دراسة تكشف عن أسرار متلازمة القلب المنكسر

متلازمة القلب المنكسر هي حالة قلبية مؤقتة، تنتج غالباً بعد المواقف المسببة للتوتر والعواطف الشديدة. ويمكن أن تحدث متلازمة القلب المنكسر نتيجة مرض جسدي خطير أو جراحة خطيرة. وتسمى أيضًا اعتلال عضلة القلب الإجهادي، أو اعتلال تاكوتسيبو لعضلة القلب، أو متلازمة التضخم القمي.

ويشير موقع "مايو كلينك" الطبي، إلى أن المصابين بمتلازمة القلب المنكسر قد يشعرون بألم مفاجئ في الصدر أو أنهم على وشك الإصابة بنوبة قلبية. وتؤثر متلازمة القلب المنكسر على جزء فقط من عضلة القلب، مما يعطل وظيفة الضخ الطبيعية للقلب بشكل مؤقت. فيما أن بقية عضلة القلب لا تزال تعمل بشكل طبيعي أو قد يكون هناك تقلّصات أكثر قوة.

أعراض متلازمة القلب المنكسر قابلة للعلاج، والحالة عادة ما تعكس نفسها في أيام أو أسابيع. وقد كشفت دراسة طبية حديثة عن الأسباب الكامنة وراء الإصابة بهذه المتلازمة، ما يتيح للأطباء والمعالجين التدخل لعلاج المصابين بهذه الحالة كي لا تتفاقم حالتهم الصحية.

فما هي الاسباب وراء متلازمة القلب المنكسر، خصوصاً عند النساء؟ هذا ما نكشف عنه وفق معلومات أوردها موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

أسباب متلازمة القلب المنكسر

الدراسة التي أجراها باحثون من "إمبريال كوليدج لندن" ونشرت نتائجها في دورية "أبحاث القلب والأوعية الدموية"، أشارت إلى نوعين من الجزيئات تقف وراء متلازمة "القلب المنكسر" الناجمة عن المواقف المسببة للتوتر والعواطف القوية والإجهاد، والتي تؤثر بشكل رئيسي على النساء بعد انقطاع الطمث.

والجزئين اللذين اكتشفهما الباحثون، لهما علاقة بالقلق والاكتئاب والتوتر ويؤديان للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر التي تم اكتشافها لأول مرة في اليابان من العام 1990 نتيجة الارتفاع الحاد في الأدرينالين الناجم عن أحداث سعيدة أو حزينة. ما يولَد أعراضاً شبيهة بالنوبة القلبية مثل ألم الصدر وضيق التنفس.

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون خلال الدراسة، بتعريض الخلايا القلبية البشرية (المأخوذة من أعضاء غير مناسبة للزراعة)، وقلوب الفئران إلى الجزيئين، ليتوصلوا إلى أنها أصبحت أكثر حساسية للأدرينالين بعد هذا التعرض.

ونقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ليام كوش، قوله إن "تعرض الخلايا للجزئين RNA-16 و RNA-26a يتسبب بتوقف الجزء السفلي من القلب عن النبض، في حين يعمل الجزء العلوي بشكل أسرع، وهو ما يطابق ما يحدث مع مرضى متلازمة القلب المنكسر".

وعلى الرغم من أهمية نتائج الدراسة هذه لجهة فهم أسباب متلازمة القلب المنكسر التي باتت تعد من المشاكل الصحية التي يعاني منها الكثيرون، إلا أن المشكلة تكمن في استحالة تشخيص المتلازمة قبل حدوثها، أو قياس مستويات الجزيئات المسؤولة عنها.

لكن الباحثين يأملون في الاستفادة من نتائج الدراسة لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمتلازمة في حال تكرارها، ما يساعد على تحسين قدرة الأجهزة الطبية على التعامل معها، والحدّ من آثارها الخطيرة.