تداعيات سلبية لعلاجات سرطان الثدي وطرق التخفيف منها
يُعدّ سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً عند النساء، ويحتل المرتبة الثانية كسبب رئيسي للوفاة لديهنجراء الإصابة بالسرطان بعد سرطان الرئة. وقد ساهم التطور الكبير في طرق الكشف المبكر والعلاج لسرطان الثدي، في زيادة معدلات الشفاء من المرض وخفض نسبة الوفيّات، وتبلغ فرصة وفاة المرأة من سرطان الثدي ما يعادل امرأة واحد لكل 37 امرأة مصابة بسرطان الثدي أي ما نسبته 2.7% فقط.
ويؤكد الأطباء على أن كشف سرطان الثدي في مراحله الأولى، يسهم بشكل كبير في النجاة من هذا المرض. كما أن اتخاذ الخطوات الضرورية للعلاج مع الطبيب المختص والإستمرار فيه حتى النهاية، كفيلان بتعزيز فرص الشفاء والتعافي بنسبة كبيرة.
يُحدد الطبيب خيارات علاج سرطان الثدي وفقًا لنوع سرطان الثدي الذي لديكِ، ومرحلته ودرجته وحجمه، وما إذا كانت خلايا السرطان حساسة تجاه الهرمونات. ويُراعي الطبيب أيضًا صحتكِ العامة وتفضيلاتكِ الشخصية، بحسب ما أورد موقع "مايو كلينك" الذي أضاف أن معظم السيدات يخضعنَ لجراحة سرطان الثدي، ويتلقّى العديد منهن كذلك علاجات إضافية بعد الجراحة، مثل المعالجة الكيميائية أو العلاج الهرموني أو المعالجة الإشعاعية. كما يُمكن أيضًا استخدام المعالجة الكيميائية قبل الجراحة في حالات محدَّدة.
تترتب عن هذه العلاجات العديد من التداعيات السلبية على المرأة، ليس فقط على صحتها الجسدية وإنما النفسية أيضاً. وهو ما يطلعنا عليه كلٌ من الدكتور سدير الراوي، رئيس قسم الأورام في مدينة برجيل الطبية أبوظبي، والدكتور رياض خضير، استشاري الأمراض النفسية في مستشفى "إن أم سي رويال الشارقة.
تداعيات علاج سرطان الثدي السلبية على الصحة الجسدية
بحسب الدكتور الراوي، فإن سرطان الثدي هو مرضٌ يتم علاجه عادة من خلال الجراحة، العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. وهناك بعض التداعيات السلبية الحتمية لهذه العلاجات سواء على الصحة الجسدية أو النفسية.
فيما يخص الصحة الجسدية، يشير الدكتور الراوي إلى أن المريضة قد تفقد جزءاً من الثدي أو كله جراء الجراحة، وهو ما يؤثر سلباً عليها. لذا يتم شرح نوع الخسارة ومقداره ومضاعفات العملية للمريضة قبل الخضوع لها كي تكون على دراية بما ينتظرها.
وهناك مشاكل أخرى تنجم عن علاجات سرطان الثدي، منها مشاكل في الجلد والحلمة، توسَع القنوات الليمفاوية وتغير شكل الثدي المصاب مقارنة بالثدي الآخر. ويؤكد الدكتور الراوي على ضرورة شرح هذه الأمور للمريضة قبل إجراء العملية، مع أهمية وجود طبيب نفسي مع طبيب الأورام يرافقها طوال فترة العلاج. ويساعد هذا التعاون بين الطبيبين في شرح كافة مراحل العلاج للمريضة وتغيرات الثدي من حيث الشكل والأعراض المصاحبة للعملية، بحيث تكون على معرفة تامة بكافة التفاصيل وجاهزة لتقبل جسمها فيما بعد.
فيما يتعلق بالعلاج الكيميائي، فإن تداعياته السلبية تتمثل في سقوط الشعر والأظافر والحواجب، ضعف المناعة، ضعف ونحول جسم المريضة وتكرار إصابتها بالأمراض بسبب الإلتهابات ونقص المناعة، وهنا يجب متابعة المريضة بشكل دائم لتجنب المضاعفات المرافقة للعلاج، يضيف الدكتور الراوي.
أما العلاج الإشعاعي فإنه لا يختلف عن الكيميائي من حيث التداعيات السلبية، كونه مؤلم ويُسبب الحروق وتليف المنطقة تحت الإبط، إضافة إلى تضخم الغدد الليمفاوية. وفي حال السرطان منتشراً بكافةأنحاء الحسم، يكون هناك علاج مختلف.
تداعيات علاج سرطان الثدي على الصحة النفسية
يؤكد الدكتور رياض خضير استشاري الأمراض النفسية، على ما قاله الدكتور الراوي آنفاً، لجهة الصدمة النفسية التي تواجهها مريضة سرطان الثدي فور إعلامها بإصابتها بالمرض. مشيراً إلى أن هذه الصدمة يكون لها تأثيرات على المزاج والنوم ونواحي أخرى من الحياة.
كما أن معظم مريضات سرطان الثدي يدخلنَ في لحظة من الإنكار للمرض فور تبلغهنَ خبز الإصابة، معتقدات أن التشخيص غير دقيق وهو المرحلة الأولى لتداعيات المرض النفسية السلبية. تليها مرحلة الغضب كأن المريضة وحدها من يعاني من هذا المرض، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التقبل والرغبة في العلاج. وخلالها تبدأ المريضة بالمعاناة من الإكتئاب جراء العلاج، لكنها تعود لتتعايش مع الحالة ويتعاون معها الأطباء في هذه المسألة.
ويشير الدكتور خضير أن حاجة المريضة لأخذ أدوية وعلاجات تؤثر على مستوى الهرمونات بالجسم، قد يتسبب باضطرابات في الحالة النفسية لجهة تذبذب المزاج والمرور بلحظات من الغضب والتوتر والقلق، يصاحبها اضطرابات في الذاكرة والنوم وتغيرات في الوزن، إذ قد تعاني بعض المريضات من زيادة أو انخفاض الوزن. وهناك بالطبع الحزن الشديد جراء الإصابة بالمرض والخوف من الموت والخوف على العائلة ومستقبل الأولاد.
هذه بعض الأمور التي تمر بها مرضىالسرطان، يضيف الدكتور خضير،خصوصاًمريضات سرطان الثدي لأن العلاج له علاقة بالهرمونات التي تؤثر على المزاج.وعلاج هذه التداعيات طبعاً هو بتقبل الوضع الصحي، والإيمان، وتخفيف الشعور بالغضب والحزن لتبدأ المريضة بتقبل العلاج والتعاون مع الطبيب وإخباره بكل التغيرات التي تشهدها بعد العلاج.
وهذا التقبل يساعد المريضة في عدم الخوف من أية تغيرات مصاحبة للعلاج، وعدم القلق منها، مع اتباع حياة صحية لجهة الغذاء والنوم الجيد وممارسة بعض تمارين الإسترخاء مثل اليوغا التي تفيد في تحسين الحياة الجديدة. ويشجع الدكتور خضير المشاركة على المشاركة في مجموعات خاصة لمريضات الأورام ومشاركة تجاربهن مع بعضهنَ البعض لتخفيف حدة العلاج والمرض والوصول إلى نهاية سعيدة لجهة التعافي والشفاء.