هل التثاؤب معدٍ؟
إعداد: جمانة الصباغ
ما أن نرى أحدهم يتثاءب أمامنا حتى نجد أنفسنا نتثاءب بشكل تلقائي وفوري. فهل التثاؤب معدٍ كما يُقال أم أن هناك أسباباً أخرى وراء التثاؤب؟
أثبتت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ديوك البريطانية أن السبب وراء تثاؤب الناس لمجرد رؤيتهم لأحدهم يتثاءب أمامهم هو سببٌ عاطفي بحت، مثله مثل الضحك أو التوتر أو العواطف الأخرى التي تنتقل بالإشعاع السايكوفيزيائي؛ يكفي أن يتوتر أحد الجالسين معنا حتى نتوتر بدورنا، وكذلك إن ضحك أحدهم نجد أنفسنا ننجر إلى الضحك بسرعة وعفوية.
والتثاؤب التلقائي يحصل عند رؤيتنا أو سماعنا أو تفكيرنا بالتثاؤب، وهو مختلفٌ عن التثاؤب الحاصل بسبب التعب أو الشعور بالنعاس.
يقول أوليفيه فالوسينيسكي، طبيبٌ متخصص في موضوع التثاؤب، أن المتثائب الجيد يمكن أن يصيب 7 آخرين بعدواه.
بعض الدراسات إقترح وجود علاقة بين التثاؤب والتعاطف، لكن الدراسة الحديثة وجدت أن هذه الظاهرة تقل تدريجياً مع التقدم بالعمر وهي ليست مرتبطةً إرتباطاً وثيقاً بالتعاطف أو التعب أو الطاقة.
وقد توصل الباحثون في جامعة ديوك إلى هذه النتائج بعد تسجيلهم لعدد المرات التي تثاءب فيها الأشخاص الأصحاء البالغ عددهم 328 شخصاً عند مشاهدتهم لفيديو من ثلاث دقائق لأشخاص يتثاءبون. بعض المشاركين في التجربة سُجل لديهم تثاؤب معدي بنسبة أكبر من غيرهم، مع وصول عدد المرات التي تثاءبوا فيها إلى 15 مرة.
كان السن هو العامل المستقل الوحيد الذي أثرَ في التثاؤب المعدي، فقد لاحظ الباحثون أنه كلما تقدم المرء بالسن قلَت لديه إحتمالات التثاؤب عند مشاهدتهم للفيديو. على الرغم من ذلك، أوضح عامل السن 8 في المئة فقط من إستجابات المشاركين للفيديو حسبما قال الباحثون.
كما لاحظ الياحثون أن التثاؤب المعدي هو أقل نسبةً عند المصابين بمرض التوحد أو مرض إنفصام الشخصية.