إيجابياتٌ تضمنها عند التوقف عن التدخين
هي: جمانة الصباغ
تدخين التبغ هو أكثر أسباب الوفاة التي يمكن تجنّبها، وهو يؤدي إلى مقتل ستّة ملايين شخص كل عام، 60 ألف منهم يموتون بفعل التدخين غير المباشر. وأفادت منظّمة الصحة العالمية أنّه في حال عدم اتّخاذ إجراءات عاجلة قد يرتفع معدل الوفيات إلى أكثر من 8 ملايين ضحية سنوياً بحلول عام 2030.
وبحسب مؤشر الصحة الذي أنشأته مؤسسة "أن أم سي للرعاية الصحية"، تبيّن أنّ عدداً كبيراً من سكان الدولة يدخّنون التبغ على شكل سجائر وشيشة كل يوم.
تدخين السجائر أمر مُكلف يؤذي الآخرين، ولا يخفى على أحد آثار التدخين على الصحة، والخطر المتزايد بالإصابة بأمراض خطيرة.
يتّخذ معظم المدخّنين مرة أو مرتين في حياتهم قراراً بالإقلاع عن عادة التدخين، أو على الأقل يفكّرون في الأمر. والكثير منهم ينجح بعد عدّة محاولات، إلا أنّ بعضهم لم يتخطَ للأسف مرحلة التفكير في الإقلاع عن التدخين. فالرغبة في التدخين تتفوق على الإرادة بالإقلاع عنه.
إذا كنت مدخّناً قرَّرَ العمل على الإقلاع عن السيجارة، وإليك بعض التشجيع لمساعدتك على اجتياز هذه المرحلة. إنها ببساطة إيجابيات تضمنها عند التوقف عن التدخين، كما أشار إليها الدكتور سونيل شيشادري، أخصائي الطب الباطني، والدكتور مهنّد دياب، إستشاري في طب الأورام، من أن أم سي للرعاية الصحية، اللذان أطلعانا على الجانب الإيجابي للإقلاع عن التدخين، وبالفعل تنتظرك تجارب رائعة فعلاً عند ترك هذه العادة. وفي ما يلي أفضل الفوائد:
1. صحة عامة أفضل
للإقلاع عن التبغ فوائد طبية هائلة. ففي غضون 24 ساعة تقريباً، يبدأ خطر حدوث الجلطة القلبية بالتراجع، وبعد أسبوعين على الإقلاع عن التدخين، يتحسّن جريان الدم وقدرة الرئة بشكل ملحوظ، إلى حدّ أنّه يسهل عليك التحرّك أكثر. وبعد أربعة أشهر، يتضاءل خطر الإصابة بالخثار الوريدي مقارنةً بالمدخّنين.
ويعزّز التخلّي عن التبغ نظام المناعة، فيقلّل إحتمال الإصابة بالرشح والإنفلونزا. وقد أظهرت الدراسات أنّ الإقلاع عن التدخين من شأنه الحدّ من خطر الإصابة بالحساسية والإلتهاب الشعبي، وتخفيف آلام الظهر، وشفاء الجروح بشكل أسرع (بما فيها القرحة)، إلى جانب تخفيف خطر الإنتكاس.
ويقلّ احتمال الإصابة بتضيّق شرايين الدم لدى المدخّنين الذين أقلعوا عن التدخين لسنة كاملة، كما يقل خطر الإصابة بالذبحة بنسبة 50%. وبعد عشر سنوات، يتراجع خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 70%.
2. مذاق الطعام يصبح ألذ
فقط عند الإقلاع عن التدخين تعتاد مجدداً على حاستي الذوق والشمّ اللتين تضعفان جرّاء التدخين. ويدرك بعض المدخّنين أنّ مذاق الطعام يختلف عن قبل، لكنّ هذه العملية تأتي على مراحل، فيصعب ملاحظتها. وعند الإقلاع عن التدخين، تستعيد حواسك نشاطها ويصبح مذاق الكثير من الأطعمة أقوى من قبل. فيقول الكثير من المدخّنين مثلاً: "أصبح مذاق الطعام أفضل بكثير".
3. بشرة أكثر نضارةً وشباباً
غالباً ما تظهر على وجوه المدخّنين ملامح التجاعيد، وتصفرّ أسنانهم، ويتغيّر لون أظافرهم، وتضعف لثّاتهم، ويفقد شعرهم لمعانه، فيبدون أكبر سنّاً من غير المدخّنين. وتبدو البشرة شاحبةً بسبب السموم التي يحتويها التبغ، والتي تؤثر على الكولاجين الذي يعطي البشرة المرونة والنضارة. وعند الإقلاع عن التدخين تستعيد البشرة بريقها ولونها، وتصبح غنية أكثر بالأوكسجين والمغذَيات.
4. شعورٌ بالسعادة وتوتّرٌ أقل
أشارت دراسة إلى أنّ الإقلاع عن التدخين قد يحسّن الصحة العقلية. وراجع الباحثون في هذه الدراسة المعلومات من 26 دراسة سابقة، ووجدوا أنّ المدخّنين يشعرون بكآبة وتوتّر وإجهاد أقل عند الإقلاع عن التدخين، ويتحسّن مزاجهم وجودة حياتهم.
ويساعد التوقّف عن التدخين على تهدئة الأعصاب، ومع أنّ المدخّنين يلجأون إلى السيجارة عند الشعور بالإجهاد، فالإقلاع عن التدخين تماماً قد يخفّف فعلاً من الشعور بالتوتر على المدى الطويل. وبعد ترك التدخين، تختفي عوارض الإمتناع عن النيكوتين بين السيجارة والأخرى. فإشعال سيجارة أخرى يخفّف التوق للتبغ لمدة قصيرة، إلا أنّ التوّتر سرعان ما يعود بإلحاح.
5. إذا امتنعت عن التدخين، سيمتنع أولادك عنه أيضاً في المستقبل
وهذه نقطةٌ جدَ مهمة. فأولاد المدخّنين أكثر عرضةً للتدخين بدورهم، لكن حتّى إذا أقلعت عن التدخين قبل ولادة أطفالك، قد يلتقطون هذه العادة. وتزعم الفرضية أنّ للتدخين نزعةً جينية. وبيّنت دراسة نُشرت في مجلة Pediatrics أنّ أطفال المدخّنين الحاليين والسابقين دخّنوا بمعدل يتراوح بين 23 و29 في المئة، مقارنةً بثمانية في المئة فقط من أطفال غير المدخّنين.
ويجد الكثير من المدخّنين الذين يقلعون عن التدخين أنّ الأمر لم يكن بالصعوبة التي تصوّروها أو قلقوا بشأنها. وكثيرةٌ هي الوسائل والمساعدات التي يمكنك الحصول عليها للتغلّب على العوارض والإقلاع عن التدخين.
نصيحتنا للمدخنين اليوم: إقلع عن التدخين، وعش حياتك.
www.nmc.ae