الأبنية المريضة

بالرغم من التقدم الذي أحرزه العالم في مجالي البيئة والصحة إلا أنه يواجه أزمة بيئية وصحية غير مسبوقة تُعرف بمتلازمة الأبنية المريضة. فما هي هذه المتلازمة؟ وكيف تئثر سلباً على صحتنا وصحة عائلاتنا، وما السبيل لتجنبها؟
 
تمَ التعرف على ظاهرة متلازمة المباني المريضة أو SBS Sick Building Syndrome في السبيعنيات من القرن الماضي مع بدء انتشار استخدام المعدات الكهربائية. ويُستخدم مصطلح "متلازمة المباني المريضة" عندما تظهر مجموعة من الأعراض المشتركة على عدد من الأشخاص المتواجدين في داخل بناية معينة أو في جزء من البناية وتختفي هذه الأعراض في حال مغادرتها. ولقد وُجد أن النساء يعانين منها أكثر من الرجال وهي أيضاً موجودة بكثرة بين العاملين في داخل المكاتب والأماكن المغلقة مثل المدارس أو المكتبات أو المتاحف. وبالرغم من التقدم العلمي في مجال الصحة البيئية إلا أن هذه الظاهرة لا زالت غير مفهومة. وبحسب الدراسات، فإن نسبة 30% من مباني العالم هي مبان مريضة.
 
كيف لي أن أعرف إذا كنت أعاني من SBS؟
 
يكون المبنى مريضاً ويسبَب المرض لمستخدميه في حال:
• الأعراض المؤقتة والمتعلقة بالمدة التي قضاها المريض في بناية معينة أو في جزء منها.
• إختفاء الأعراض في حال مغادرة المريض البناية.
• موسمية الأعراض فهي تتعلق إما بالحرارة أو بالبرودة.
• ظهور الأعراض على أكثر من شخص من زملاء العمل أو سكان المنزل.
 
الأسباب:
لا يوجد سبب وحيد إنما تنتج هذه الظاهرة المرضية عن مجموعه من العوامل المرتبطة بآثار سمية للملوثات المتواجدة في داخل البناية وبتراكيز عالية. إن إغلاق النوافذ واستخدام المكيفات الهوائية صيفاً أو استخدام التدفئة المركزية أو مدافئ الغاز أو الكاز شتاءً يؤدي إلى سوء التهوية، وهذه أجواء ليست بصحية خاصة مع تواجد المدخنين في البيت.
 
كذلك فإن العديد من المباني تعاني من ضعف التصميم أو الصيانة أو ضعف نظام التهوية وهو عادةٌ المسبَب الرئيسي للمشكلة. حيث أن ضعف نظام التهوئة يؤدي إلى تراكم الملوثات المختلفة والذي بدوره يؤدي إلى رداءة نوعية الهواء الداخلي في المبنى مقارنة مع نوعية الهواء في خارجها حتى وإن كان موقع المبنى في مكان يعاني بشدة من تلوث الهواء الخارجي. كما أن سوء التهوية يؤدي إلى استنشاق المرضى لهذه السموم طوال الفترة التي يقضونها في داخل المبنى. ومن الجدير بالذكر أن التعرض لتركيزات منخفضة جداً من أنواع محددة من الملوثات الداخلية مثل المركبات العضوية المتطايرة تعمل في التسبب في أعراض المرض. 
 
من الأسباب الأخرى الملوثاث الكيمائية الداخلية منها والخارجية، والعوامل الفيزيائية كتغير درجات الحرارة والرطوبة المنخفضة والطلاء ودخان السجائر وكذك المنظفات المنزلية أو المعطَرات الصناعية.
 
الأعراض:
قد يعاني مريض "متلازمة المباني المرضية" من بعض أو جميع الأعراض التالية:
1. الصداع.
2. الدوار.
3. صعوبة التركيز.
4. تهيج الأنف والحنجرة والعيون.
5. الغثيان.
6. التعب العام و الإعياء.
7. السعال.
8. طفح جلدي.
9. الحساسية للروائح.
 
وقد يكون لمرض متلازمة المباني المريضة آثاره السلبية على المدى الطويل، صحياً ونفسياً إن لم تتم معالجته بالزمان والطريقة المناسبين.
 
طرق المعالجة:
1. تحسين نوعية الهواء الداخلي إن في البيت أو في العمل باستخدام وسائل الطبيعة الفعالة جداً، ومنها الشمس التي لها أثر كبير في تنظيف الهواء. كما لا بد من وجود منافذ كافية لدخول الشمس والهواء للمباني والتركيز ما أمكن على التهوية الطبيعية الجيدة خصوصاً في الطقس البارد حيث لا حاجة للمكيفات.
 
2. الإهتمام بالنظافة العامة للبناية وهذا لا يعني الإسراف في استخدام المنظفات إنما استخدامها بإعتدال. أيضاً يجب التأكد من صحة استخدام المواد المنظفة وتخزينها بعيدا عن أية مواد أخرى، كما يجب تفحص أنظمة التدفئة والتكييف والتبريد والتهوية وبشكل دوري.
 
3. النباتات تعمل كمنقيات للوهاء الداخلي حيث أنها تقوم بامتصاص المواد السامة من الجو. كما أن للنباتات تأثيرٌ إيجابي على الصحة النفسية فقد أثبتت فعاليتها في زيادة التركيز والنشاط وفي التخفيف من الإرهاق والتوتر. ليس هذا فحسب، بل تفوق النباتات الخضراء شاشات الحماية أهميةً في التخفيف من تأثير الموجات الكهرومغناطيسية الضارة الصادرة عن الإلكترونيات.