سرطان الرئة: مرضٌ يفتك بالجنسين في كل عام

سرطان الرئة: مرضٌ يفتك بالجنسين في كل عام

جمانة الصباغ
12 ديسمبر 2013
بين أنواع السرطانات المختلفة التي باتت تهدد حياة الكثير منا، يكاد يكون مرض سرطان الرئة المرض الأول والأكثر فتكاً الذي يصيب الرجال والنساء على السواء كل عام. مع نسبة تتراوح بين 80-90% بين المدخنين، ونسبة تتراوح بين 10-15% عند غير المدخنين.
 
يُعدَ التدخين السبب الرئيسي في الإصابة بسرطان الرئة، كذلك التدخين السلبي يزيد من مخاطر الإصابة بهذا المرض، بسبب المحتوى المسرطن لأكثر من 4000 مركَب كيميائي لدخان التبغ. ويُعتبر هذا المرض فتاكاً كونه يتم تشخيص الإصابة بهذا المرض في وقت متأخر حيث يكون قد انتشر إلى أجزاء أخرى في الجسم.
 
وبالإضافة إلى التدخين، هناك أيضاً التلوث الجوي والأسبستوس والمواد المشعَة والمعامل التي فيها مواد كيماوية، هذه كلها أسباب تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان، حسبما صرَح لنا الدكتور علاء العجيل، إستشاري ورئيس قسم الجراحة العامة في المستشفى السعودي الألماني في دبي. ويضيف الدكتور العجيل أن هناك أسباباً وراثية قد تكون وراء الإصابة بمرض سرطان الرئة حسب بعض الدراسات الحديثة، التي قامت على دراسة الصبغات الوراثية فوجدت تغيرات في العوامل الجينية عند مرضى سرطان الرئة.
 
أعراض سرطان الرئة
من أبرز أعراض سرطان الرئة، الكحة المستمرة لأكثر من أربعة أسابيع بدون سبب. ويقول الدكتور العجيل أن استمرار هذه الكحة يتطلب مراجعة الطبيب المختص للكشف والمتابعة والفحص السريري والفحوصات الأخرى اللازمة. وهناك أيضاً الكحة مع بصق الدم، وهي تستدعي كذلك الأمر سرعة عرض المريض على الطبيب المحتص. كما أن ضيق التنفس وفقدان الشهية والوزن من الأسباب الكامنة وراء الإصابة بمرض سرطان الرئة، كما يقول الدكتور العجيل.
 
التشخيص
يُعتبر الفحص الشعاعي للصدر، والأشعة المقطعَية في حال الشك، من أبرز وسائل التشخيص لمرض سرطان الرئة. وهناك أيضاً الفحص الخلوي للبلغم. ويوضح الدكتور العجيل أن الأشعة المقطعيَة أفضل من فحص الصدر وفحص البلغم لمعرفة ما إذا كان الشخص يعاني من هذا المرض أم لا، وقد تكون هناك شكوكٌ حتى مع نتائج الأشعة المقطعيَة، وفي هذه الحالة على الطبيب المختص إتباع المبادئ التوجيهية العالمية لمتابعة الحالات المشكوك فيها، كما يقول الدكتور العجيل، إما بإعادة الفحص المقطعَي أو بأخذ عينة نسيجية للوصول إلى التشخيص النهائي.
 
ويجب اختيار الشريحة التي تحتاج أكثر من غيرها لإجراء هذه الفحوصات، وهم المدخنون بالدرجة الأولى يليهم الأشخاص فوق الخامسة والخمسين عاماً وأخيراً الذين يعانون من أمراض سرطانية في الرئة. ويشير الدكتور العجيل الى أن بعض الأطفال قد يكونوا عرضةً لسرطانات نادرة ومنها سرطان الرئة، وهي عادةً ما تكون مرتبطةً بجينات غير طبيعية. أما الأشخاص الذين كانوا يدخنون وتوقفوا عن التدخين ففرص تعرضهم لسرطان الرئة أقل. 
 
أكثر المصابين بسرطان الرئة عرضةً للموت هم الرجال، بسبب إسرافهم في التدخين عن النساء، وكذلك لطبيعة تواجدهم في أماكن عمل ملوثة كالمصانع.
 
الوقاية والعلاج
يؤكد الدكتور العجيل على أن الوقاية هي أهم السبل للحيلولة دون الإصابة بسرطان الرئة، ويشدَد على ضرورة التشخيص المبكر للمرض لتفادي انتشاره في الجسم. 
 
أما العلاج فيعتمد على المرحلة التي وصل السرطان، ومن العلاجات السائدة العلاج الكيماوي والإشعاعي وكذلك الجراحة. ويعتمد شفاء مريض سرطان الرئة على نوع السرطان المصاب به (حيث أن هناك أنواع عدة لهذا المرض كما يشير الدكتور العجيل) وعلى درجة تطور السرطان.
 
التوعية
لكل مرض أسبابه، ومن المثبت علمياً كما يقول الدكتور العجيل فإن التدخين هو المسبَب رقم 1 لسرطان الرئة. ويحض الدكتور العجيل على التثقيف العام والتوعية من مخاطر هذا المرض على المستوى الشخصي والمحلي والإقليمي، لتوعية الناس ومساعدتهم على مكافحة هذا المرض من خلال تغيير نمط حياتهم وتحسين البيئات التي يتواجدون فيها. ويؤكد الدكتور العجيل أهمية دور الجمعيات المساندة للمدخنين والإرشادات العامة من الهيئات والوزارات المختصة، وكذلك استخدام بدائل التدخين ومنها لاصقات النيكوتين أو سجائر النيكوتين، لكن العلاج لا يتم إلا بإرادة من المريض لإيقاف التدخين أولاً.
 
ويشير الدكتور العجيل إلى وسائل أخرى تساعد المدخنين لترك هذه العادة السيئة، مثل التنويم المغناطيسي.
 
كما يؤكد الدكتور العجيل على ضرورة فرض موانع على المدخنين لتقليص فرص الإصابة بسرطان الرئة، ومنها:
 
1.منع التدخين في المكاتب والدوائر الحكومية.
 
2.منع التدخين في المقاهي والمركبات العامة.
 
3.منع إعلانات السجائر واستبدالها بنصائح طبية.
 
4.تحرير مخالفات للمدخنين، خصوصاً في الأماكن المغلقة التي يتواجد فيها الأطفال والصغار سناً.
 
5.رفع سعر الدخان.
 
أرقام
في العام 2008، سجلت وكالة الصحة العالمية مليون و600 ألف حالة جديدة من سرطان الرئة، مع وفيات بلغت مليون و380 ألف من هؤلاء المصابين. وكانت النسبة الأكبر من هذه الوفيات من الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين عاماً وكذلك المدخنين لسنوات طويلة.