموجَّه.
ماذا عن الوقاية؟ وما أهم النصائح؟
هناك دليل على أن الحياة الصحية تحمي من سرطان الثدي. لقد أجريت بحثا في هذا الموضوع، ووصلت إلى النصائح التالية حول نوعية الغذاء وعادات الحياة الصحية للوقاية من سرطان الثدي:
اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط.
التقليل من استهلاك الكحول إلى كأس واحد من النبيذ بحد أقصى يوميا.
تحسين وزن الجسم بالشكل المثالي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام (20 دقيقة يوميا).
التقليل من تناول اللحوم الحمراء، واللحوم المصنعة والدهون الحيوانية النقية والبيض (إلى 3 مرات كل أسبوع، ويفضل أن يكون عضويا).
التقليل من تناول السكر والمحليات الصناعية والحلويات. واستبدالها بالعسل الطبيعي للتحلية بدلا من السكر.
تناول منتجات الألبان قليلة الدسم، فهي آمنة، ويبدو أنها تحمي من سرطان الثدي.
تعريض البشرة لأشعة الشمس الطبيعية لمدة 20 دقيقة يوميا، وإلا تجب الاستعاضة بمكملات فيتامين D3.
زيادة تناول زيت الزيتون والثوم والبصل والخضراوات الورقية والحمضيات والتوفو والمانجو والكرز والتفاح والتوت والرمان والفراولة والفطر.
من الأفضل الاستغناء عن استخدام العلاج بالهرمونات البديلة بعد سن 55 عاما، إلا إذا كان ضروريا. ومع ذلك، إذا اخترت تناول العلاج التعويضي بالهرمونات، فيجب تناول هلام الإستروجين يوميا مع Utrogestan 100mg في الليل بشكل متقطع، لأنه يعتبر أكثر أمانا من نظم أخرى.
هرمون البروجستيرون Utrogestan غير ضروري للنساء اللواتي خضعن لاستئصال الرحم.
زيادة تناول القهوة والشوكولاتة الداكنة بتركيز 85 في المئة من الكاكاو والشاي الأسود والأخضر.
اتباع الصيام المتقطع، مثل: الصيام بين عشية وضحاها من الساعة 7 مساء حتى 7 صباحا.
تناول المغذيات:
البوليفينول والفلافونويد، ويوجدان في الشاي الأخضر والشاي الأسود والفواكه.
الكيرسيتين ويتواجد في العنب الأسود والتوت الأحمر والنكتارين.
التوابل، ومنها الكركمين (الكركم)، وبهارات الفلفل الحار، والكمون الأسود، والفلفل الأسود.
الخضراوات الكرنبية مثل الملفوف، والبروكلي، والقرنبيط، والبكتيريا المفيدة (Lactobacillus) وتوجد في اللبن قليل الدسم.
المكملات، ومنها فيتامين D3 ألف وحدة دولية يوميا، أو 10000 وحدة دولية مرة واحدة أسبوعيا.
أوميجا 3 من 1 إلى 2 غرام يوميا.
الفيتامينات، B6 بمقدار 10 ملغ يوميا