نصف المتعافين من فيروس كورونا يعانون الارهاق المستمر
مع تجاوز اعداد المصابين بفيروس كورونا حول العالم حافة 31 مليون شخص، واقتراب احصائيات الوفيات من حافة المليون، لا بد من التنويه بأعداد المتعافين من فيروس كوفيد-19 والتي تجاوزت 23 مليون شخص من اجمالي الاصابات.
وهو ما يراه البعض إشارة إيجابية لتحسن الكثيرين ممن اصيبوا بعدوى فيروس كورونا الجديد، حتى ان البعض منهم لم يعاني من اية اعراض جراء الاصابة.
لكن المتعافين من فيروس كورونا المستجد ما زال معظهم يعاني من مشكلة الارهاق المستمر حسبما وجدت إحدى الدراسات الحديثة.
الارهاق المستمر يلازم نصف المتعافين من فيروس كورونا
نقل موقع "روسيا اليوم" نقلاً عن "فوكس نيوز"، توصل مجموعة من العلماء لخلاصة مفادها ان عدداً من المتعافين من وباء كوفيد-19 ما زالوا يعانون من الارهاق المستمر المرتبط بالمرض.
والدراسة التي أجراها الدكتور ليام تاونسند، ومستشفى سانت جيمس ومعهد ترينيتي للطب الانتقالي، وكلية ترينيتي في دبلن بإيرلندا وآخرون، كشفت أن التعب كان موجوداً لدى أكثر من نصف المرضى الذين خضعوا للدراسة، بغض النظر ما إذا كانت العدوى خفيفة ام خطيرة.
وصرح تاونسند في تعليقه على نتائج الدراسة قائلاً: "التعب هو أحد الأعراض الشائعة لدى المصابين بعدوى كوفيد-19 المصحوبة بأعراض". مضيفاً أنه في حين أن السمات الحالية لعدوى كوفيد-19 قد تم تمييزها بشكل جيد، فإن العواقب المتوسطة وطويلة الأجل للعدوى ما تزال غير مكتشفة. وما يثير القلق تحديداً بشأن SARS-CoV-2 أن لديه القدرة على التسبب في الارهاق المستمر، حتى بعد تعافي المصابين من كوفيد-19".
تفاصيل الدراسة
أجريت الدراسة على حوالي 128 مريضاً ممن اصيبوا بفيروس كورونا وتعافوا منه، بعد مرور اكثر من شهرين على تعافيهم من المرض.
ودرس الباحثون ما إذا كان المرضى الذين تعافوا من عدوى SARS-CoV-2 ظلوا مرهقين بعد شفائهم جسدياً. واشار تاونسند لقيام الباحثين بفحص استمرار علامات المرض لمعرفة ما اذا كان هناك علاقة بين الارهاق الشديد ومجموعة متعددة من المعايير السريرية.
ولهذها الغاية، استخدم الباحثون مقياس Chalder Fatigue Score واختصاره CFQ-11، وهو مقياس شائع الاستخدام لتحديد التعب لدى المرضى المتعافين، بحسب تاونسند.
كما أخذ الباحثون في الاعتبار شدة العدوى الأولية للمريض في حال احتاجوا لدخول المستشفى على سبيل المثال)، إضافة لأي حالات أخرى موجودة مسبقاً لديهم يمكن أن تسهم في التعب، مثل الاكتئاب.
ووجد الباحثون أن حوالي 56% من المرضى الذين تم تقييمهم، يحتاجون لدخول المستشفى في حين ان 44.5% لم يفعلوا ذلك. كما توصل الباحثون في النهاية للتأكد إلى أن أكثر من نصف المشاركين، 52.3% على وجه الدقة، أبلغوا عن معاناتهم من "إرهاق مستمر" حتى بعد تعافيهم من المرض.
حتى المرضى الذين لم يحتاجوا لدخول المستشفى كون مرضهم اقل حدة من الآخرين، اعلنوا انهم ما زالوا يعانون من التعب المستمر بعد التعافي.
ولم يكن هناك ارتباط بين شدة "كوفيد-19" (الحاجة إلى دخول المرضى إلى المستشفى أو الأكسجين الإضافي أو الرعاية الحرجة) والإرهاق بعد التعافي من المرض.
والمثير للاهتمام ان الباحثين وجدوا أن النساء المشاركات في الدراسة (54%)، وكذلك المرضى الذين شخصوا مسبقاً بالاكتئاب أو القلق "كان تمثيلهم زائداً عند المتعافين الذين يعانون من التعب"، بحسب للنتائج. وبشكل محدد، كان ثلثا المرضى الذين أبلغوا عن التعب المستمر من النساء.
وفي نهاية الدراسة، توصل الباحثون لخلاصة مفادها ان النتائج التي توصلوا اليها، تدعم استخدام التدخلات غير الدوائية لإدارة التعب، بغض النظر عن شدة المرض الأولي. كما اشاروا لضرورة أن تكون هذه التدخلات متلائمة مع الاحتياجات الفردية للمرضى، وقد تشمل تغيير نمط الحياة، والعلاج السلوكي المعرفي، وتمارين ضبط النفس.